الثلاثاء، 30 يوليو 2013

قصة لا أريد ما أريد - حلقة 6 / 6


لقراءة الحلقات السابقة اضغط على الروابط التالى:

الحلقة الأولى
الحلقة الثانية
الحلقة الثالثة
الحلقة الرابعة
الحلقة الخامسة


زميلاتها صمتن فى تعجب من أمرها ثم طلبن منها أن تفتح الظرف الصغير الذى أخبرها أن تجعله آخر أمر تفعله لعلها تجد به ما يجيب عن حيرتها
امسكت بالظرف الصغير وفتحته لتجد خطابا منه يقول:
يقولون أن أحيانا عندما ينسحب الإنسان من أمر ما بعد بذله مجهود فيه لفترة يكون قد شارف على تحقيق ما كان يريد ! وأنا الآن أصبحت لا أريد ما أريد!
نعم لازلت أريدك لكنى لا أستطيع أن أظل هكذا بجوارك إلى الأبد تخطيت الكثير من الحواجز النفسية وإعتقاداتى الشخصية لبعض الأمور رغبة بجوارك لكنك كنت تحاربين نفسك ضدى لا من أجلى! تريدينى ولا تريدينى! تتقدمين خطوة وتتراجعين خطوات!
أعلم أن هناك مؤثرات نفسية داخلك هى من تؤثر على ترددك لكنى خيرتك فلم تختارى!
يقولون أن أولى خطوات الشفاء هو استعداد ورغبة المريض فى الشفاء وأنت حتى هذه اللحظات التى تقرأين فيها هذا الخطاب لازالت غير مستعدة أو ساعية للشفاء من هواجسك !
لا تندهشى مما أقوله ولا تسائلى كيف علمته فأعتقد أنك تخطيت مرحلة الإندهاش منى منذ أمد بعيد وسأقول لك أمراً أنى مريض مثلك تماما لكنى تخطيت الكثير من الحواجز وأصبحت أكثر استعداداً ورغبة فى مواجهة عواقب الزواج  ! فكلانا لديه نفس الهواجس والمخاوف والتخيلات المتعلقة بالزواج وعواقبه وسط مجتمع أصبح الإستثناء فيه قاعدة فالمودة والرحمة اللتان كانتا القاعدة قديما أصبحتا حاليا هما الإستثناء!
أنت تبحثين عن صورة الأب وأنا أبحث عن صورة الأم وهكذا كان يكمل كلانا الاخر فأنا أبحث عن الحنان وأنت تبحثين عن الأمان! أنا أبحث عن الضعف الذى يحتاجنى وأنت تبحثين عن القوة التى تحتويك!
لكن .....
على مدار أعوام استنزفت كثير من مشاعرى كما كنت تقرأين فى كتاباتى واستنزفت ذهنيا كى استطيع أن أحلل وأتصور عالمك الذى قليلا ما أشركتنى فيه!لهذا حان وقت الرحيل!
كيف يكون رحيل بعدما كتبت ما كتبت على البردى وأرسلت ما ترينه أمام عينيك الآن ويقول إنى عاشق ولهان؟!
كعادتى لن أحاول جعلك ترهقين نفسك فى التفكير مثلما كنت تفعلين بى! وسأجيبك...

رغم كل ما سبق من كلمات إلا أن هناك المزيد الذى أريد البوح بها لعلى أشفى نفسى بها منك لكن القلب يرغب فى طيها بداخله لأسباب لا أعلمها! 
لهذا ما يمكننى قوله أن الإستمرار فى مثل هكذا علاقة سيجعلنى متطلبا أكثر من اللازم رغبة فى تعويض ما مررت به ربما يكون هذا حقى إلا أنى أخاف أن أكون متطلبا أكثر من حقى فأبدل مواقعنا ! كما أنى مؤخراً ضبط نفسى أكثر من مرة أعتابك وهو ما قد يهدم ما بنيت من ذكريات وهذا ما لا أريد أن أفعل! فإذا كنا نحسن الحضور فمن باب أولى أن نحسن الغياب!

القلب عنك يريد أن يسأل
والعقل قال لن تفعل
لا تسألنى عن عذرى فأنت به أعلم
وإن كنت لا تعلم فتلك خيبة أعظم
تضاف إلى خيبات قصة لم تستكمل
تهجر وتظن أنى لن أسئم
وتغفل عن أن لى عقل يحاسبنى
عن كل كبيرة وصغيرة يوما قد أفعل
فالقلب منه أصبح يخجل
 فإذا أردت يوما منى وصلا
فعليك أن تأتى بما يطيب جروح لم تدمل
 
بهذه الأبيات ختم خطابه تاركا نفسه وإياها فى حيرة بين ما يريدانه وما لا يريدانه !

 

شرد عقله مع نهاية المشهد مسدلا ستائر نافذة الرؤية ليمنع قلبه من النظر من خلالها لينشد قائلا

مالى ومال العاشقين
فأنا عن دروبهم من الشاردين
صبرت فلم أعد أقوى 
فقد فاق صبرى قدرة الصابرين
ترى أألقاك يوما ياهوى فى ليلى الحزين؟!
أما أنك سراب عشق تاه وسط السنين؟!
العمر يتسلل ولم يبقى سوى لوحة من لوحات الحالمين
رسمها القلب على رمال بحر الحنين
لوحة فيها أنت قلبا ينبضنى فأصير من العائشين
ونهرا أغترف منه فلا أعرف شعور العاطشين
وكيانا يملأنى فأصبح من الآمنين
فتأتى أمواج الحياة تبعثره كبعثرة السارقين
ويصبح رسمى حلما رودانى كسراب التائهين



فى هذه اللحظة وجد من تمد يدها فى رقة جاذبة نظارته الشمسية من على عينيه سائلة إياه أين ذهبت فأنا أحدثك منذ دقائق ولا تجيب؟!
التفت إليها وعينه اليسرى مغمضة واليمنى تتفتح ببطء بسبب تأثير أشعة الشمس فيراها تقف أمامه مبتسمة وعيناها تتألقان مثلما رآها لأول مرة قائلا ماذا كنت تقولين؟!
قالت : لن نقضى اليوم جلوساً على الشاطئ هيا بنا لننزل البحر
أمسك يدها وسارا سويا داخل البحر


تمت

الاثنين، 29 يوليو 2013

قصة لا أريد ما أريد - حلقة 5 / 6


لقراءة الحلقات السابقة اضغط على الروابط التالى:
الحلقة الأولى
 
الحلقة الثانية
الحلقة الثالثة
الحلقة الرابعة
 

فى الجهة الأخرى كان يجلس على كرسيه فى عمله ينهى الرد على بعض الإيميلات الخاصة بالعمل وعقله قد فتح فيه نافذة أتاحت له رؤية كل ماسبق من حوار وفهم ما يدور فى عقلها مسترجعا أيضا كل المواقف التى مرا بها

كم من مرة ألمح لها من ضيقه المكتوم وغضبه المكنون داخل صدره تجاه بعض تصرفاتها من تأخير فى الرد على رسائله أو تجاهل الرد الذى كان يصل إلى أيام وتأتى بعدها معللة بأعذار كان يراها واهية حينا ويراها ممكنة حينا لكنه كان صبره على حافة النفاذ ؟!
كم من مرة اشتكى لها من جفائها وتمنعها من قول ما يجعله وسيما ويريح باله من صراعات العقل والقلب؟! وقبل كل هذا كم من مرة نقل لها رغبته فى الإرتباط بها لكنها صدته فى تطبيق للمثل المعكوس "أرى أمورك أصدقك أسمع حديثك أتعجب!"
ألم يخبرها بأن الإنسان لديه بطارية عطاء كى تستمر يحتاج إلى شحنها عن طريق تيار الإهتمام ؟! ألا تعلم أن الإهتمام لا يشترى ولا يستجدى؟!
نعم أخطأ فى الصبر حتى تعجب الصبر من صبره! نعم روى حبه بحرصه على بقاء العلاقة مما جعل الحب يغرق وسط الجفاف!

فى نفس هذه اللحظات امسكت الرسالة السادسة المكتوبة على ورق البردى تقرأ ما بها من كلمات

كنت أنتظر إشارة تنير سمائى بأمل براق
تريح القلب والعقل من الأبواق
أبواق التفكير التى ابتلتنى بالإرهاق
أو أبحث عن صك إعتاق
يحررنى من الأطواق
أطواق حب لا أجد فيه وفاق
كنت أمد يدى رغبة فى التلاق
فوجدتك تشيدين أسوار الفراق
فهربت بأحلامى على الأوراق
وفى نهاية حلمى لا أجد سوى الإحراق
بعد أن علمنى حبك ألا أشتاق!
فأرحلى ....
فبقربك لم أجد سوى العتاب
واستسلم قلبى للغياب
ومل البحث عن الأسباب
فنادى عليه عقلى قائلا
ألم تعتد من قبل العيش بلا أحباب؟!
فلا تحزن لأنه ليس حب
بل هو مجرد سراب

 
لماذا؟! لقد كنت على وشك أن أقول له كم أحببته! كم أصبح يحتل كل جزء من كيانى! فهو الماء الذى يحينى وهو الهواء الذى يشفينى هكذا قالت بصوت مخنوق ودمع هارب من سيطرتها
 
أخذت زميلاتها تواسينها مع لومها على تفريطها فيه فكل منهن يحلمن بمثل هذا الإهتمام وأن يكتب لهن ولو بيت شعر وليس قصائد!
 
قالت: هو يعلم إنى أحبه
زميلاتها: هل صارحتيه بحبك له مثلما صارحك فهناك بعض الرجال يرغبون سماعها صراحة خاصة إذا كانت المسافة عائقا!
صمتت لدقائق ثم قالت: لا أحتاج أن أخبره فهو يعلم كل شئ ألم تقرأن ماكتب؟!
زميلاتها صمتن فى تعجب من أمرها ثم طلبن منها أن تفتح الظرف الصغير الذى أخبرها أن تجعله آخر أمر تفعله لعلها تجد به ما يجيب عن حيرتها
 

الأحد، 28 يوليو 2013

قصة لا أريد ما أريد - حلقة 4 / 6


لقراءة الحلقات السابقة اضغط على الروابط التالى:
الحلقة الأولى

الحلقة الثانية
الحلقة الثالثة
 

أردن أن يختطفن الرسائل الباقية لكنها كانت القطة التى تحمى صغارها فرجعن عن هذا الأمر بعد أن همت بجمع كل شئ وإدخاله درج مكتبها وعدم مشاركتهن إياه
ألحت زميلاتها عليها أن تكمل لهن قراءة الرسائل الباقية وبعد إلحاح وافقت وأمسكت الرسالة الرابعة

قالت لى إنى رومانسية
أهوى الأغانى والقصائد الشعرية
قلت لها وما هى الرومانسية؟
قالت أن يحبنى ويتغزل فيا
يشيد بأناقتى وعطورى الزهرية
يحدثنى عن حبه وهيامه بيا
ويكثر من حديثه الملئ بالحنية
ويغنى لى
أنا لك على طول خليك ليا
قلت وماذا تعطينه مقابل تلك الأمانى الوردية؟
قالت نظرة عين أو حتى رسالة نصية
أكتب بها عبارة عادية
تشغل عقله وتهز ثقته القوية
عفوا أيتها الحالمة
فهذه ليست رومانسية
بل هى تجسيد للأنانية
الرومانسية يا بنتى ماهى إلا مشاعر حسية
يتبادلها الحبيبين فيعشا بعوالم سحرية
تسحر ألباب الحكماء وتنزلهم من أبراجهم العاجية
وتطير عقول العامة وتجعلهم كمن خطفتهم جنية
قالت أتريدنى أن أعطى؟!
كيف ذلك وأنا لم أجد فارس الكلمة المنسية؟!
وإذا يوما وجدته
فإن حيائى يمنعنى أن أتكلم بما فى قلبى من مشاعر قوية
قلت كفاك أعذاراً
فأنت لم تعرفى يوما معنى الحب والرومانسية
تطلبين ولا تعطين
تأخذين ولا تردين
وتبخلين عليه بكلمة تشجيعية
وتقولين أن الحب هو عطاء بسخية
لا ينتظر منه المحب أى هدية
مقابل تلك المشاعر السامية
فوداعا أيتها الأنانية
أنا بحاجة لمرأة شرقية
لها طباع سحرية
تجمع بين الأصالة وروح الشرق المنسية
وتغلفهم بطباع عصرية
تجعلنى أشعر بأنى ملك 
وتدللنى كطفل
يحتاج عناية ورعاية ذكية

تضارب رد فعلها بين ضحك من أسلوب أبياته وغضب من وصفها بالأنانية كيف له أن يصفها بذلك وهى لم تطالبه بشئ؟! هو من فعل كل ما فعل من تلقاء نفسه هكذا قالت وبررت ردود أفعالها عليه
امسكت إحدى زميلاتها بالرسالة الخامسة لتقرأها بعد أن تجمدت هى متسائلة ومجاوبة لنفسها
الرسالة الخامسة
 
قالت لى غاضبة أتهيننى وسط قراء قصائدك الشعرية
وتقول عنى أنانية
بل هى طبيعة أنثوية
تريد أن تحظى بإعجاب البشرية
وماذا عنك أيها الواهم الغارق فى أحلام خيالية؟!
فأنت لم تشعر بى  سوى رغبة فى رعاية وحنية
وأنا لم أطلب منك تلك الخطية
قلت لها أتسمين حبى لك خطية؟!
وتسوينه بالذنوب الدنيوية؟!
 كفى  يا حبيبتى بهذا الكلام تجريحا وقاسية
أنا لم أهينك بل كنت أصف حالتك المرضية
قالت ما هذا يا شاعر العامية؟
أتمرضنى وأنا رشيقة وكلى حيوية؟!
قلت يا حلوتى من أحب يوما يرغب
أن تكون حبيبته أسطورية
بها كل الصفات المثالية
وهكذا كنت أنت فى ناظرى لولا تلك الأنانية
بالإضافة لطبيعتك العصبية
وبما أنى  شفيت من حبك أو أسير على طرق الشفاء المرجية
أريد منك أن تحسنى الظن بى ولو لمرة واحدة يا مفترية
فأنا أنصحك عسى أن تجدى يوما فارس أحلامك الليلية
فتكونى فى عينيه تلك الحبيبة المثالية

ماهذا؟! هكذا هتفت وهى تتسائل كيف استطاع أن يقرأ ما فى عقلى ويكتب له رداً؟! كيف له أن يرانى ويعرفنى وهناك مئات الكيلومترات التى تفصل بيننا ولم يرانى إلا مرة أو اثنيتن؟! نعم تحدثنا كثيراً لكن كثير من حولى لا يعرفوننى ولا يشعرون بى رغم أنى أراهم أمامى وأتعامل معهم يوميا !
اعترف أنى أخطئت وقصرت فى حقه لكن صبره هو ما شجعنى على ذلك فنادراً ما لامنى على شئ وقليلا ما غضب منى!

قصة لا أريد ما أريد - حلقة 3 / 6


لقراءة الحلقات السابقة اضغط على الروابط التالى:
الحلقة الأولى

الحلقة الثانية

وقفت زميلاتها وكلهن دهشة معجبات بما يرونه من رواية حقيقية واقعية ليست سينمائية أو روائية بينما هى ذهبت البسمة من على شفتيها تحاول أن تستوعب فقد بدأ قلبها يشعر أن هناك أمر ما فذهبت لتقرأالرسالة الثانية

  كتبت بعض الأبيات عن بنت حواء
فوضعت يدى على الداء
كنت أرغب أن أجد الدواء
فلم أسمع سوى الإطراء
ألا تدلونى أيها الرفقاء؟!
ماذا أفعل فى هذه الخيلاء؟!
أأخذ طريق الإستعلاء؟!
أم استمر فى الرجاء؟!
جاء عقلى مؤنبا
أين ذهب الكبرياء؟!
فرد قلبى
تبخر إلى السماء
وتساقط مشقا نهر العطاء
ليروى أرض الجفاء
فتصبح جنة غناء
تنمو بها عناقيد الوفاء
فقاطعه عقلى مستنكراً
ماهذا الهراء؟!
ولا يوجد فيك رجاء
أيها الهائم فى الهواء
 

زاد إندهاش زميلاتها وعادت البسمة إلى شفتيها مرة أخرى فهى تعلم أنه كثير الصراعات الداخلية بين عقله وقلبه لكن قلبه دائما ما انتصر وجعله أسير لها فكم من مرات قصرت فى حقه وعلل لها قلبه الأسباب والأعذار ! كم من مرات ظنت أنه لن يعود وعاد!
امسكت بالرسالة الثالثة لتقرأها فى شغف وبهجة  

كلما نظرت إليك أراك رشيقة كأغصان البان
مضيئة تزيدك ضحكتك وهجان
أراك محاطة بالنجوم والألحان
لكنك تتوارين
خلف ستائر الأفنان
تترقبين فارس الفرسان
يخطف قلبك الولهان
أو شاعر يطرب بكلماته الآذان
أو رسام بريشته ابدع فى الألوان
أتعلمين؟
لا يوجد من يستطيع رسم صورتك
حتى إن وصل حد الإتقان
فمثلك جوهرة يشار إليها بالبنان
تعجز الكلمات عن وصف جمالها الفتان
يخطف بريقها الأبصار بعد الوجدان
فرفقا بنا من هذا الجنان
أعلى الأرض تسيرين؟!
أم هو وهم من عقل بلغ حد الهذيان؟!
حدثنى قلبى قائلا
قمرك عاد  لينير ليالى منسية
وستصطف النجوم وتغنى أغنية
فجاء عقلى مهرولا
أهذا حلم أم أمنية؟!
ألا تبصر الحقائق الجلية؟!
دعك من قلبك وحديثه الملئ بالحنية
ووارى  مشاعرك الثرى والغى أى أمنية
لأن قمرك بعيد عن متناول يديك يا صاحب الأحلام الوردية



زدات البسمة اتساعا وتألقت العينان وسط دموع فرح ترفض التساقط فى جو يغلفه تنهيدات وتعليقات زميلاتها اللتى تزداد دهشتهن ويتحسرن على عدم عيشهن مثل هذه الأجواء الحالمة التى طالما رغبن فيها لكن الأحلام غالبا ما تتكسر على صخرة الواقع!

أردن أن يختطفن الرسائل الباقية لكنها كانت القطة التى تحمى صغارها فرجعن عن هذا الأمر بعد أن همت بجمع كل شئ وإدخاله درج مكتبها وعدم مشاركتهن إياه
ألحت زميلاتها عليها أن تكمل لهن قراءة الرسائل الباقية وبعد إلحاح وافقت وأمسكت الرسالة الرابعة

الجمعة، 26 يوليو 2013

قصة لا أريد ما أريد - حلقة 2 / 6


لقراءة الحلقة السابقة اضغط على الرابط التالى:
الحلقة الأولى

استكملت الخطوات بفتح العمود الأسطوانى لتكتشف وجود رسائل ملفوفة فى شكل أسطوانى محفوظة فى كيس بلاستيكى ومربوطة بشريط أحمر فحلت عقدة الشريط لتفاجأ بأن الرسائل ماهما إلا أبيات من الشعر مكتوبة على ورق البردى فأخذت تقرأ
الرسالة الأولى :
 ترغب فيمن يجتاح حياتها
ويخطف دون إذن قلبها 
وإذا يوما صادفها 
تمنعت واستنكرت حبه لها
تجلس وسط صديقاتها
تحكى لهم عن ذاك المجنون الذى أحبها
وإذا يوما بكلمات حبه حدثها
قالت بحدة طبعها
أسمع أيها المفتون
ليس بالأشعارِ ستتواجد داخل أحلامى
ولن تجد صدى داخل وجدانى
مع أنها ....
ذابت بين أحضان الكلمات
وطارت روحها وسط الأبيات
تغرد كعصافير الجنات
فعذراً أيتها الشرقية
العاشق بحاجة لمرأة ثرية 
بمشاعر جميلة وقوية
تبادله الحب والحنية

كان يعلم أنها قد لا تتذكر هذه الأبيات التى كتبها ودار بينهم بعدها حديث طويل وقفت فيه محامية عن المرأة الشرقية لهذا طلب منها أن تعود إلى مدونته لتقرأ الحديث الذى سجله فى بعنوان ماذا تريد المرأة من الرجل كى يحظى برضائها؟ وهو ما حدث بناء على رغبة زميلاتها وفضولها الشخصى فجلسن يقرأن الحوار التالى:


 هو : ماذا تريد المرأة من الرجل كى يحظى برضائها؟

هى : أن يكون الرجل على خلق ودين دون تزمت كما يجب أن يكون متحدث لبق و يغار عليها لكن دون زيادة عن الحد ويكون متعاون معها

هو : كل هذه النقاط متوافرة عند عدد ليس بقليل من الرجال لكنهم لا زالوا حائرين عن كيفية إرضائكن

هى : هذه هى بعض الصفات التى يجب توافرها لكن ما يسبب مشاكل هو عدم انفتاح الرجل على نفس مستوى المرأة

هو : أعتقد أن هذا أيضا ينطبق على المرأة فيجب على الطرفين إحترام مشاعر وثقافة الآخر على أن يحاولا أن يجدا أرضية مشتركة تجمع بينهما

هى : على الرجل أن يشعرها بأنها تقف معه على نفس القدر من المساواة وألا يتعالى عليها فكريا

هو : المرأة تتساوى مع الرجل فى الكرامة والحقوق الإنسانية أما المساواة فى الشكل والعمل فهو يتنافى مع الطبيعة التى خلقنا بها الله كما يجب على المرأة أن تكون لديها ثقة بنفسها تستمدها من ذاتها 
أما التعالى الفكرى الذى تتحدثين عنه يكون ناتج عن عدم تفكير المرأة فى موضوع النقاش أيا كان هو وإصرارها على رأيها رغم عدم إلمامها ولا تحاول الدخول فى منطقة الجدال وبذلك ترضى غرور الرجل وتثبت له أنها تحاول أن تستوعب أكثر كما يجب أن تكون أسئلتها بها عمق وليس بها سطحية وهنا لا أتحدث عن بعض الشخصيات المريضة التى تسعى جاهدة لإثبات تفوق زائف

هى : أن يفهمها من نظرة عين دون أن تتكلم وتوجع قلبها

هو : هذا شئ يأتى مع مرور الوقت وزيادة العشرة بينهما وهو شئ مطلوب من آدم وحواء على حد سواء

هى : عليه أن يحب ما تحبه هى لون معين أكل معين مثلا

هو : أنت بهذا تريدين محو وإلغاء شخصية الرجل لكن محاولة وجود نسبة معقولة من الأشياء المشتركة بينهما هو المطلوب فالإختلاف أحيانا به رحمة ودفعا للملل

هى : يستطيع أن يقدر معنى إمرأة عاملة

هو : هذا هو أحد المشاكل التى أجد أن المرأة أحيانا تتخذها كذريعة للتغطية على تقصيرها فى حق بيتها وزوجها خاصة إذا كان هو قادر على تلبية مطالبها الشخصية ومستلزمات الحياة فالأصل هو بيتها ليس تقليلا من شأنها بل حفاظا عليها وحماية لها أما إذا كان الرجل فى حاجة إلى مساعدتها لتساهم معه فى متطلبات الحياة فهو ملزم بأن يساعدها فى أداء الواجبات المنزلية لكن عليها أيضا أن لا تمن عليه بمساعدته فهذا أكثر ما يجرح مشاعر الرجل
هى : يجب على الرجل أن يشعرها دائما بأنها أجمل إمراة فى الكون بغض النظر عن شكلها
هو : أعتقد أن الرجل لو لم يلمس بها جمال معين لما تزوجها فالجمال لا يتوقف فقط على جمال الشكل بل له أنواع كثيرة منها جمال الروح جمال العقل جمال الفعل ولكن ألاترين أن التساؤل الدائم من المرأة للرجل عن مدى جمالها يعطى إنطباع عن عدم ثقة فى النفس؟! 
فمن وجهة نظرى أرى أن حواء هى من تظلم نفسها وتضع نفسها فى الأغلب فى خانة الضعيفة المضطهدة وتعيش أسيرة لهذه الفكرة وعامة يجب على الزوجين الحفاظ على جمال المظهر داخل البيت مثلما يهتما به خارجه
هى : يجب على الرجل عدم إستخدام أسلوب التهديد ويستغل المفهوم الخاطئ لدى كثيرين بأن الرجل له حق فعل ما يشاء
هو : أعتقد أن الحديث عن التهديد يوجه أكثر لحواء لأنها مع أقل المشاكل تهدد بترك البيت أو تطلب الطلاق لأتفه الأسباب والتهديد بوجه عام غير محبب من الطرفين لأن الهدف الذى اجتمعا عليه هو بناء أسرة وليس فرض سلطة لأيهما كما يجب على حواء أن تعى جيدا أن محاولة آدم إحتواء مشكلة ما ليس معناه أنه يخشى من تهديدها بل هو محاولة منه الحفاظ على إستقرار الأسرة التى تتناسها حواء وقت الخلاف وهذا ينفى عنه تهمة الأنانية التى يرددها البعض
هى : يجب على الرجل أن يتفاعل معها ويقدر إنفعالها فى كل موقف بمعنى آخر إذا كانت حواء متضايقة ومنفعلة من شئ ما حتى وإن بدا تافها لا يجب أن يكون رد فعله هو الهدوء الذى يصل حد البرود ويشعرها بتفاهة الأمر الذى هى منفعلة بسببه
هو: بصراحة أن غير متفهم لهذه النقطة هى منفعلة هل المطلوب من آدم تهدأت الموقف وإحتوائه أم يجاريها فى الإنفعال فتتفاقم المشكلة بشكل أكبر؟!
هى : يجب على الرجل عدم مهاجمة حواء بسبب أو بدون سبب
هو : أعتقد أن الرجل بطبعه مسالم فى البيت ولا يهوى الهجوم بدون سبب لأن لديه إشباع من ذلك طوال أوقات العمل ولكن حواء تستفزه مما يضطره لأن يدافع عن نفسه متبعا مبدأ الهجوم خير وسيلة للدفاع وأعتقد أن الطرفين إذا - ولنضع أكثر من خط تحت هذا الشرط إذا - أحسنا الظن ببعضهما ولم يتبعا مبدأ سوء الظن من حسن الفطن لقلت المشاكل بينهما
هى : يجب أن تكون حواء بالنسبة له محل ثقة
هو : هذه النقطة لها شقين يجب التفريق بينهما 
الشق الأول فى المطلق وإذا لم يكن لدى آدم ثقة فى حواء والتى تتنامى أو تقل مع مرور الوقت لما تزوجها 
أما الشق الثانى هناك بعض الأمور التى أثبتت التجارب السابقة بما لايدع مجالا للشك إستحالة فهم حواء لها لذلك يميل آدم إلى إخفائها مراعاة لمتطلبات لديه وتجنبا لمشاكل لا ضرورة لها
كان ماسبق هو حوار بين طرفين كل منهما يعبر عن وجهة نظره للأمور ويبقى دائما الكلام جميلا لكن الأفعال هى الأقوى تأثيرا وهذا يقودنى لبعض التساؤلات التى يجب أن نوجهها لأنفسنا ويجيب عليها كل منا بأمانة شديدة مع نفسه
هل الهدف هو البناء أم الهدم؟!
هل الهدف الحب والمودة أم تصيد الأخطاء؟!
هل الحب مبنى على طرف واحد أم إثنين؟!
ماذا قدمت لشريكك كى يعطيك فى المقابل؟!
هل الحياة شك أم مشاركة؟!
والأسئلة كثيرة والمجال فضفاض وواسع ولكن العبرة بالأعمال فالنوايا لا تكفى فالطريق إلى جهنم مليئ بالنوايا الحسنة!!
أدعو الله سبحانه وتعالى بأن يهدينا جميعا إلى ما فيه خير لنا فى ديننا ودنيانا وييسر لنا أمورنا ويصلح لنا أحوالنا
وقفت زميلاتها وكلهن دهشة معجبات بما يرونه من رواية حقيقية وواقعية ليست سينمائية أو روائية بينما هى ذهبت البسمة من على شفتيها تحاول أن تستوعب فقد بدأ قلبها يشعر أن هناك أمر ما فذهبت لتقرأالرسالة الثانية

قصة لا أريد ما أريد - حلقة 1 / 6


جائها إتصال هاتفى من مكتب الإستقبال بضرورة حضورها لإستلام طرد قادم إليها عن طريق شركة أرامكس فتبسمت وعلمت من أين جاء الطرد ومن الذى أرسله تركت مكتبها وذهبت لتسلم الطرد وهى مبتسمة والخجل والإرتباك يفضحان فرحتها رغم محاولتها عدم إظهارها وقعت بالإستلام بعد أن تأكدت من شكوكها التى كانت يقين عن الراسل وعادت إلى مكتبها لتفتح الطرد فالتفت حولها زميلاتها فى فضول لمعرفة قصة الطرد وما بداخله

فتحت الطرد لتجد مظروف بلاستيكى وعمود أسطوانى الشكل حجمه صغير يستخدم لحفظ المخطوطات ووجدت فوقهما ورقة كتب عليها تعليمات خاصة بالمحتوى يرجى الإلتزام بإتباع الخطوات ولهذا حكمة ستعلمينها بعد تنفيذ التعليمات!
  1.  افتحى المظروف البلاستيكى ستجدى ظرف كبير وآخر صغير افتحى الظرف الكبير فقط ومن ثم افتحى ما بداخله
  2. افتحى العمود الأسطوانى وأقرأ ما فيه بنفس الترتيب الذى وضع فيه ما بداخله
  3. الآن يمكنك فتح الظرف الصغير
ارتبكت من دهشتها لما تقرأ وحرصت على تنفيذ التعليمات ففتحت الظرف الكبير لتجد بداخله رواية أنا عشقت تأليف محمد المنسى قنديل ومعها كيس صغير من القطيفة فتحته لتجد أنسيال من الفضة به أحجار صغيرة تلمع يتوسطها حجر فيروزى هنا هتفت زميلاتها من جمال ما رأينه فزدادت هى خجلا وفرحة!

استكملت الخطوات بفتح العمود الأسطوانى لتكتشف وجود رسائل ملفوفة فى شكل أسطوانى محفوظة فى كيس بلاستيكى ومربوطة بشريط أحمر حلت عقدة الشريط لتفاجأ بأن الرسائل ماهما إلا أبيات من الشعر مكتوبة على ورق البردى فأخذت تقرأ الرسالة الأولى

الأربعاء، 24 يوليو 2013

قراءة فى الأحداث - كش ملك



" الشعب المصرى فى حاجة إلى من يحنو عليه" بهذه العبارة لمس الفريق السيسى قلوب الكثير من المصريين لأن الشعب المصرى بإختلاف أطيافه فى حاجة إلى حضن كبير يحتويه ويشعره بالأمان والحنان!

مقدمة عاطفية لا تناسب الأحداث إلا أنها واقعية لما عاناه الشعب ولا زال يعانيه وسيعانيه فى المستقبل القريب من آثار فساد نظام مبارك ومن آثار عام من الفشل الذريع لجماعة الإخوان ومندوبهم محمد مرسى 

إذا كنت داعم للسيسى أو معارض له عليك أن تكون منصفا بأنه خطاباته منتقاة تخدم الهدف الذى يريد الوصول إليه وخير مثال خطاب اليوم فإذا أردت أن تجمع الناس حولك وفر لهم الأمن والأمان " محاربة الإرهاب " كانت الكلمة السحرية فى ظل حوادث قتل تحدث للمواطنين وقتل للجنود فى سيناء وتفجير قسم فى المنصورة بالأمس.
يقول البعض على حادث تفجير قسم المنصورة من فعل جهاز أمن الدولة ويقول البعض أن الإخوان والمتحالفين معهم هم من يقفون خلف هذا الحادث ونسبة قليلة تريد أن تعرف الحقيقة لكن كيف فى ظل هذه الأجواء أن تقترب من الحقيقة؟! 

الواقع يقول أن الإخوان وحلفائهم هيئوا الرأى العام المصرى لتقبل إتهامهم بأى حادث وإن لم يقموا به فى ظل تصريحات محمد البلتاجى الذى قال أن عمليات الإرهاب فى سيناء ستتوقف حال رجوع مرسى للكرسى بالإضافة للتهديدات المسبقة لمظاهرات 30 يونيو من حلفاء الإخوان كعاصم عبد الماجد ناهينا عن أحداث بين السرايات والمنيل وسيدى جابر وحادث المنصورة وميدان النهضة و ...إلخ لا ننسى الخطاب الصادر من رابعة العدوية والفديوهات المنتشرة عن خلق طالبان جديدة أو تحويل مصر لسوريا ! فلا يمكن تجاهل مقدمات الأحداث إذا أردنا أن نقيم الوضع!

 وللمرة الثانية يضع السيسى الإخوان فى وضع كش ملك الأولى كانت مهلة الـ 48 ساعة قبل عزل مرسى وأخفق الإخوان هذه المرة مهلة جديدة لـ 48 ساعة لفض الإعتصامات وإقرارهم بالدخول تحت سلطة الدولة ورفضهم للإرهاب فهل يفعلون؟!
للأسف الشديد أشك أن فيهم رجل رشيد فموقفهم يزداد سوءاً فالقيادات تستخدم أعداد المتظاهرين كدروع حماية لها مستغلين ضياع وهم أقنعوا به أتباعهم مما جعل الأتباع يشعرون بمن قد سرق!

أعود إلى ذكاء اختيار كلمة السر " محاربة الإرهاب " والذكاء أنه لا يوجد عاقل سيرفض محاربة الإرهاب والإنفلات الأمنى وستجد الأغلبية تؤيد محاربة الإرهاب لكن هناك من يريد وضع تعريف وتوصيف دقيق للإرهاب والسبب فى ذلك هو ذكريات من  إعتقالات لأبرياء على يد جهاز أمن الدولة وهى مخاوف مشروعة كى لايكون هناك فاشية جديدة بعد فاشية قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار!

السؤال الذى يشغلنى هل مصر موعودة بالإختيار بين السيئ والأسوء؟! وإلى متى؟!
الإجابة قالها الرئيس السادات رحمه الله :
 *نريد أن نحول حياتنا من ارتجال وانفعال وعاطفة إلى علم وحقيقة. وأسلوب العصر الذى نعيش فيه.
*أن الدولة أداة خدمة للمصلحة العامة، وليست سلطة عليها فوقها.
*نحن مطالبون بأن نعطى الحياة لكى تكون لنا حياة.. ونحن مطالبون بأن نضحى بالروح لكى تبقى وحدة ترابنا الوطنى مصونة، على طول الزمان. 


على الهامش
*أعلنت جامعة القاهرة للتعليم المفتوح إستكمال الإمتحانات التى توقفت بسبب الأحداث على الساحة المصرية حرصا على سلامة الطلاب فى الفترة من 24/08/2013 إلى 31/08/2013 فهل خلال هذه الفترة ستكون الأجواء آمنة؟! وهل هى صدفة أن يتم الإعلان أمس ويصدر خطاب السيسى اليوم؟!
* لماذا لا يوجد تركيز على وجود رقابة دولية على الإنتخابات القادمة؟!
* السياسة لعبة عقول وتشابك خيوط ومحاولة التعرف على الخيوط وفصل التشابكات متعة حتى وإن فشلت!

ساعات من التأمل 70 - تأقلم


اليوم إنقطعت المياه فى العمل أثناء وضوئى فقمت بملأ كوب بلاستيك صغير من الكولدير وأنهيت وضوئى وتبقى جزء فى الكوب ولأن الماء بارد قمت بغسل وجهى مرة أخرى بما تبقى! توقفت للحظة مندهشاً والإندهاش نابع من أن كم الماء الذى استهلكه عادة فى الوضوء قد يكون حجم لترين تقريبا أو يزيد لأن المياه تتدفق من الصنبور طوال وضوئى كيف حدث هذا التقلص من لترين إلى أقل من 300 مللي ليتر ؟!
إنها الحاجة والندرة الحاجة إلى الوضوء وندرة الماء فالظروف هى التى تدفع الإنسان للتوفير أو التبذير

وبما أن الشئ بالشئ يذكر فرجعت بى الذاكرة إلى الوراء لأتذكر فترة الأجازة الصيفية خلال الدراسة حيث كنت أسهر ليلا وأنام نهاراً كعادتى معظمنا وكعادة كل بيت مصرى يحدث نقاش ديمقراطى على مستوى الأسرة بخصوص هذا الحال المائل ومن فترة لأخرى أستيقظ نتيجة عصبية الوالد أو الوالدة لعدم استيقاظنا حتى الظهيرة  وفى إحدى المرات سألت السيد الوالد فلنفترض جدلا استيقظت كما تريد فى السابعة صباحا ماذا سأفعل؟! قال تذهب لتأتى بالجرائد وتقرأها فقلت له وهل هذا السبب كافى؟!
تمر الأيام وأنهى الجامعة واحتاج لإنهاء أوراق التجنيد ولأنى كنت أقيم خلال فترة الإجازة بقريتنا زاوية الناعورة مركز الشهداء المنوفية  ونظراً لإقامتى بشرم الشيخ بصورة دائمة وصدور جميع أوراقى الحكومية منها سافرت إلى شرم الشيخ لتقديم نفسى لنقطة التجنيد ومعرفة الخطوات الواجب إتباعها ولنراجع فى عجالة خط السير الذى قطعته لإنهاء إجراءات التجنيد:
زواية الناعورة إلى طنطا = ساعتين 
 طنطا إلى شرم الشيخ = 9 ساعات مع راحة 4 ساعات 
شرم الشيخ إلى طور سيناء = ساعة ذهاب بالإضافة لثلاث ساعات من السير على الأقدام بين قسم الشرطة ومكتب التجنيد تحت شمس أغسطس 2002 ثم من طور سيناء لشرم الشيخ = ساعة راحة 6 ساعات
شرم الشيخ إلى الزقازيق = 8 ساعات تم 9 ساعات داخل منطقة التجنيد وطلب منا العودة فى السابعة صباح اليوم التالى
ونظراً لأن الأمر كان مفاجئ لى قررت العودة إلى قريتنا كان على أخذ خط السير التالى
الزقازيق إلى بنها = ساعة ثم بنها إلى شبين الكوم = ساعة ثم شبين الكوم إلى زواية الناعورة = ساعة
وصلت قريتنا بعد معاناة من قلة النوم والطعام مع حيرة فى كيفية الإلتزام بموعد منطقة التجنيد فقررت الأسهل بالنسبة لوسائل المواصلات أن أسافر إلى القاهرة حيث يوجد مواصلة مباشرة من قريتنا إليها وهو ما يستدعى الإستيقاظ فجراً وبعد أخذ قسط من الراحة سافرت من زواية الناعورة إلى القاهرة = ساعتين
ثم من القاهرة إلى الزقازيق = ساعة ونصف تم قضاء 8 ساعات داخل منطقة التجنيد
ثم ساعتين عودة من الزقازيق عن طريق بنها وشبين الكوم

كل هذا تم خلال 3-4 أيام متتاليين وعلى عكس المتوقع فالكسل لم يكن عائقا بل كان مهيأ لتحمل هذا المجهود المفاجئ! ولهذا استغللت ما حدث لأقول لوالدى العزيزى أرايت عندما يكون هناك ما يستحق الإستيقاظ من أجله فلا أتأخر وظللت لفترة أذكرهم بهذا الأمر!

الهدف من هذا القصة أنه عندما يكون هناك ظروف تجبرك على أمر ما فإن الإنسان يتوائم ويتأقلم معها بغض النظر عن أسلوب حياته

الظروف تلعب دوراً فى جعلنا متأقلمين عاجلاً أم آجلاً لهذا ما يفرق مع الإنسان فعلا هو مدى تقبله للأمور دون الخضوع لها إن كان يستطيع مقاومتها على أن تكون مقاومته محسوبة دون كبر وتعند!

الظروف تشبه الأوانى والإنسان يشبه الماء غالبا ما يتخذ شكلها دون أن تغير من خصائصه لأن الطبع يغلب التطبع مهما حاول أن يتطبع!


الثلاثاء، 23 يوليو 2013

ساعات من التأمل 69 - السعى


أثناء سيرى فى الطريق أجد تصرفات سائقى التاكسى فى غاية الغرابة والغرابة تكون فى تكرار فعل أمر ما بنفس الطريقة دون تغير النتيجة وهذا ما يحدث كثيراً من سائقى التاكسى إذا فجأة تجده يتوقف فى منتصف الطريق بمجرد أن يشير له أحد وأحيانا يفعلها دون أن يشير إليه أحد بل لأنه تخطى شارع جانبى رأى به أشخاص سائرون إلى الشارع الرئيسى ويأخذ فى إطلاق بوق السيارة عدة مرات من أجل معرفة هل لدى أحدهم رغبة كى يوصله؟!

عندما تستفسر من أحدهم يكون رده اسعى ياعبد وأنا اسعى معاك! أى سعى هذا وأنت قد تتسبب فى اصطدام سيارة أخرى بك من الخلف عندما تتوقف فجأة؟! وهل عندما يحدث هذا الحدث تعترف بخطئك أم تعتمد على القاعدة العرفية بأن المصطدم من الخلف هو المخطئ وإن كان من أمامه السبب؟! وهل السعى يتطلب إزعاج الناس بصوت بوق السيارة الذى تظل ضاغط عليه مرات ومرات رغبة فى الحصول على إجابة؟! ولماذا تتلفظ بالسب إذا لم يجيبك أحدهم ويصل للطريق الرئيسى ويتركك واقفا ليعبر الجهة الأخرى من الطريق؟!

السعى مطلوب لكن دون ضرر أو ضرار!

على رصيف الطريق تجد السائرون من مواطنين وسائحين فيأتى سائقوا التاكسى ليبطئوا وينادون بطريقة أجدها غير لائقة للسائقين أنفسهم "تاكسى" ! يا سيدى من يرغب فى ركوب التاكسى ستجده منتظرك رافع يده ليستوقفك فما الداعى لأسلوب الإستجداء؟! وهل سيغير الإستجداء من قرار السائر؟!
السعى لا يعنى التسول ففى السعى عِزَة!

أمر آخر خاص بسائقى التاكسى أحيانا تجدهم يصطفون فى طابور لساعات منتظرين الراكب الفرصة وهو ذلك الراكب الذى يسهل عليهم استغلاله إما لأنه أجنبى غير ناطق أو قارئ للعربية وإما لجهله بتعريفة الركوب ورغم وجود بعض اللافتات الشارحة للتعريفة طبقا للمسافات إلا أن السائقين يقومون بطمسها أو قطعها!!

بالنسبة للراكب الأجنبى يتم تحويل العلامة النقدية دون تغيير قيمة المبلغ فمثلا إذا كانت الأجرة 100 جنيه مصرى تصبح 100 يورو للراكب الأوربى و100 دولار للأمريكى و100 جنيه استرلينى للإنجليزى طبعا هذا يحدث إذا كان الأجنبى حضر لأول مرة وغالبا ما يحدث فى المطار ولم يتفاعل مع الحياة فى المدينة بعد أما إذا كانت الزيارة ليست الأولى تجد عملية تفاوض تتم بين الإثنين!

يا سادة السعى على الرزق لا يعنى الإنتهازية واستغلال الجهل فالأمانة تزيد من احترام الناس لك وتزيد من بركة المال الذى تحصل عليه وتحفظ لك سيارتك وحياتك ناهينا عن الصورة وافنطباع الذى يتكون لدى الزائر تجاه بلدك وتجاه مهنتك فالغالب فى الناس التعميم لا التخصيص وكما يقولون الحسنة تخص والسيئة تعم ورغم اختلافى مع هذا المبدأ إلا أنه هو الواقع!
 

ساعات من التأمل 68 - باب رزق


فى يوم كنت أسير بالسيارة داخل السوق التجارى بشرم الشيخ وكنت أرغب فى ركن السيارة من أجل شراء غرض ما ولأن سوء التخطيط هو الغالب المساحات المخصصة كجراج للسيارات لا تكفى فقررت ركن السيارة على الجانب الأيمن لأحد الطرق وما إن نزلت من السيارة وأغلقت أبوابها حتى جائنى أحد العاملين فى المحل مستئذنا فى عدم ترك سيارتى أمام باب المحل لأنه باب رزق!

اندهشت من هذه العبارة التى اسمعها لأول مرة فقلت له مستنكراً والرزق بيد من؟!
فقال: الله
قلت: ونعم بالله إذن أنت تعلم وتقر أن الرزق بيد الله ومع ذلك تخشى ألا يأتيك رزقك؟! هل هذا لأن السيارة ستحجب رؤية الله عن باب محلك فينسى أن يرزقك!! حاشا لله!
فأصبح الصمت هو سيد الموقف ليعتذر لى زميل هذا العامل

من الواضح أن هذا الأمر تجدد مع كثيرين لأنه فى يوم آخر بعد مضى فترة من الزمن ذهبت مرة أخرى وواجهت نفس الموقف إلا أنه كان هناك إبتكار جديد لجأ إليه أصحاب المحلات  حيث قاموا بإحضار زجاجات من المياه حجم 5 لتر ووضعوا بداخلها ماء ملون ثم تركوا أمام باب المحل متر ووضعوا هذه الزجاجات كحواجز تمنع أى أحد من ركن سيارته لتصبح السيارة فى وسط الطريق !! هذا قطعا يحدث فى ظل غياب الإدارة المحلية وشرطة المرافق عن القيام بدورها  فى منع إشغالات الطريق وقيام شرطة المرور بتحرير مخالفات للسيارات الواقفة بوسط الطريق!!!

تذكرت هذا الموقف وأن أقرأ كتاب اللاهوت العربى ليوسف زيدان الذى أقتبس منه " (فإنى اجتاز فى أرض مصر هذه الليلة وأضرب كل بكر فى أرض مصر من الناس والبهائم وأصنع أحكاما بكل آلهة المصريين أنا الرب ويكون الدم علامة على البيوت التى أنتم فيها فأرى الدم وأعبر عنكم فلا تكون عليكم ضربة الهلاك حين اضرب أرض مصر) التوراة سفر الخروج 12:12
هكذا يحتاج الرب التوراتى المفترض فيه أنه تعالى القادر العليم علامة بصرية كى يميز بيوت أحبائه من اليهود حتى لا يضربهم سهواً بتلك النيران الإلهية الصديقة التى يهلك بها مصر"

بعد نهاية هذا الإقتباس إذا قمنا بالربط وقياس الموقف المذكور بأعلى مع هذا الإقتباس نجد تطابق الفعل!

الأكثر دهشة أن فى شرم الشيخ تجد محلات البازارات متجاورة لايوجد بينها فواصل فيمر عليها السياح فيشترى من هذا المحل ويترك ذاك أليس بهذا ما يدعونا للتفكر ؟!
يا سادة إن الطير يخرج خماصا (جائعا) ويعود بطونا (شبعانا)
قال تعالى "وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم" العنكبوت الآية 60
قال تعالى "ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم" الإسراء آية 31

لا نفكر ولا نتدبر فى أحوالنا ولا فيما نقرأ من آيات أو نسمع من خطب بل تردد ألسنتنا الكلمات دون أن نعيها فينفصل الدين عن الحياة وبعد هذا يخرج البعض مطالبا بعدم فصل الدين عن الدولة وأن هناك حرباً على الإسلام !

الاثنين، 22 يوليو 2013

خواطر قصيرة - حب القيادة


 كعادة التاجر المفلس أبحث فى دفاترى القديمة علنى أجد ما يستحق أن يكتب فلم أجد سوى كلمات تاهت فى زحام الأحاديث
  • أحيانا عدم قدرتك على رؤية جانبك المظلم فيه راحة لاينغصها سوى لعبك دور الضحية!
  • القيادة مغامرة محسوبة زيادة الحسابات تفقدك روح المغامرة وتأخر تأثيرها وقد لا تأتى بالنتائج المرجوة !
  • القيادة إقدام إجتياح إحتواء فلتنظر أيهم لديك قبل أن تظن أنك قائد!
  • فى الحب لايوجد منتصر أو مهزوم ومن يظنه كذلك فقد خسر قبل أن يبدأ جوالاته!
  • اﻷلم أمل فلولاه ما حلمنا واﻷمل ألم فلولاه ما تعذبنا !
  • اﻹهتمام يشحن بطارية العطاء ولهذا قل العطاء!
  • الحياة مسيرة نسيرها نبحث حولنا عن غايتها مع أننا الغاية!
  • مقاييس النجاح تختلف من إنسان ﻵخر فمايراه البعض نجاح قد يكون فشل فى نظر البعض وقد يكون منفذ للوصول لبحر الطموح!
  • لا تجد أحد يرغب سوى فى إثبات وجهة نظره دون الوقوف على الشاطئ الآخر خشية أن وقوفه هناك قد يجعله يشك فيما يؤمن به مع أن الشك هو السبيل لليقين!
  • اﻹنسان صنيعة نفسه لهذا يرفض نصائح غيره ويخوض التجربة بنفسه فيعيد التاريخ نفسه مرات ومرات!
  •  كلام كثير أريد قوله لكن لمن؟ ولماذا؟ وما النتيجة؟ تجعل الصمت أفضل إلى حين وفى الصمت هناك أحاديث فأنصت !
  •  أكتب لنفسك قبل أن تكتب للناس فمن حق نفسك عليك أن تسمعها !

الجمعة، 5 يوليو 2013

قراءة فى الأحداث - انتحار جماعى!



بعد بيان الجيش يوم 01/07/2013 كتبت على صفحتى على فيس بوك  مايلى:
الإخوان والتيار المسمى إسلامى أمامه خياران لا ثالث لهم
الأول : موافقة على تسليم مرسى وخضوعهم للأمر الواقع كى يظلوا متواجدين فى المشهد السياسى والمشاركة فيه
الثانى: اللجوء للعنف ويكتبوا نهايتهم بأيديهم
فماهو إختيارهم هذا ما ستسفر عنه 48 ساعة القادمة؟! 


وأسفرت الأحداث الماضية عن اللجوء إلى الخيار الثانى وهو العنف والعنف هنا ليس مقصود به خروجهم فى مظاهرات أو إعتصامات بل حملهم السلاح وأرض سيناء هى من تشهد هذه الأحداث قد تسائلنى وماذا عن الأحداث التى حدثت فى الصعيد والمحافظات؟
وضع سيناء مختلف عن باقى المحافظات فما حدث فى المحافظات هو مظاهرات غاضبة به عدد من الشباب حامل للسلاح داخل مسيرة تسير فى وسط مناطق تشتهر بأن لها قواعد خاصة موجودة منذ زمن بعيد ألا وهى الدخول إلى منطقتى حاملا سلاح معناها أنك تتعدى على سكان المنطقة بالإضافة لحالة الإحتقان والكره الموجودة تجاه كل ما هو إخوانى ومايزيده ممارسات بعض المتعصبين من الطرفين أما سيناء فى المواجهة صريحة لا تقبل التأويل سلاح ضد مصر الدولة!

هل تذكرون فترة الثمانينات والتسعينيات؟!
هل تذكرون رد فعل الشعب المصرى تجاه تلك الأحداث مع الوضع فى الإعتبار أن الشعب حينها كان يوجد من يتعاطف أحيانا مع أبناء الجماعات المتشددة واضعا تبريرات التعذيب والإضطهاد سببا للتعاطف ؟!

هذه المرة لن تجد متعاطف واحد والكل وأنا أعنيها الكل سيغمض عينه عن أى ممارسات ضد من حمل السلاح لمواجهة مصر الدولة فبعد تصريحات من عينة قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار هل تتوقع تعاطف؟!

قد تقول أن نفس الخطاب الصادرعن الجماعات الإسلامية كان موجود فى الثمانينات والتسعينيات فماذا تغير؟! التغير أن هذه الجماعات وصلت للحكم عن طريق الجماعة التى خرجوا من تحت عبائتها وثبت فشل قدرتها على الحكم والتعامل مع الشعب
المصرى بغض النظر عن أسباب الفشل الذى سبق شرحها فى الموضوع قراءة فى الأحداث 30 يونيو 2013 

ورغم القول بأن كلمة ياريت لا تعمر بيت لكنى مضطر لإستخدامها ياريت كانت مظاهر الغضب اقتصرت على مظاهرات سلميه وهتافات! فهذه المظاهرات رغم عدم قابلية الأغلبية من الشعب لها خاصة بعد الفشل تأثير الغضب منها سيستمر يوما أو يومين وهناك أصوات تطالب بالمصالحة والإحتواء وعدم الإقصاء أما التطور الحادث من استخدام السلاح سيجعل هناك شرخاً كبيراً لن يلتئم بسهولة وسيكمم أصوات المطالبين بالمصالحة!

قد أكون متحاملا ومحمل المسئولية لفصيل واحد ألا وهو الجماعة وأتباعها سأقول لك كلمة سيدنا على بن أبى طالب " أخذ الحق صنعه" هذا إن كنت على حق! وقد كانت لديك فرصة ذهبية لن تتكرر بأن تنفى ما روجته وتروجه عنك الأنظمة العربية فهل نفيت أم رسخت ؟! 

هناك معلومة تقول أن الصقر عندما يصل للأربعين  من عمره يحلق إلى قمة جبل ويبنى عشه ثم يضرب منقاره المعقوف فى الصخر لينكسر وينتظر حتى ينمو من جديد ثم يكسر مخالبه و ينتظر حتى تنمو ثم ينتف ريشه كله وينتظر حتى ينمو ويحلق من جديد! والسبب فى هذه العملية هو أن الصقر فى الأربعين يصبح منقاره معكوف بشدة وتثقل أجنحته بسب ثقل وزن الريش وإلتصاقه بالصدر مما يسبب صعوبة الطيران وهذه الظروف الصعبة تجعل الصقر أمام خيارين إما أن يستسلم للموت أو يقوم بعملية تغيير مؤلمة لمدة خمسة شهور؟!

قياسا كانت تقوم جماعة الإخوان بهذه العملية نتيجة عوامل خارجية تعرضت لها أو لوفاة قيادتها دون تدخل خارجى إلا أن ما آراه الآن هو اختيارها الإستسلام للموت بعد أن تخطت العام الثمانين فى حين أن الصقر يصل إلى السبعين فقط! فلعب دور الضحية المضطهدة لن يجد من يصدقه وإن تحول الإضطهاد إلى حقيقة تراها الأعين لهذا لا تضحوا بشباب مصر ممن ينتمون إلى جماعتكم واحقنوا دمائهم وأعيدوا النظر فى أخطائكم.




إلى شباب الجماعة اعملوا عقولكم فما أسهل الموت وما أصعب مواجهة الحياة ما يحدث هو انتحار جماعى بمعنى الكلمة ولعلى لا أجد سوى كلمات د /مصطفى محمود لتكون خير ختام:


إذا تركنا التفاصيل جانباً و حاولنا تأصيل المشكلة وجدنا جميع أسباب الانتحار تنتهي إلى سبب واحد.. أننا أمام إنسان خابت توقعاته و لم يعد يجد في نفسه العزم أو الهمة أو الاستعداد للمصالحة مع الواقع الجديد أو الصبر على الواقع القديم.

إنها لحظة نفاد طاقة و نفاد صبر و نفاد حيلة و نفاد عزم.
لحظة إلقاء سلاح.. يأس.. ما يلبث أن ينقلب إلى اتهام و إدانة للآخرين و للدنيا ثم عداوة للنفس و للآخرين و للدنيا تظل تتصاعد و تتفاقم حتى تتحول إلى حرب من نوع مختلف يعلنها الواحد على نفسه و يشنها على باطنه، و في لحظة ذروة تلتقط يده السلاح لتقتلع المشكلة من جذورها.. و لتقتلع معها الاحساس المرير و ذلك بطمس العين التي تبصر و قطع اللسان الذي يذوق و تحطيم الدماغ الذي يفكر و تدمير اليد التي تفعل و القدم الذي يمشي.

و هو نوع من الانفراد بالرأي و الانفراد بالحل و مصادرة جميع الآراء الأخرى بل إنكار أحقية كل وجود آخر غير الذات.

و لهذا كانت لحظة الانتحار تتضمن بالضرورة الكفر بالله و إنكاره و إنكار فضله و اليأس من رحمته و اتهامه في صنعته و في عدله و رفض أياديه و رفض أحكامه و رفض تدخله. فهي لحظة كبر و علو و غطرسة و استبداد. و ليست لحظة ضعف و بؤس و انكسار. و بدون هذا العلو و الكبر و الغطرسة لا يمكن أن يحدث الانتحار أبدا.

السمع والطاعة - وجهة نظر



منذ فترة طويلة وأبحث عن سر السمع والطاعة ورغم تكون رؤية لدى إلا أنى أجدها ليست مرضية كإجابة لهذا البحث وأعتقد أن الكثيرين مثلى يريدون فهم هذا اللغز ومايلى هو تجميع لأحاديث مع بعض الأصدقاء بحثا عن حل اللغز

سامح: حل اللغز يمكن تلخيصها فى النقاط التالية:
  • العاطفة الدينية وما ترسخ لديهم خلال السنوات السابقة مع ممارسات القمع التى كانت موجودة ضد ما هو دينى
  •  بالإضافة لتأثير الخطاب الموجه لهم المستغل لفترة القمع بأنهم على طريق الحق مع التركيز على سلبيات المجتمع وعدم رؤية إيجابيات للمجتمع 
  • رغبة المجتمع فى الجمع بين الدين والدنيا مع خلق توازن بين اﻹتجاهين وهذا يخالف الرأى السائد لدى قطاع متأثر بالخطاب القائل إنه إما دين وإما دنيا مع أن الدين المعاملة وبتعاملك مع الله تحصل على اﻹثنين!
  • التفكير مدعاة للجدل ! 
 إلا أنه هناك فصيل يمثل لغز فى فهم دوافعه وإنغلاقه الفكرى ولا أعرف كيف أوصفهم ! فهذا الفصيل لم يعانى من قمع سواء هو أو أحد أفراد أسرته تربى مثلما تربى غالبية المصريين لا يجدون غضاضة فى تعاملهم مع ولد أو بنت على عكس عادة المصنفين ملتزمين دينيا على التفرقة وعدم السماح بحدوث هذا الإختلاط ، الحالة الإقتصادية متوسطة وفوق متوسطة ، والحالة العلمية جامعيين أو أحيانا أعلى ،الحالة العملية تتراوح بين جيدة إلى ممتازة فكيف لمثل هؤلاء أن يغلقون عقلهم على التفكير والسماع لعواطفهم فقط؟!

محمد سليمان: اتفق مع قلته سابقا إلا أنه هناك زاوية أخرى تقول أن البعض يرى فى السمع والطاعة أو تسليم عقله لشخصية دينية مثل حازم صلاح أبو إسماعيل هى نابعة من شعوره بكثرة ذنوبه التى يريد أن يخفف من حملها فيرى أنه بفعله هذا يخفف من ذنبه وإذا شارك فى تطبيق الشريعة بالطريقة التى صورت له سيكون أسهم فى تخفيف الذنب وفى نفس الوقت ستقل أمامه الفرصة لإرتكاب الذنب مرة أخرى مع أن القوة هى عدم ارتكاب الذنب فى ظل توافر الظروف وليس معنى كلامى هو الدعوة لبقاء مقومات المعصية ولكنه تحليل لكيفية تهيئة العقل لعدم التفكير فيما يقال له!

محمد مختار : اللعب على العواطف الدينية وتأثير الإعلام الخاضع لهذا التيار جعلهم يعشون فى عالم آخر عالم من تصوير هذا الإعلام! هنا يكون هناك سؤال لماذا سلموا أنفسهم لهذا الإعلام؟! 
كتلة ليست بالقليلة من الشعب ثقافتها ليست كبيرة والبعض الآخر لا يجد الوقت لكى يقرأ فهناك فراغ ثقافى فى حاجة إلى إشباع فيصبح هذا الإعلام البديل السهل لعملية الإشباع  بالإضافة لظهور بعض المشايخ ذات الشعبية على إحدى القنوات يعطيها مصداقية لدى هذا القطاع!
كما لا يجب أن ننسى الأهواء الشخصية فالغالبية تبحث عن الأحاديث التى ترضيها ويحظى بإعجابها بغض النظر عن الحقيقة فهناك من يسمع خميس مثلما هناك من يسمع لميس ولهذا السبب قاطعت الإعلام لأن الجانبين سيئين كما أن كل شخص رأيه يحتمل الصواب والخطأ فلا يصح أن آخذ حديثه على أنه قرآن أنزل!


محمد فرج: لا يحدث تغيير فى سلوك الإنسان يجعله يتحول إلى السمع والطاعة فهى من سماته الشخصية بالإضافة إلى التعصب للرأى وضيق الأفق كل هذه العوامل تدفعه للإنضمام لجماعة الإخوان أو إن شئنا الدقة توافر هذه السمات هى من تجعل الجماعة توافق على إنضمامه إليها هذا عمن ليسوا من أسر إخوانية أما أبناء الأسر الإخوانية هو تربى ونشأ على هذا الأمر وشرب صفات الجماعة منذ الصغر، أما بالنسبة لحازم صلاح أبو إسماعيل فهو فكرة غير محددة وغير مصاغة وليس لها معالم وهو ما ينطبق على أتباعه أيضا!


 هذه محاولة للفهم ووجهة نظر بعض ممن تحدثت معهم فى هذا الأمر فإذا كان لك رأى آخر فلا تبخل أن تشاركنا إياه وكما قال الإمام أبوحنيفة النعمان:
قولنا هذا رأى وهو أحسن ما قدرنا عليه فمن جاءنا بأحسن من قولنا فهو أولى بالصواب منا