الاثنين، 29 يوليو 2013

قصة لا أريد ما أريد - حلقة 5 / 6


لقراءة الحلقات السابقة اضغط على الروابط التالى:
الحلقة الأولى
 
الحلقة الثانية
الحلقة الثالثة
الحلقة الرابعة
 

فى الجهة الأخرى كان يجلس على كرسيه فى عمله ينهى الرد على بعض الإيميلات الخاصة بالعمل وعقله قد فتح فيه نافذة أتاحت له رؤية كل ماسبق من حوار وفهم ما يدور فى عقلها مسترجعا أيضا كل المواقف التى مرا بها

كم من مرة ألمح لها من ضيقه المكتوم وغضبه المكنون داخل صدره تجاه بعض تصرفاتها من تأخير فى الرد على رسائله أو تجاهل الرد الذى كان يصل إلى أيام وتأتى بعدها معللة بأعذار كان يراها واهية حينا ويراها ممكنة حينا لكنه كان صبره على حافة النفاذ ؟!
كم من مرة اشتكى لها من جفائها وتمنعها من قول ما يجعله وسيما ويريح باله من صراعات العقل والقلب؟! وقبل كل هذا كم من مرة نقل لها رغبته فى الإرتباط بها لكنها صدته فى تطبيق للمثل المعكوس "أرى أمورك أصدقك أسمع حديثك أتعجب!"
ألم يخبرها بأن الإنسان لديه بطارية عطاء كى تستمر يحتاج إلى شحنها عن طريق تيار الإهتمام ؟! ألا تعلم أن الإهتمام لا يشترى ولا يستجدى؟!
نعم أخطأ فى الصبر حتى تعجب الصبر من صبره! نعم روى حبه بحرصه على بقاء العلاقة مما جعل الحب يغرق وسط الجفاف!

فى نفس هذه اللحظات امسكت الرسالة السادسة المكتوبة على ورق البردى تقرأ ما بها من كلمات

كنت أنتظر إشارة تنير سمائى بأمل براق
تريح القلب والعقل من الأبواق
أبواق التفكير التى ابتلتنى بالإرهاق
أو أبحث عن صك إعتاق
يحررنى من الأطواق
أطواق حب لا أجد فيه وفاق
كنت أمد يدى رغبة فى التلاق
فوجدتك تشيدين أسوار الفراق
فهربت بأحلامى على الأوراق
وفى نهاية حلمى لا أجد سوى الإحراق
بعد أن علمنى حبك ألا أشتاق!
فأرحلى ....
فبقربك لم أجد سوى العتاب
واستسلم قلبى للغياب
ومل البحث عن الأسباب
فنادى عليه عقلى قائلا
ألم تعتد من قبل العيش بلا أحباب؟!
فلا تحزن لأنه ليس حب
بل هو مجرد سراب

 
لماذا؟! لقد كنت على وشك أن أقول له كم أحببته! كم أصبح يحتل كل جزء من كيانى! فهو الماء الذى يحينى وهو الهواء الذى يشفينى هكذا قالت بصوت مخنوق ودمع هارب من سيطرتها
 
أخذت زميلاتها تواسينها مع لومها على تفريطها فيه فكل منهن يحلمن بمثل هذا الإهتمام وأن يكتب لهن ولو بيت شعر وليس قصائد!
 
قالت: هو يعلم إنى أحبه
زميلاتها: هل صارحتيه بحبك له مثلما صارحك فهناك بعض الرجال يرغبون سماعها صراحة خاصة إذا كانت المسافة عائقا!
صمتت لدقائق ثم قالت: لا أحتاج أن أخبره فهو يعلم كل شئ ألم تقرأن ماكتب؟!
زميلاتها صمتن فى تعجب من أمرها ثم طلبن منها أن تفتح الظرف الصغير الذى أخبرها أن تجعله آخر أمر تفعله لعلها تجد به ما يجيب عن حيرتها