منذ بداية رمضان وكالعادة السنوية أشتاق إليه وإلى المشاعر التى تحتوينى فى هذا الشهر الكريم لكن إضطراب مواعيد النوم أكثر ما ينغص على فرحة رمضان !
رمضان منذ عامين كان هو بداية كتابتى المنتظمة إلا أن هذا العام لم يأتى بما اشتهى من أفكار وكلمات نتيجة شعورى الدائم هذا الشهر بأن عقلى فى حالة تجمد ونوم عميق فأنا أسير وأتعايش مع الحياة لكن بلا شعور مؤثر فى أو حتى تأثير منى فيها!! حتى أول أمس حيث كنت فى طريقى إلى مدينة دهب فى رحلة عمل تستغرق النهار كله تحت أشعة الشمس وفى أثناء قيادتى للسيارة بدأت فكرة تلح على وكم كنت فرحا بأن الكلمات عادت وخوفا عليها من الضياع أخذت أتحدث بصوت مرتفع مسجلا ما يدور فى ذهنى رغم فشلى فى التعبير صوتيا عما يدور بداخلى مثلما تفعل الكتابة !!
بعد تلك المقدمة أعود إلى مادار فى ذهنى ألا وهو تأمل فى رمضان فرمضان هو مرآة لذنوبنا! نعم فذنوبنا تكون واضحة تماما أمام أعيننا دون وجود شماعة وساوس الشيطان التى نعلق عليها ارتكابنا إياها فالشياطين مسلسلة مكبلة وما نقترفه من آثم صادر وقادم من نفوسنا قد تكون فى بدايتها عبارة عن نزغ شيطانى لكن خضوعنا له وسيرنا خلفه جعلها تتأصل فينا وقد تكون نتيجة نفوسنا الأمارة بالسوء المهم أنها اختيار حر منا فالقيام بذاك الذنب!
والذنب هو عبارة عن ضعف داخلنا تسعى إما إلى إخفائه وغض الطرف عنه أو نحاربه ومحاربته هى أشد أنواع الجهاد فجهاد النفس أصعب لأننا نقاوم قوة داخلية غير مرئية وما علينا هو أن نحاول أن ننتصر فى هذا الجهاد قد نخسر أحيانا وننتصر أحيانا المهم ألا نستسلم فإستسلامنا يعنى خسارتنا دنيانا وآخرنا !
العجيب أن هناك من يستسلم تماما إلى ضعفه ويجعله هو قائده ومحركه فيغوص أكثر قأكثر فى الذنوب فالذنب يجر ذنب آخر متناسيا وقانطاً من رحمة الله مع أنه إذا أراد معرفة رحمة ربنا فليتأمل قليلا رد فعله إذا أخطأ شخص ما فى حقه كم مرة سيسامحه؟! وقس على ذلك كم مرة أذنبت فيها ولازال الله يدر عليك من نعمه سواء صحة أو مال أو ... من نعمه التى لاتعد ولا تحصى؟!
أسمع من يقول لكن أحيانا يبتلينا الله بأمر ما ! وهذا صحيح لكن هل الإبتلاء عقاب أم هو من أجل دفعك للعودة إلى الله والإعتراف بمدى قدرته وضعفك؟! فإذا كنت تراه عقاب فانظر ماذا ارتكبت؟! والارتكاب هنا ليس شرطا أن يكون فعلا بل قد يكون ماهو مكنون داخل صدورنا وننتظر الفرصة التى تتاح لنا لفعله!
يعيب البعض على كثيرين أنهم يملأون المساجد فى رمضان ويكثرون من قراءة القرآن فيه دون غيره من الشهور أو على عدم إلتزام طلاب المدارس والجامعات بالصلاة إلا أوقات الإمتحان وهذا أمر فيه إعتراف من المقصرين بتقصيرهم وبمدى رغبتهم فى اللجوء إلى الله لكن الحياة أخذتهم بعيداوهل يجب علينا أن نشجعهم على العودة أم نستهزئ بهم؟!
قال رسول الله صل الله عليه وسلم عن ربه عز وجل " إذا تقرب العبد إلى شبراً تقربت إليه ذراعاً وإذا تقرب إلى ذراعاً تقربت منه باعاً وإذا أتأنى يمشى أتيته هرولة " هذا هو حال الله مع عباده فلا تنصبوا أنفسكم حكاما على غيركم فربما يكونوا عند الله خيرا منكم ولا تستصغروا خيراً ربما يكون هو سببا فى دخولكم الجنة!
فى النهاية أدعو الله أن يطهر قلوبنا من كل ذنب ترسخ فيها ويقوينا به على مافى نفوسنا من ضعف ولا تجعلنا ممن ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا