الأربعاء، 24 يوليو 2013

قراءة فى الأحداث - كش ملك



" الشعب المصرى فى حاجة إلى من يحنو عليه" بهذه العبارة لمس الفريق السيسى قلوب الكثير من المصريين لأن الشعب المصرى بإختلاف أطيافه فى حاجة إلى حضن كبير يحتويه ويشعره بالأمان والحنان!

مقدمة عاطفية لا تناسب الأحداث إلا أنها واقعية لما عاناه الشعب ولا زال يعانيه وسيعانيه فى المستقبل القريب من آثار فساد نظام مبارك ومن آثار عام من الفشل الذريع لجماعة الإخوان ومندوبهم محمد مرسى 

إذا كنت داعم للسيسى أو معارض له عليك أن تكون منصفا بأنه خطاباته منتقاة تخدم الهدف الذى يريد الوصول إليه وخير مثال خطاب اليوم فإذا أردت أن تجمع الناس حولك وفر لهم الأمن والأمان " محاربة الإرهاب " كانت الكلمة السحرية فى ظل حوادث قتل تحدث للمواطنين وقتل للجنود فى سيناء وتفجير قسم فى المنصورة بالأمس.
يقول البعض على حادث تفجير قسم المنصورة من فعل جهاز أمن الدولة ويقول البعض أن الإخوان والمتحالفين معهم هم من يقفون خلف هذا الحادث ونسبة قليلة تريد أن تعرف الحقيقة لكن كيف فى ظل هذه الأجواء أن تقترب من الحقيقة؟! 

الواقع يقول أن الإخوان وحلفائهم هيئوا الرأى العام المصرى لتقبل إتهامهم بأى حادث وإن لم يقموا به فى ظل تصريحات محمد البلتاجى الذى قال أن عمليات الإرهاب فى سيناء ستتوقف حال رجوع مرسى للكرسى بالإضافة للتهديدات المسبقة لمظاهرات 30 يونيو من حلفاء الإخوان كعاصم عبد الماجد ناهينا عن أحداث بين السرايات والمنيل وسيدى جابر وحادث المنصورة وميدان النهضة و ...إلخ لا ننسى الخطاب الصادر من رابعة العدوية والفديوهات المنتشرة عن خلق طالبان جديدة أو تحويل مصر لسوريا ! فلا يمكن تجاهل مقدمات الأحداث إذا أردنا أن نقيم الوضع!

 وللمرة الثانية يضع السيسى الإخوان فى وضع كش ملك الأولى كانت مهلة الـ 48 ساعة قبل عزل مرسى وأخفق الإخوان هذه المرة مهلة جديدة لـ 48 ساعة لفض الإعتصامات وإقرارهم بالدخول تحت سلطة الدولة ورفضهم للإرهاب فهل يفعلون؟!
للأسف الشديد أشك أن فيهم رجل رشيد فموقفهم يزداد سوءاً فالقيادات تستخدم أعداد المتظاهرين كدروع حماية لها مستغلين ضياع وهم أقنعوا به أتباعهم مما جعل الأتباع يشعرون بمن قد سرق!

أعود إلى ذكاء اختيار كلمة السر " محاربة الإرهاب " والذكاء أنه لا يوجد عاقل سيرفض محاربة الإرهاب والإنفلات الأمنى وستجد الأغلبية تؤيد محاربة الإرهاب لكن هناك من يريد وضع تعريف وتوصيف دقيق للإرهاب والسبب فى ذلك هو ذكريات من  إعتقالات لأبرياء على يد جهاز أمن الدولة وهى مخاوف مشروعة كى لايكون هناك فاشية جديدة بعد فاشية قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار!

السؤال الذى يشغلنى هل مصر موعودة بالإختيار بين السيئ والأسوء؟! وإلى متى؟!
الإجابة قالها الرئيس السادات رحمه الله :
 *نريد أن نحول حياتنا من ارتجال وانفعال وعاطفة إلى علم وحقيقة. وأسلوب العصر الذى نعيش فيه.
*أن الدولة أداة خدمة للمصلحة العامة، وليست سلطة عليها فوقها.
*نحن مطالبون بأن نعطى الحياة لكى تكون لنا حياة.. ونحن مطالبون بأن نضحى بالروح لكى تبقى وحدة ترابنا الوطنى مصونة، على طول الزمان. 


على الهامش
*أعلنت جامعة القاهرة للتعليم المفتوح إستكمال الإمتحانات التى توقفت بسبب الأحداث على الساحة المصرية حرصا على سلامة الطلاب فى الفترة من 24/08/2013 إلى 31/08/2013 فهل خلال هذه الفترة ستكون الأجواء آمنة؟! وهل هى صدفة أن يتم الإعلان أمس ويصدر خطاب السيسى اليوم؟!
* لماذا لا يوجد تركيز على وجود رقابة دولية على الإنتخابات القادمة؟!
* السياسة لعبة عقول وتشابك خيوط ومحاولة التعرف على الخيوط وفصل التشابكات متعة حتى وإن فشلت!