الأحد، 28 يوليو 2013

قصة لا أريد ما أريد - حلقة 4 / 6


لقراءة الحلقات السابقة اضغط على الروابط التالى:
الحلقة الأولى

الحلقة الثانية
الحلقة الثالثة
 

أردن أن يختطفن الرسائل الباقية لكنها كانت القطة التى تحمى صغارها فرجعن عن هذا الأمر بعد أن همت بجمع كل شئ وإدخاله درج مكتبها وعدم مشاركتهن إياه
ألحت زميلاتها عليها أن تكمل لهن قراءة الرسائل الباقية وبعد إلحاح وافقت وأمسكت الرسالة الرابعة

قالت لى إنى رومانسية
أهوى الأغانى والقصائد الشعرية
قلت لها وما هى الرومانسية؟
قالت أن يحبنى ويتغزل فيا
يشيد بأناقتى وعطورى الزهرية
يحدثنى عن حبه وهيامه بيا
ويكثر من حديثه الملئ بالحنية
ويغنى لى
أنا لك على طول خليك ليا
قلت وماذا تعطينه مقابل تلك الأمانى الوردية؟
قالت نظرة عين أو حتى رسالة نصية
أكتب بها عبارة عادية
تشغل عقله وتهز ثقته القوية
عفوا أيتها الحالمة
فهذه ليست رومانسية
بل هى تجسيد للأنانية
الرومانسية يا بنتى ماهى إلا مشاعر حسية
يتبادلها الحبيبين فيعشا بعوالم سحرية
تسحر ألباب الحكماء وتنزلهم من أبراجهم العاجية
وتطير عقول العامة وتجعلهم كمن خطفتهم جنية
قالت أتريدنى أن أعطى؟!
كيف ذلك وأنا لم أجد فارس الكلمة المنسية؟!
وإذا يوما وجدته
فإن حيائى يمنعنى أن أتكلم بما فى قلبى من مشاعر قوية
قلت كفاك أعذاراً
فأنت لم تعرفى يوما معنى الحب والرومانسية
تطلبين ولا تعطين
تأخذين ولا تردين
وتبخلين عليه بكلمة تشجيعية
وتقولين أن الحب هو عطاء بسخية
لا ينتظر منه المحب أى هدية
مقابل تلك المشاعر السامية
فوداعا أيتها الأنانية
أنا بحاجة لمرأة شرقية
لها طباع سحرية
تجمع بين الأصالة وروح الشرق المنسية
وتغلفهم بطباع عصرية
تجعلنى أشعر بأنى ملك 
وتدللنى كطفل
يحتاج عناية ورعاية ذكية

تضارب رد فعلها بين ضحك من أسلوب أبياته وغضب من وصفها بالأنانية كيف له أن يصفها بذلك وهى لم تطالبه بشئ؟! هو من فعل كل ما فعل من تلقاء نفسه هكذا قالت وبررت ردود أفعالها عليه
امسكت إحدى زميلاتها بالرسالة الخامسة لتقرأها بعد أن تجمدت هى متسائلة ومجاوبة لنفسها
الرسالة الخامسة
 
قالت لى غاضبة أتهيننى وسط قراء قصائدك الشعرية
وتقول عنى أنانية
بل هى طبيعة أنثوية
تريد أن تحظى بإعجاب البشرية
وماذا عنك أيها الواهم الغارق فى أحلام خيالية؟!
فأنت لم تشعر بى  سوى رغبة فى رعاية وحنية
وأنا لم أطلب منك تلك الخطية
قلت لها أتسمين حبى لك خطية؟!
وتسوينه بالذنوب الدنيوية؟!
 كفى  يا حبيبتى بهذا الكلام تجريحا وقاسية
أنا لم أهينك بل كنت أصف حالتك المرضية
قالت ما هذا يا شاعر العامية؟
أتمرضنى وأنا رشيقة وكلى حيوية؟!
قلت يا حلوتى من أحب يوما يرغب
أن تكون حبيبته أسطورية
بها كل الصفات المثالية
وهكذا كنت أنت فى ناظرى لولا تلك الأنانية
بالإضافة لطبيعتك العصبية
وبما أنى  شفيت من حبك أو أسير على طرق الشفاء المرجية
أريد منك أن تحسنى الظن بى ولو لمرة واحدة يا مفترية
فأنا أنصحك عسى أن تجدى يوما فارس أحلامك الليلية
فتكونى فى عينيه تلك الحبيبة المثالية

ماهذا؟! هكذا هتفت وهى تتسائل كيف استطاع أن يقرأ ما فى عقلى ويكتب له رداً؟! كيف له أن يرانى ويعرفنى وهناك مئات الكيلومترات التى تفصل بيننا ولم يرانى إلا مرة أو اثنيتن؟! نعم تحدثنا كثيراً لكن كثير من حولى لا يعرفوننى ولا يشعرون بى رغم أنى أراهم أمامى وأتعامل معهم يوميا !
اعترف أنى أخطئت وقصرت فى حقه لكن صبره هو ما شجعنى على ذلك فنادراً ما لامنى على شئ وقليلا ما غضب منى!