الجمعة، 22 نوفمبر 2013

شئون سيناوية - حلول مقترحة أزمة السوق التجارى بشرم الشيخ

شئون سيناوية هو إضافة جديدة للمدونة تطرح الوجه القبيح ليس حبا فى القبح بل بحثا عن إقتلاعه وزرع الجمال بدلا منه وكما هو يظهر من الإسم أنها موضوعات متعلقة بسيناء بشكل عام وشرم الشيخ بشكل خاص وخصوصية شرم الشيخ نابعة من نشأتى فيها منذ 26 عاما

السوق التجارى 
بوابة الخروج من السوق التجارى وموقف الميكروباص والتاكسيات التى تقف فى وسط الطريق وتعوق الخارج من السوق التجارى
بوابة الخروج من السوق التجارى وموقف الميكروباص والتاكسيات التى تقف فى وسط الطريق وتعوق الخارج من السوق التجارى


شرم الشيخ كانت صحراء جرداء اللهم إلا من بعض المساكن القليلة العدد التى شيدت إبان الإحتلال الإسرائيلى لسيناء وهو ما كان يتيح الفرصة لإنشاء مدينة سليمة التخطيط والبنية لعشرات السنين واليوم سأتناول جزء حيوى من المدينة ألا وهو السوق التجارى.
صورة لأحد شوارع السوق التجارى
يعانى السوق التجارى من عشوائية التخطيط وضيق بمعظم شوارعه وهى عادة مصرية أصيلة فى عدم الإستعانة بأهل العلم والتخصص وترك الأمر رهن رؤية المحافظ متعدد المواهب والذى فى الغالب ذو خلفية عسكرية طبقا لوضع محافظة جنوب سيناء الحدودية!

ونظرا لصعوبة إمكانية إعادة التخطيط للسوق نفسه حيث أن أى محاولة ستحتاج لنزع ملكيات العيدي من المبانى وهو ما يستوجب تعويض أصحابها طبقا لسعر السوق كى نكون عادلين وهو ما سيكلف خزانة الدولة ملايين الجنيهات لهذا أقترح الآتى

أولا: عمل عدد من مواقف الإنتظار داخل السوق التجارى فى المناطق التالية:-

1- بجوار بوابة الدخول قبل رئاسة قطاع السوق كما يظهر فى الصورة التالية وهو ما يستوجب إقتطاع جزء من الممشى الكائن بجوار بوابة الدخول
رئاسة قطاع السوق التجارى
ملحوظة الرمال الموجودة نتيجة أعمال صيانة تجرى حاليا
2- فى الشارع الثالث المسموح بدخول السيارات فيه من بوابة الدخول مكان الجبل الذى تم إزالته مؤخرا مع العلم وجود وضع يد بثلاث أكشاك خشبية شبيه بما حدث بشارع الميركاتو كما يظهر فى الصورة التالية

هنا كان يوجد جبل تم إزالته رمضان الماضى وقام البعض بعمل أكشاك خشبية كوضع يد عليها
هنا كان يوجد جبل تم إزالته رمضان الماضى

3- بجوار نقطة إطفاء السوق أرض ملك شركة مصر سيناء للسياحة بمساحة تقدر بما يزيد عن خمسة آلاف متر يمكن إعادة النظر فى العقد الموقع مع تلك الشركة وتعويضهم بأرض بديلة طبقا لنوع النشاط الذى كان منصوص عليه فى العقد

أرض مصر سيناء للسياحة بجوار نقطة إطفاء السوق
أرض مصر سيناء للسياحة بجوار نقطة إطفاء السوق موضح بها مساحتها


4- عمل مدخل خلفى للسوق إما من فوق الهضبة الخلفية للسوق وهو حل أراه أنسب وأقل تكلفة وبالتالى نقضى مبكراً على العشوائيات والعشش التى ظهرت فى تلك المنطقة كما يظهر من الصور التالية
الظهير الخلفى للسوق التجارى

الظهير الخلفى للسوق التجارى ويظهر أنبوب المياه القادمة من أعلى الهضبة المحيطة بالسوق التجارى

 
أو من أمام منطقة كينيدى على شكل حزام دائرى للسوق وهو أعتقد أنه سيكون مكلف نظراً لطول المسافة وربما تقف طبيعة المنطقة عائقا كما يظهر فى الصورة التالية


اللون الأصفر يظهر الطريق المقترح من منطقة كينيدى للسوق التجارى
اللون الأخضر يظهر مقترح الظهير الخلفى للسوق

ثانيا: تحويل ما كانت تسمى حديقة مبارك الواقعة بين فندق ساندى على اليمين وفندق سيتى فرست على اليسار إلى بموقف إنتظار كبير وهو ما كان عليه الحال فى الثمانينات وأوائل التسعينات حيث كانت بها محطة أتوبيس شرق الدلتا وتصبح محطة تجمع الميكروباصات والتاكسيات ومنع وقوف أيا من هذه السيارات فى الطريق الواقع بجوار السوق التجارى

بعض التاكسيات أصبحت تقف فيما كانت حديقة مبارك
محطة مصر للبترول سابقا وحديقة مبارك سابقا أيضا

ويمكن إستخدام نظام تعريفة إنتظار 5 جنيهات للسيارات الملاكى إذا تخطى وقت إنتظارها النصف ساعة مثلا أما إذا كانت أقل من ذلك تصبح التعريفة 1 جنيه مع ضرورة إنشاء حمامات عمومية مقابل أجر يكفل نظافتها بشكل يليق بآدمية الإنسان مع العلم وجود شارع يفصل بينها وبين ماكانت محطة مصر للبترول فى التسعينيات وهى أرض فضاء أيضا يمكن ضمها على الحديقة وإعادة تخطيطهما معا كموقف إنتظار كبير يراعى به إضافة لمسة بيئية من حيث الأشجار لتقليل نسبة التلوث الناتج من عادم السيارات مع وفيما يلى من صور لتلك المنطقة
محطة مصر للبترول فى الثمانينات وأصبحت أرض فضاء
حديقة مبارك سابقا
حديقة مبارك سابقا

ما سبق هو اجتهاد شخصى لطرح حلول قد تفيد متخذ القرار إذا كان راغبا فى حل أزمة هذه المنطقة ويمكنه عرضها على أهل العلم والتخصص لإعادة تخطيط المنطقة ككل ويمكن الجمع الإقتراحات جميعها لمواجهة التكدسات مستقبلا

والشئ بالشئ يذكر أرى ضرورة قيام المحافظ بإتخاذ بعض القرارات التى تجمل شكل السوق التجارى مثل: 
* اتخاذ قرارات بشأن أحجام وأماكن وألوان اللوحات الإعلانية كى لايكون هناك تلوث بصرى مستعينا بأهل العلم والتخصص فلا يصح أن نرى مثل هذه الصورة


 * إلزام أصحاب المحال التجارية بتجميل مبانيهم وعمل الصيانة اللازمة لها 

صورة لبعض المحلات بالسوق التجارى

  * الإهتمام بالنظافة ومواجهة العشوائيات بكل حسم 

صورة لبعض تراكمات المخلفات بالسوق التجارى

صورة للعشوائيات الموجودة بالظهير الخلفى للسوق التجارى

على الهامش
بالنسبة لإزالة حديقة مهملة وإنشاء موقف إنتظار لا يعنى عدم تقليل المساحة الخضراء بل سيكون هناك بديل يعمل على عودة رقعة خضراء ويحل بعض الإختناقات المرورية بأول طريق السلام ومطلع الهضبة ويراعى المعايير الأمنية سوف أتناوله فى موضوعى القادم بإذن الله

كلمة فى أذن المسئولين
يوجد كساد سياحى حاليا لذا يجب استغلال تلك الفترة من أجل مواجهة الخارجين على القانون والمخالفات دون عمل حسابات للقطاع السياحى لأنه متأثر بالفعل ثم أن تلك المواجهات قد يأتى يوم لتكون ضرورة وقد يصادف ذلك وقت إنتعاش سياحى فماذا أنتم فاعلون حينها؟!

أقرأ أيضا موضوعات سابقة ذات صلة بالشأن السيناوى

الاثنين، 18 نوفمبر 2013

قراءة فى الأحداث - غانا x مصر




بعد هدوء عواصف الغضب وخيبات الأمل لحلم يراودنا منذ عام 1990 لبلوغ كأس العالم لكرة القدم تلك القطعة من الجلد التى خطفت قلوب وعقول المليارات من البشر
علينا أن نقف موقف صدق مع أنفسنا ونسأل هل العيب بالمنتخب أم العيب بنا نحن؟! نحن الذين نضع آمالا غير مبنية على واقع وغير مؤسسة على علم وتخطيط؟!
 

تاريخنا الكروى يقول
سنة 1990 مباراة تاريخية أمام هولندا والهدف الوحيد الذى يذلنا به مجدى عبد الغنى بعدها نلاعب إيرلندا نتعادل 0-0 بعد أداء دفاعى بحت يقال بسببه جاء تغيير الإتحاد الدولى لمدة إمساك حارس المرمى للكرة وأخيراً مباراة أمام انجلترا أداء رائع وهزيمة 1-0 رغم استحقاقنا الفوز ...
لكننا نزلنا الملعب من أجل التعادل!
سنة 1994 مبارة الطوبة الشهيرة وولع مخرجينا فى لعب دور الحيادية الغير موجودة فى أى بلد فى العالم وبعدها الإعادة فى ليون ومن ينسى مجدى طلبة!
سنة 1998 والهزيمة من ليبريا فى غانا والتعادل ذهابا وإيابا مع تونس والتى لولاها لكنا صعدنا!
سنة 1999 كأس القارات تعادل مع بوليفيا ثم تعادل مع المكسيك 2-2 رغم لعبنا بعشرة لاعبين وإشادات بمستوانا وحاجتنا إلى فوز أو تعادل مع السعودية فنهزم 4-1 فى مباراة غريبة وعجيبة طبعا بعدها السعودية هزمت 7-2 من البرازيل
سنة 2000 أيام جيلى فزنا بجميع مباريات المجموعة واتهزمنا فى دور الثمانية بعد ما كنا واثقين من الصعود لدور الأربعة!
سنة 2002 ومباراة الجزائر فى الجزائر وإحتياجنا للفوز كى نصعد ومن ينسى محمد عمارة وهو واقف على خط مرمى الجزائر والكرة تصدطم فى قدمه وتحلق فوق العارضة ومن قبله انفراد طارق السعيد بمرمى فارغ من حارسه بعد مراوغته أمام المغرب فى القاهرة!
سنة 2006 فائزين على الكاميرون 3-صفر وفى خمس دقائق يحرزوا هدفين وتنتهى المباراة 3-2 ونذهب لنتعادل مع بنين 3-3 وآخر مباراة بالنسبة لنا تحصيل حاصل لكن الحمد لله جربنا شعور الدول الرخمة وتعادلنا مع الكاميرون على أرضها كى تصعد كوت ديفوار بدلا من الكاميرون!
سنة 2009 كأس القارات نلاعب البرازيل وبعدما كنا منهزمين 3-1نتعادل 3-3 وتحسب ضربة جزاء صحيحة علينا فى وقت إضافى مجاملة للبرازيل ونخسر 4-3 وفى مباراة تاريخية نفوز على إيطاليا 1-0 وآخر مباراة أمام أمريكا فوز أو تعادل أو حتى هزيمة 2-0 نصعد للدور التالى فنهزم 3-0 ونودع البطولة!
سنة 2010 طبعا مباراة الجزائر فى الجزائر ومباراة السودان ومن لايتذكر تلك الأجواء!سنة 2013 الفريق الأفريقى الوحيد الذى لم يهزم فى المجموعات لكن الدفاع معروف أن به مشاكل وخير دليل غينيا وحدها أحرزت4 أهداف فى مباراتين وأهداف سهلة من نفس عينة غانا فنذهب إلى غانا واثقين من الفوز عليها ولتراجعوا تصريحات بعض اللاعبين فنهزم 6-1



كل هذا التاريخ يقول اللاعب المصرى لا يستطيع اللعب تحت ضغط عالى والحالة الوحيدة الإستثناء من وجهة نظرى هى مباراة الجزائر فى كأس أمم أفريقيا عندما فوزنا 4-0 لماذا هى إستثناء؟!
لأن المنتخب كان هادئ جداً أو بمعنى أدق بارد جداً وهو درس سابق لمتخب اليد فى إحدى بطولات الأمم الأفريقية عندما قرأت تصريحا  لأحد مدربى شمال أفريقيا غالبا الجزائر أو تونس يعلن إندهاشه من برود أعصاب لاعبى مصر والتى كانت مفاجأة له!

طبعاً نتيجة الذهاب بلغة الأرقام تعتبر حاسمة لمنتخب غانا لكن بغض النظر عن هذه المباراة فى كأس العالم للناشئين البرتغال متقدمة على الكاميرون 5-0 وقبل النهاية تتعادل الكاميرون لتصبح النتيجة 5-5!


ليس معنى كلامى أننا قادرون على الفوز فى العودة ولكن أشير لشيئ غائب عن تفكيرنا وثقافتنا هى غياب ثقافة الفوز واللعب لآخر دقيقة وأرجع إلى أى مباراة سواء أندية أو منتخبات عندما تتاح  فرصة عمل نتيجة تاريخية ماذا يحدث؟! هل تتذكرون هتاف حرام كفاية؟! هذه هى ثقافتنا البحث عن الكفاية وليست فى كرة القدم وحدها
نخطئ فى تقييم موقفنا الصحيح ونبالغ فى الأحلام دون الإستناد لحقائق الواقع
 
النتيجة ثقيلة لا يستطيع أحد إنكار ذلك لكن نحن السبب فيها وعندما يستغل الخصم نقاط ضعفك فلا تلومن إلا نفسك! النتيجة الثقيلة من المفترض أن تجعلنا نفيق ونرى حقائق
نغض الطرف عنها وهى غياب التخطيط السليم وغياب الرؤية المستقبلية واعطاء كل ذى حق حقه وعدم المغالاة فى الفرح أو الحزن وهذا ينطبق أيضا على جميع المجالات وليست الكرة فقط!

ثم بصراحة لايوجد وسطية لدينا إما أن نرفع إلى عنان السماء أو نخسف إلى سابع أرض !

العودة ممكنة إذا الفريق آمن أنه يستطيع لكن هذه هى المشكلة لا يوجد ثقة بالنفس ولا إيمان بأن الرياضة مكسب وخسارة!
 
 
 
 

الخميس، 14 نوفمبر 2013

ساعات من التأمل 74 - الغربة!


عندما لا أجد من يستمع ليفهم ويستوعب ويشعر بما أحاول قوله أو التعبير عنه لا ليرد ويفند ما أقول معتبراً ما أشعر به ترف  تصبح الكتابة هى الملجأ الوحيد!

يظن البعض أن الغربة هى فقط أن تكون بعيدا عن موطنك وأهلك ولكن هناك غربة أشد هى تلك الغربة التى تشعر بها وأنت فى وطنك ووسط أهلك!
تحدث هذه الغربة عندما لا يكون هناك لغة تجمعكم تتحدث أنت غربا فيتحدثون هم شرقا تتحدث عن المستقبل يتحدثون هم عن الماضى تتحدث عن الحرية يتحدثون عن الفوضى الناتجة منها .....إلخ

 
بعض مما سبق أو كله قد اختلف ولاأجد غضاضة فى هذا التباين واﻹختلاف فهو آفة الأزمنة المتعاقبة وما درج أن يعنون تحت باب صراع الأجيال لكن ما لا أقبله أو استسيغه أن أتحدث عن الروح وآلامها عن المشاعر واﻷحاسيس وأجد مستمعى يحدثنى عن المادة!! أى مادة تلك التى تجبرنا أن نعيش أموات وهل نعلم إن كنا سنستخدمها أو نتمتع بها ؟! هل ضمنا أعمارنا أو يضمنوها هم؟! لا أدرى أى منطق يرونه ؟! لماذا يتبعون نفس نهج المرأة فى التفكير ذو الشبكة العنكبوتية التى تربط كل شيئ بآخر؟! لماذا لا يتم التعامل مع بعض الأمور بتفكير الرجل ذو الصناديق المنفصلة عن بعضها على الأقل لحين فهم وإستيعاب ما يحدث وإمتصاص موجات الغضب؟! لماذا لم يتفقوا إلا فى هذا الأسلوب فى التفكير؟!

نعم أعلم أن الحياة الدنيا التى نعيشها تضع المادة كأولوية وهدف مع أنها فى الأصل وسيلة لكن على اﻹنسان بعد أن مر عليه أعوام وسنين أن يقف محاسبا نفسه باحثا على أى أرض يقف وأين هو من أحلامه أو أوهامه كما يحلو أن يسميها البعض؟!

توالى ساعات العمل والبقاء رهينة بين جدرانه وتأثيره السلبى على الروح يجعلنا نشعر بالضياع والموت البطئ لأرواحنا حتى وإن كنا نحب مانعمل منتظرين أن نعمل ما نحب!
يقولون أننا شبابا ولايعلمون أن المشيب ضربنا مبكرا ولهذا نحاول الحفاظ على أرواحنا وإن شئنا الدقة ما تبقى فيها من نبض!


نعم أعلم أن من يعمل فى مثل هذه الأيام والسنين العجاف التى تمر على مصر كالماسك على الجمر وهناك الكثيرين جداً يتمنون أن يكونوا مكانه لهذا يصبح درب من دروب الجنون أن يتخلى أحدهم عن عمله لكن السعى لتقليل عدد ساعاته لا أرى فيه عيب أو خطأ فى ظل حالة إرهاق بدنى ونفسى وانخفاض فى الراتب تارة وثباته تارة! ليس عيباً أن نسعى لتذوق الحياة وإفساح المجال لأنفسنا لإلتقاط الأنفاس ومحاولة ترتيب أوراقنا من جديد ربما يكون فى ذلك بداية طريق جديد أو يكون تعديل مسار أو لعلها تكون هدنة نجمع فيها شتات أنفسنا من بحور الإكتئاب والإحباط وخيبات الأمل!


 نعم رغاباتنا كثيرة وأحلامنا كبيرة لكن طريقنا ليس مفروشا بالورود كما يتخيلون قد تكون ظروفنا أفضل من ظروفهم ولهم الفضل فى ذلك لكن الفارق ليس بهذا القدر الذى يتخيلونه فهو فارق شكلى فى الملبس والمأكل والتطور التكنولوجي وكل هذا ليس لنا يد فيه بل هو تغير فى العالم كله وإذا أرادوا القياس حقا عليهم قياس المنافسة ومتطلبات العيش الحالية مع زمنهم  قال على بن أبى طالب علموا أبنائكم لزمان غير زمانكم!
 
قلتها يوما منذ سنوات بعيدة  إن جيل اﻵباء هو جيل النكسة وعلى الرغم من إنتصارهم إلا أنها تركت آثارها عليهم فشعروا بمرارتها فبهتت على تعاملهم معنا ويذيقوننا إياها دون سبب إقترفناها سوى رغبتنا فى الحياة لا العيش وعدم مواكبتنا للسير بجاور الحائط الذين اتخذوه منهجا لعيشهم لا حياتهم فشتان الفارق بين العيش والحياة!
 
نعم هناك ظروف كثيرة أجبرتهم على سلوك ذلك المنهج وعلينا تفهمها وإحترامها مهما اختلفنا معهم فمن الخطأ أن نقع فى نفس الخطأ الذين يمارسونه نحونا عندما يتم تركيب مقاييس زمن على زمن آخر فلكى يكون القياس صحيح علينا عمل محاكاة بنفس الظروف والأحداث من الدائرة الصغرى وهى الفرد نفسه بتأثيره وتأثره بمجتمعه وبيئته ونشأته حتى الدائرة الكبرى وهى العالم بأحداثه وسياساته وهو أمر لا يستطيع إنسان فعله!
 
  
 ألسنا مطالبين بأن نعطى الحياة كى تكون لنا حياة؟! وإذا لم يكن هناك مطالب سوى تركنا نحاول البحث عن الحياة فلماذا الغضب وتصدير الشعور بالذنب لذنب لم نقترفه فى حق أحد؟!

أيها الكبار شكراً لكم على ماقدمتوه لنا لكن رجاءاً كونوا كالفنار على الشاطئ يرشد لا يوجه فالسفينة لها قائدها الذى قد يخطئ وقد يصيب لكنه فى الحالتين هو المسئول عنها والمتحمل لنتائج أفعاله!

ورغم كل ما سبق أكثر ما أخشاه هو أن نعيد صياغة وممارسة ما كنا لانستحسنه من فعل الآباء مع أبناء المستقبل فنصبح فى دائرة مفرغة تعيد كتابة التاريخ لأن آفة حارتنا النسيان!


على الهامش

قال تعالى" وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا"
فما هو الفرق بين السنة والعام؟

سنة
لفظ يطلق على الأيام الشديدة الصعبة قال تعالى " قالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ "
عام
 لفظ يطلق على الأيام السهلة أيام الرخاء والنعيم قال تعالى " ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْد ذَلِكَ عَام فِيهِ يُغَاث النَّاس "