بعد بيان الجيش يوم 01/07/2013 كتبت على صفحتى على فيس بوك مايلى:
الإخوان والتيار المسمى إسلامى أمامه خياران لا ثالث لهم
الأول : موافقة على تسليم مرسى وخضوعهم للأمر الواقع كى يظلوا متواجدين فى المشهد السياسى والمشاركة فيه
الثانى: اللجوء للعنف ويكتبوا نهايتهم بأيديهم
فماهو إختيارهم هذا ما ستسفر عنه 48 ساعة القادمة؟!
وأسفرت الأحداث الماضية عن اللجوء إلى الخيار الثانى وهو العنف والعنف هنا ليس مقصود به خروجهم فى مظاهرات أو إعتصامات بل حملهم السلاح وأرض سيناء هى من تشهد هذه الأحداث قد تسائلنى وماذا عن الأحداث التى حدثت فى الصعيد والمحافظات؟
وضع سيناء مختلف عن باقى المحافظات فما حدث فى المحافظات هو مظاهرات غاضبة به عدد من الشباب حامل للسلاح داخل مسيرة تسير فى وسط مناطق تشتهر بأن لها قواعد خاصة موجودة منذ زمن بعيد ألا وهى الدخول إلى منطقتى حاملا سلاح معناها أنك تتعدى على سكان المنطقة بالإضافة لحالة الإحتقان والكره الموجودة تجاه كل ما هو إخوانى ومايزيده ممارسات بعض المتعصبين من الطرفين أما سيناء فى المواجهة صريحة لا تقبل التأويل سلاح ضد مصر الدولة!
هل تذكرون فترة الثمانينات والتسعينيات؟!
هل تذكرون رد فعل الشعب المصرى تجاه تلك الأحداث مع الوضع فى الإعتبار أن الشعب حينها كان يوجد من يتعاطف أحيانا مع أبناء الجماعات المتشددة واضعا تبريرات التعذيب والإضطهاد سببا للتعاطف ؟!
هذه المرة لن تجد متعاطف واحد والكل وأنا أعنيها الكل سيغمض عينه عن أى ممارسات ضد من حمل السلاح لمواجهة مصر الدولة فبعد تصريحات من عينة قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار هل تتوقع تعاطف؟!
قد تقول أن نفس الخطاب الصادرعن الجماعات الإسلامية كان موجود فى الثمانينات والتسعينيات فماذا تغير؟! التغير أن هذه الجماعات وصلت للحكم عن طريق الجماعة التى خرجوا من تحت عبائتها وثبت فشل قدرتها على الحكم والتعامل مع الشعب
المصرى بغض النظر عن أسباب الفشل الذى سبق شرحها فى الموضوع قراءة فى الأحداث 30 يونيو 2013
ورغم القول بأن كلمة ياريت لا تعمر بيت لكنى مضطر لإستخدامها ياريت كانت مظاهر الغضب اقتصرت على مظاهرات سلميه وهتافات! فهذه المظاهرات رغم عدم قابلية الأغلبية من الشعب لها خاصة بعد الفشل تأثير الغضب منها سيستمر يوما أو يومين وهناك أصوات تطالب بالمصالحة والإحتواء وعدم الإقصاء أما التطور الحادث من استخدام السلاح سيجعل هناك شرخاً كبيراً لن يلتئم بسهولة وسيكمم أصوات المطالبين بالمصالحة!
قد أكون متحاملا ومحمل المسئولية لفصيل واحد ألا وهو الجماعة وأتباعها سأقول لك كلمة سيدنا على بن أبى طالب " أخذ الحق صنعه" هذا إن كنت على حق! وقد كانت لديك فرصة ذهبية لن تتكرر بأن تنفى ما روجته وتروجه عنك الأنظمة العربية فهل نفيت أم رسخت ؟!
هناك معلومة تقول أن الصقر عندما يصل للأربعين من عمره يحلق إلى قمة جبل ويبنى عشه ثم يضرب منقاره المعقوف فى الصخر لينكسر وينتظر حتى ينمو من جديد ثم يكسر مخالبه و ينتظر حتى تنمو ثم ينتف ريشه كله وينتظر حتى ينمو ويحلق من جديد! والسبب فى هذه العملية هو أن الصقر فى الأربعين يصبح منقاره معكوف بشدة وتثقل أجنحته بسب ثقل وزن الريش وإلتصاقه بالصدر مما يسبب صعوبة الطيران وهذه الظروف الصعبة تجعل الصقر أمام خيارين إما أن يستسلم للموت أو يقوم بعملية تغيير مؤلمة لمدة خمسة شهور؟!
قياسا كانت تقوم جماعة الإخوان بهذه العملية نتيجة عوامل خارجية تعرضت لها أو لوفاة قيادتها دون تدخل خارجى إلا أن ما آراه الآن هو اختيارها الإستسلام للموت بعد أن تخطت العام الثمانين فى حين أن الصقر يصل إلى السبعين فقط! فلعب دور الضحية المضطهدة لن يجد من يصدقه وإن تحول الإضطهاد إلى حقيقة تراها الأعين لهذا لا تضحوا بشباب مصر ممن ينتمون إلى جماعتكم واحقنوا دمائهم وأعيدوا النظر فى أخطائكم.
إلى شباب الجماعة اعملوا عقولكم فما أسهل الموت وما أصعب مواجهة الحياة ما يحدث هو انتحار جماعى بمعنى الكلمة ولعلى لا أجد سوى كلمات د /مصطفى محمود لتكون خير ختام:
إذا تركنا التفاصيل جانباً و حاولنا تأصيل المشكلة وجدنا جميع أسباب الانتحار تنتهي إلى سبب واحد.. أننا أمام إنسان خابت توقعاته و لم يعد يجد في نفسه العزم أو الهمة أو الاستعداد للمصالحة مع الواقع الجديد أو الصبر على الواقع القديم.
إنها لحظة نفاد طاقة و نفاد صبر و نفاد حيلة و نفاد عزم.
لحظة إلقاء سلاح.. يأس.. ما يلبث أن ينقلب إلى اتهام و إدانة للآخرين و للدنيا ثم عداوة للنفس و للآخرين و للدنيا تظل تتصاعد و تتفاقم حتى تتحول إلى حرب من نوع مختلف يعلنها الواحد على نفسه و يشنها على باطنه، و في لحظة ذروة تلتقط يده السلاح لتقتلع المشكلة من جذورها.. و لتقتلع معها الاحساس المرير و ذلك بطمس العين التي تبصر و قطع اللسان الذي يذوق و تحطيم الدماغ الذي يفكر و تدمير اليد التي تفعل و القدم الذي يمشي.
و هو نوع من الانفراد بالرأي و الانفراد بالحل و مصادرة جميع الآراء الأخرى بل إنكار أحقية كل وجود آخر غير الذات.
و لهذا كانت لحظة الانتحار تتضمن بالضرورة الكفر بالله و إنكاره و إنكار فضله و اليأس من رحمته و اتهامه في صنعته و في عدله و رفض أياديه و رفض أحكامه و رفض تدخله. فهي لحظة كبر و علو و غطرسة و استبداد. و ليست لحظة ضعف و بؤس و انكسار. و بدون هذا العلو و الكبر و الغطرسة لا يمكن أن يحدث الانتحار أبدا.