الأربعاء، 28 مايو 2014

قراءة فى الأحداث الجارية - دروس مستفادة من إنتخابات الرئاسة 2014


 
*حكمة اليوم وكل يوم
لا تآمن لشعب يعطى إشارة شمال ويدخل يمين!
مثلما اتفق الجيش مع الشعب فى ثورة يناير على عدم التوريث فقط اتفق الشعب مع الجيش على خلع اﻹخوان فقط  أرفع القبعة لهذا الشعب مهما كانت النتيجة

* تصويت الوافدين
منذ ثورة 25 يناير 2011 وهناك مطالب بجعل الإنتخاب يتم إليكترونيا لكن نظراً لمخاوف راجعة للأمية الإليكترونية وإمكانية استغلال ذلك فهناك جل وسط يجمع بين التصويت الورقى والنظام الإليكترونى بحيث يتم تصميم برنامج به بيانات المصريين الموجودة فعلا لدى وزارة الداخلية حيث يتم تمرير بطاقة الرقم القومى على ماسح ضوئى (إسكانر) وبمجرد أن يتم ذلك يتم إقفال ...
رقم هذه البطاقة فى جميع الدوائر الإنتخابية المرتبطة بشبكة الإنترنت وبهذا تحل مشكلة تصويت الوافدين.

* مدة التصويت
من الواضح أن القرارات تخرج بصورة عشوائية وطبقا للأهواء وهذا لايليق بأرض الحضارة لهذا يجب مستقبلا وبدءاً من الآن دراسة حجم الكتلة التصويتية وقدرة إستيعاب اللجان الإنتخابية وبناء على ذلك يتم تحديد فترة التصويت ومن باب الإحتياط يضاف يوم على نتيجة الدراسة ولا ننسى أننا شعب يعشق اللحظات الأخيرة!

* مراجعة المواقف
ما حدث يوجب على جميع القوى إعادة قراءة المشهد بشكل هادئ بعيداً عن النظرة الضيقة والبحث عن المصلحة الخاصة
- على الشباب أن لا يعيد أخطاء الماضى ويعادى الأغلبية الصامتة فمهما يكون هم أهلنا الذين يجب أن نحتويهم ونتفهم أنهم معظمهم يعيش فى زمان غير زمانهم فلا داعى للحديث الإستعلائى مرة أخرى !
- على أنصار النظام السابق أن يعوا أن عجلة الزمن لا تعود للخلف مهما حاولوا وعليهم أن يتفهموا أن من الأفضل للجميع هو بناء الوطن من جديد وطن قائم على المساواة والعدل!
- على الإعلام أن يتعلم معنى كلمة إعلام ويعيد النظر فى دوره ويطهر نفسه من تلك الوجوه التى تصرخ ليل نهار بلا وعى أو فهم ويكف عن زرع الفرقة وسط الشعب المصرى!
- على أنصار السيسى ومن يظنون أنهم حاملى صكوك الوطنية والقادرين على رؤية ما لانرى سأترك مقولة المشير محمد عبد الغنى الجمسى " إن الرجل العسكري لا يصلح للعمل السياسي قط، وإن سبب هزيمتنا عام 1967 هو انشغال واشتغال رجال الجيش بالألاعيب في ميدان السياسة؛ فلم يجدوا ما يقدموه في ميدان المعركة" أعتقد الآن يتضح لماذا يريد البعض أن يبعد الجيش عن السياسة!
- على أنصار التيارات الدينية أن يعيدوا حساباتهم ويعلموا أن لا فرق بين عربى وأعجمى إلا بالتقوى وأن محاسب العباد هو الله سبحانه وتعالى فقط وإذا أرادوا العمل بالدعوة فالدعوة تكون بالأخلاق والقول اللين الحسن " لَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ" عليهم أن يتعلموا أن ينتقدوا قيادتهم فلا عصمة إلا لنبى كما أن عليهم أن يفرقوا بين من ينتقد من أجل النقد ومن ينتقد كى يصبوا مسارهم حتى وإن كان شيطانا فالشيطان يعظ أحيانا ليتركك متحملا وزرك!

أخيرا للأسف سيقوم البعض بتأويل المشهد كلا إلى مصلحته وهذا خطأ سيجعل صاحبه خارج اللعبة فتمسكوا بالفرصة أو النصف فرصة التى أتيحت لنا جميعاً وتجعلنا نعى أن بناء الوطن يكون بسواعد أبنائه بلا إستثناء فهل تدركون اللحظة الفارقة؟! أتمنى!

 

الثلاثاء، 27 مايو 2014

قراءة فى الأحداث الجارية - إنتخابات رئاسة 2014


قمت بالأمس الذهاب إلى لجنة الإنتخاب الخاصة وقمت بالإدلاء بصوتى الذى يراه البعض من لا قيمة له ولن يقدم أو يؤخر أو يحدث فارقا فى وطن وهنا وجب توضيح أمر بسيط وهو أن الحرية والديمقراطية تفرض علينا إحترام إختيارات الناس جميعا فمن حق البعض أن يختار المرشح الذى يراه مناسبا أيا كان هو كما أن من حقك البعض رفض المرشحين معا وبالقطع من حق البعض مقاطعة الإنتخابات وعند القيام بأى من الإختيارات السابقة لا يعطى صاحبها ميزة ما أو صك يجعله يسب الآخر على قراره أو يطعن فى وطنيته لأن ببساطة الحياة ما هى إلا وجهة نظر!

بناء على ماسبق كان إختيارى الذهاب إلى لجنة الإنتخاب وشطب كلا المرشحين!

أرى تساؤل فى أعين البعض لماذا إذا كلفت نفسك بالذهاب؟!
كما أرى من يقول السياسة هى فن الممكن وعليك أن تترك المثاليات التى تعيش فيها وتنزل لأرض الواقع!
وهناك ثالث يقول أنك بذهابك تعطى شرعية لمن سفك الدماء!
ورايع يقول إنك أحد الشباب الأرعن الممول من الخارج أو على أحسن تقدير الذى لا يفقه فى الحياة شئ!

أعذر الجميع فيما يقولون لأننا فى مصر - ونون الجمع تشملنى أيضا فأنا أحد أفراد المجتمع - لم نعتد بعد على قبول الرأى والرأى الآخر وسأجيب فيما يلى على الأسئلة والتعليقات السابقة

لماذا كلفت نفسك بالذهاب مادمت ستبطل صوتك؟!
لأن ما أراه هو أن التصويت حق على ممارسته وبذهابى لا أعطى فرصة لتزوير صوتى فأنا لا أثق بالحكومة أيا كان القائمين عليها وهذا لايعيبنى كما قد تتصور بل يعيب الحكومات المتعاقبة التى زرعت بعدم مسئوليتها وعدم شفافيتها أن أثق فى أفعالها!

أما بالنسبة لمن يقول السياسة هى فن الممكن وعليك أن تترك المثاليات التى تعيش فيها وتنزل لأرض الواقع!
نعم السياسة فن الممكن لكن عندما يكون للمرة الثانية على التوالى هو الإختيار بين السيئ والأسوء فإنى أرفض هذا الممكن وأسجلى اعتراضى عليه والمثاليات والقيم ليست من الخيال بل هى موجودة على أرض الواقع لكنها تتوارى عن الأنظار فى ظل انتشار السوء والفساد الذى أصبح هو القاعدة فشوش رؤية الناس وعمل على إقناعهم أن الواقع دائما سيئ وأى أمر إيجابى هو إستثناء!

أما بالنسبة لمن يقول أنك بذهابك تعطى شرعية لمن سفك الدماء!
يجيب على هذا القول د. مصطفى محمود " الحرب العصرية هي أن تجعل خصمك يقتل نفسه بنفسه بدلا ً من أن تكلف نفسك بمشقة قتله" وهذا ما فعله المعزول محمد مرسى وجماعته فمن وجهة نظرى أنهم من يتحملون الجانب الأكبر من سفك الدماء! وقبل أن تنصرف  وتغضب من وجهة نظرى وتترك الموضوع أطالبك أن تجارينى فى الفرض التالى
حال قيام محمد مرسى بالدعوة إلى الإستفتاء على بقائه رئيسا ماذا ستكون النتيجة؟!
النتيجة الأولى تعاطف البعض مع مرسى نظراً لتقديمه مصلحة الوطن وإثباته عدم تمسكه بالكرسى مما يؤدى إلى بقائه ويعطيه قوة وتفويضا بالتعامل مع جميع مراكز القوة وهى نتيجة مستبعدة نظراً لأخطاء الإخوان والتركيز الإعلامى على تلك الأخطاء!
النتيجة الثانية هى إختيار الشعب عدم إكماله مدة رئاسته وهنا كان سيتم الإعلان عن إنتخابات رئاسية جديدة ولن يتم اللجوء إلى الإعتصام وبالتالى لن يقتل أحد ويظهر الإخوان بمظهر غير الساعين للتمسك بكرسى الحكم إلا رغبة فى خدمة الشعب وبالتالى لن يتم إعتبار الجماعة جماعة إرهابية ولن تخرج من المشهد السياسى نهائيا ولن يعتقل أفرادها! وإذا حدث أى إعتقالات لهم سيجدوا تعاطفا من الشعب تجاههم لسابق نزولهم وتنفيذهم رغبة الشعب!

وللمزيد حول هذا الموضوع أرجو أن تأخذ من وقتك قليلا وتقرأ الموضوعات التالية:
قراءة فى الأحداث 30 يونيو 2013
إنتحار جماعى
كش ملك

أما بالنسبة لمن يقول إنك أحد الشباب الأرعن الممول من الخارج أو على أحسن تقدير الذى لا يفقه فى الحياة شئ!
لقد تم تهميش الشباب ليس من بعد 25 يناير 2011 بل على مدار تاريخ حكم مبارك وقام الشباب بثورة عليه كانت فى بدايتها مطالبات لو استجاب لها منذ اليوم الأول لما تحولت المطالبات إلى ثورة! وبالتالى محاولة الإعلام المستمرة بغسل عقول مشاهديه والذى احمد الله أنى لما أعد أتابعه من قريب أو من بعيد بأن ثورة 25 يناير 2011 ممولة من الخارج والتركيز على بعض الشباب وإطلاق ألقاب النشطاء السياسيين وجعلها مهنة والنفخ فى ذاتهم لدرجة أن يصدق بعضهم نفسه ويتعالى على غيره وهى الغاية التى نجح فيها راسم الخطة الإعلامية بحيث أحدث إنشقاق فى بعض النماذج الشابة التى لولا تسليط الإعلام عليهم وجعلهم نجوم لربما نجح بعضهم فى جمع الناس حوله وربما اختفى آخرون لكن سياسة فرق تسد نجحت بمساعدة الشباب أنفسهم فهم أخطئوا كثيراً وخاصة فى خطابهم للشعب وإطلاق أوصاف مثل حزب الكنبه والعواجيز !
أما بالنسبة لتهمة التمويل فأعتقد أن التهمة فى حالة صدقها تكون دليل إدانة للجهات الأمنية التى ترصد كل كبيرة وصغيرة ولا يتوهم أحد أن بهذه الأجهزة ضعف ناتج عن أحداث ثورة 25 يناير 2011 بل هى كانت فى حالة بيات شتوى لا أكثر استفاقة منه بعد أن أدى البيات المطلوب منه!

وبالنسبة لتهمة عدم فقه الشباب شئ فى الحياة الرد فى غاية البساطة أنظر لنفسك عندما كنت شاب فكنت تخطئ أحيانا وتصيب أحيانا ومن خلال ذلك اصبح لديك خبرة وهو ما يقوم به شباب اليوم!
مشكلتنا الأساسية فى مصر أن الكراهية توحدنا والحب يفرقنا فيتوحد أغلبنا فى رؤية مشاكل الوطن لكنه يختلف فى كيفية حلها ولو استمع كلا منا للآخر فربما نرى الصورة بشكل أفضل مما ينتج حلول متعددة ولرأينا أن فى اختلافنا رحمة! للأسف نحن ندور فى حلقة مفرغة كما وصفها فرج فودة :
" مشكلة الديمقراطية تتجاوز حدود مصر إلى المنطقة بأكملها، فالأوضاع الراهنة تبدو كأنها تُسلم زمام كثير من بلدان المنطقة إلى دائرة مفرغة ومفزعة. تبدأ بالأنقلابات العسكرية التى تفشل فى حل المشكلات، وتنجح فى تفريغ المجتمع من القيادات المدنية المؤمنة بالشرعية. وتنجح أيضاً، وهذا هو الأهم، فى ترسيخ مفاهيم إهدار الشرعية الدستورية، تحت شعارات فضفاضة من نوع "الشرعية الثورية" و "الحرية للشعب، ولا حرية لأعداء الشعب". وعادة يكتشف الجميع أن المقصود بالشعب هو دائرة الحكم.

هذا النمط من الحكم هو السبب فى نمو وتعاظم التيارات السياسية الدينية، صاحبة التراث العريق فى العمل السري، وفى التنامى تحت إطار اللاشرعية، منذ أواخر عهد الأمويين وحتى الآن. وهنا تبدأ الدائرة المفرغة فى دورتها المفزعة. ففى غياب المعارضة المدنية، سوف يؤدى الحكم العسكري إلى السلطة الدينية. ولن ينتزع السلطة الدينية من مواقعها إلا الإنقلاب العسكري، الذى يُسلم الأمور بدوره، بعد زمن يطول أو يقصر، إلى سلة دينية جديدة. وهكذا. وأحياناً يختصر البعض الطريق فيضعون العمامة فوق الزي العسكري، كما حدث ويحدث فى السودان.

الخروج من هذه الدائرة المفرغة، ضرورة..
والتواصل مع الشرعية الدستورية، مسألة حياة أو موت..
والشرعية الدستورية لا تتسع لهذا أو لذاك. فكلاهما خطر عليها، ومدمر لها، والذى يُفضل أحد البديلين على الآخر، يستجير من الرمضاء بالنار."



بعد كل ماسبق لم أجب لماذا ابطلت صوتى؟!
الإجابة مصر تستحق الأفضل والأفضل لم يأتى بعد!