الجمعة، 30 أغسطس 2013

خواطر قصيرة - وجه عجوز!


 كعادة التاجر المفلس أبحث فى دفاترى القديمة علنى أجد ما يستحق أن يكتب فلم أجد سوى كلمات تاهت فى زحام الأحاديث

# خلف كل شئ سبب أو رغبة أو الإثنين معاً حتى تلك الأشياء التى لاندرى لها سبباً!
# دهشة المواقع الإجتماعية تكمن فى إرسال رسائل غير مباشرة للغير فى حين أن مرسلها أولى بإرسالها لنفسه أولاً!
# ليس كل ما يكتب غير حقيقى وليس كل ماهو غير حقيقى واقعى!

# الشيطان عندما يزين لك أمراً يظهر لك عيب هذا الأمر كى تكون وحدك متحملا لوزرك!
# من قال أنا فشلت فقد بدأ طريق النجاح ولكن كيف تسمعها من مجتمع المتفوقين والأوائل!
# أسوء شئ لما تقرر تغمض عينيك ولا تتابع ما يحدث حولك ولا تستطيع سوى أن تتابع وتوهم نفسك أنك غير متابع!
# الأفعال خير من الأقوال مقولة صحيحة لكن البعض ينسى أو يتناسى أن صاحب الفعل وحده من يحدد متى يكون ذلك!

# العطاء قدرة وقوة لهذا أحيانا ما تنفذ أو تحتاج إلى إعادة شحن! 
# أحيانا من الأفضل ألا تساعد أحد حتى يطلب منك ذلك!
# الحياة لاتتوقف على أحد فلا توهم نفسك بأهميتك ولا تعطى أحد أهمية على حساب نفسك!
# البعض يظن أنه فعل الممكن لهذا تجدهم منتظرين الحصول على المستحيل مع أنهم ليسوا سوى رد فعل!
# قليل من الأنانية ذلك أفضل!
# الغرور أحيانا يكون تقدير ذاتى لنفس لم يقدرها أحد!
#  القسوة تزحف فلا تسألنى عن السبب وأنت به عليم لكن الكبر يزيدك طغيا وأنا لذلك لم أعد حليم!
# أى مشكلة سببها طرفين أحدهما استغل والثانى تراخى فى حقه!
# إذا كان الموتى فى كل مكان يوهمون أنفسهم أنهم أحياء فهل أنا إستثناء؟! 
#  كنت أحسبنى عنيداً بما يَكفى لكن ماذا أفعل بالعناد إن لم يُكَفى؟!

# الوجه عجوز والقلب شباب خير من قلب عجوز والوجه شباب!
# كلمات ومشاعر كثيرة متضاربة مختلطة لاأستطيع ترتيبها فتأخذنى فى دوامتها كأنى فى حاجة لمزيد من العقاب ألا أكفينى؟!
# خليط من كل شئ يجمع بين الشئ وعكسه يصعب إيجاده على حالة واحدة طول الوقت وأحيانا تمر الحالات كلها كشريط متتابع بحثا عنى فى اللحظة الآنية لهذا لا تحاول قولبتى داخل إطار معين!

أمة أقرأ لا تقرأ تكتفى بصورة وعنوان وتنسج هى تفاصيل الموضوع بالشكل الذى يناسب ميولها فهذا أسهل!

ما أقوله ليس ما تفهمه ومافهمته قد يكون ما قلته الفيصل الوحيد هو أنا وما سواى هو أنت!

الأحد، 25 أغسطس 2013

ساعات من التأمل 72 - ليلة المتناقضات!







كلمات ومشاعر كثيرة متضاربة مختلطة لاأستطيع ترتيبها فتأخذنى فى دوامتها كأنى فى حاجة لمزيد من العقاب ألا أكفينى؟! 

هكذا كتبت فى الثامنة والنصف مساء يوم 24/08/2013 على صفحتى على موقع فيس بوك بعدها حاولت أن أهرب من التفكير فى تلك الدوامة بالمذاكرة حيث أن يوم 26/08/2013 سيشهد إستكمالى لإمتحانات كلية الحقوق لكن كل ما حدث هو أن  العين كانت تملى اللسان الكلمات ليقرأها دون أن تصل للعقل!

على العاشرة والنصف رغبت فى النزول إلى الشارع لعل قليل من السير فى الهواء يعدل من الأحوال لكن رغبتى فى النوم تجذبنى للبقاء لكنى حسمت الأمر بالنزول لأجد نسمة هواء صيفية مع رطوبة ملحوظة فى نفس الوقت! 

 وجدتنى أقول فلتتحدث مع شخص ما!....... لكن من هو هذا الشخص؟! 
بدأت أقلب فى ذاكرتى لأكتشف أن هناك من يقتصر حديثنا عن الأحوال العامة ولن يشعر بما أود قوله! وهناك من سيكشف لى الحقائق ويبرزها ويلومونى ويأنبنى على أخطائى وهو ما أقوم بهما ولا أحتاج إلى من ينيب عنى فيهما! وهناك من سيستمع لكن لن يكون هناك عمق المعنى! وهناك من تعود أن يشكو لى لا أكون شاكيا له! ثم من ماذا أشكو؟! فالشاكى يجب أن يكون عالم بشكواه!

وبينما أن فى هذه الحالة أجد هاتفى يرن لأجد أحد الأصدقاء جالسا على مقهى يقول أنه لمحنى سائراً فنادنى أكثر من مرة لكنى لم أرد! فهو لا يعلم أن عقلى يدخلنى فى عالم آخر أثناء سيرى! عدت له وجلست معه قليلا ثم ذهبت لأشترى شيئا وأنا لا أريد أن أشترى فاشتريت أكياس شيبسى مع أنى لا أريد أن أكل وعدت إلى المنزل لأضعهم فى غرفتى لا أكثر! 

إذاً ماذا يحدث؟! وماذا أريد أن أقول؟! 
يقولون أحيانا صعوبة الشرح هى التى تجبرنا على الصمت! لكنى جلست أمام الكمبيوترلأكتب هذه الكلمات محاولا كسر الصمت ربما أفهم شيئا لكنى لم أفعل فإذا فهمت أنت شيئا لا تبخل بوصف الداء والدواء!


إلهى هى نفسى وأنت تعرف ما فيها
فارزقنى من الخيرات ما يدوايها

الجمعة، 23 أغسطس 2013

ساعات من التأمل 71 - التذوق



اليوم أمسكت ببعض من سكر التموين - السكر البنى - ووضعتها فى فمى مذيبها ببطئ شديد مغمضا عينى فى حالة إستمتاع بتلك الحبيبات مستعيداً مع هذه اللحظات ذكريات الطفولة بعدها توقفت لأتفكر قليلا فى هذا الموقف فجائنى تساؤل يقول ما الذى نفتقده الآن من الأمس؟!

الإجابة هى كما قرأتم من عنوان الموضوع التذوق هو ما نفتقده!
نفتقد التذوق أثناء الطعام والشراب فتتشابه علينا الأطعمة والمشروبات أو لا نستسيغها على الإطلاق فنأكل كأننا لم نأكل!

 نفتقد التذوق أثناء الإنصات فنصنف هذا بيئة وهذا غير بيئة! 
نفتقد التذوق أثناء الحديث فلا ندقق فيما نقول فيصبح الجميل قبيح والقبيح جميل! فتضيع معالم الجمال والسبب هو استسهال الكلمات وترديد  ماهو شائع دون تفكر فيه كأننا أصبحنا بغبغانات لا تفقه ما تقول فقط كى لا يقال علينا أننا خارج نطاق الزمن!
نفتقد تذوق الزمن فيمر مرور الكرام لا نشعر به وبمن فيه إلا بعد أن تسرب من بين أناملنا ظنا منا أنهم ملك أيدينا!
نفتقد النظر فيما نرى فإما نرى ما حولنا قبيحا أو نراه جميلاً! مع أن وسط القبح قد تجد جمال ووسط الجمال قد نجد قبح!

أسمع من يقول دعك من هذه الفلسفة! 

مع أن فى الفلسفة تحث على التذوق وإن كان هذا التذوق هو التذوق الفكرى لكننا اقتصرنا الفكر فى حدود ضيقة ووضعنا مئات الحواجز حول ما نؤمن به من أفكار أو نشأة وتربية خائفين من خوض غمار التفكير لأن التفكير يقودك إلى الشك والشك لا يجعل عندك دعائم وركائز تقف عليها ويجعل كل شئ فى مهب الريح!
هنا يأتى سؤال هل الحياة ركون أم تجديد؟!

ما الذى جعل حاسة التذوق مضطربة لا تعرف ما تتذوقه حقا؟! هل هو الزمان؟! لكن كيف يكون الزمان وقول الإمام الشافعى يتردد فى أذنى
"نعيب زمننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا 
ونهجو الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان لنا هجانا"؟!

هل هناك من يقف مع نفسه ليتذوق ما يقول وما يفعل؟! هل تتذكر آخر مرة شعرت فيها بمعنى كلمة التذوق؟!
 

الأحد، 18 أغسطس 2013

قراءة فى الأحداث - النموذج المصرى



فى 31 من يوليو 2013 كنت أتناقش مع مديرى الإيطالى حول الأحداث المصرية خاصة أنه متابع جيد لها ولايمل من متابعة ما يحدث على عكسى وكان من ضمن حديثنا التطرق للحديث عن الديمقراطية وهل فعلا موجودة أم أنها تمثيلية أو مسرحية  يشارك فيها الجميع ظنا منهم أنهم يمارسونها وليسوا قائمين بأدوار مرسومة لهم لا أكثر مع وجود مساحة ضئيلة للخروج عن النص؟!


فى الغرب نرى أن هناك ديمقراطية هكذا قرأنا ورأينا تداول للسلطة وتعدد للأحزاب يختلف نظامه من بلد لآخر أمريكا وانجلترا تتبع نظام الحزبين الكبيرين مع وجود أحزاب صغيرة غير ذات تأثير وألمانيا نظام الحزبين والثلث وفرنسا أحزاب صغيرة تتحالف فيما بينها لتشكيل الحكومة لكى اشرح فكرتى بوضوح سأركز على ملمح فى النظام البريطانى والنظام الأمريكى بعيد عن الدخول فى تفاصيل نشأة الأحزاب ووظائفها وأنواعها ونظمها لأن هذا ليس مجاله

فى النظام البريطانى
هناك حزبان حزب العمال وحزب المحافظين وهما الحزبان الأكبر والأكثر تأثيراً حزب العمال خرج من عباءة نقابات العمال ويركز فى مساعيه نحو تحقيق مصالح هذه الفئة لأنها هى من تدعمه من مال وأصوات أما حزب المحافظين فهو يمثل الوجه الآخرفهو يمثل  أصحاب الأعمال
فى النظام الأمريكى
هناك حزبان الحزب الديمقراطى والحزب الجمهورى لكن هناك لاعب رئيسى فى السياسة الأمريكية ألا وهو جماعات الضغط وجماعات الضغط لاتهدف للوصول للسلطة إنما تسعى للتأثير على من هم فى السلطة لتحقيق مصالح هذه الجماعة لهذا إذا نظرنا  للحملات الدعائية ﻹنتخابات الرئاسة بشكل خاص والإنتخابات بشكل عام الممولة يجعل دائما هناك مقابل للدعم فشركات السلاح فى أمريكا مثلا تقف عائق أمام محاولات الحكومة لتقنين حمل السلاح!

ومن هذا المنظور هل يفرض المجتمع رغبته أم أن صاحب المصلحة يستخدم ما يملك لفرض أجندته بغض النظر عن الشعب؟! ما أراه هو أن مايميز الغرب هو وجود مؤسسات راسخة لديها إستقلال أو هناك فصل كامل بين السلطات وهذا ما نفتقده هنا اللهم إلا مؤسسة الجيش فقط!

وافقنى مديرى فيما أقول أن الأمر يصبح مثل مسرحية كل ممثل عليه دور يؤديه أما الديمقراطية التى نقرأ عنها حبيسة الكتب التى نقرأها!

بالنسبة للإنتخاب فى مصر وتأثير انخفاض مستوى التعليم مما يؤثر على الوعى قال لى مديرى أنه قرأ مقال ما يطالب بإقتصار اﻹنتخاب على خريجى الجامعات وهو يرى أنها تجربة حدثت من قبل فى بعض الدول حيث قصرت اﻹنتخاب على بعض فئات المجتمع ثم مع إنتشار الوعى والتعليم تم تقليص هذا الوضع الطبقى.

قلت له إن مثل هذه الدعوات لدينا تهاجم بتهمة الطبقية وأن من حق الشعب كله ممارسة الإنتخاب حتى وإن أثر على البلد ككل كما أن هناك للأسف بعض أصحاب الشهادات العليا لا يفقهون شيئا فى السياسة بعكس بعض المواطنين غير المتعلمين الذين يعون بشكل رائع الأوضاع السياسية لكن ما تقول يطرح سؤال هل بداية الديمقراطية فى الغرب كانت مثالية كما يروج البعض مع الوضع فى اﻹعتبار ذكرنا لدور جماعات الضغط؟!

للأسف نحن نستورد النموذج الغربى بإصداره اﻷخير دون رؤية لمراحل تطوره على مر الزمان مع مقارنة فى أى مرحلة نقع نحن من عملية التطور كى نبدأ منها 
طبيعة مصر منذ قديم الزمان هى إدارة الرجل الواحد one man show لهذا أرى أن كل بلد عليها دراسة تاريخها وفرض نموذجها الخاص مع تدرج فى التغيير
ﻷسف نحن نريد القفز على التاريخ والبدء من حيث انتهى اﻵخرون مع أننا لم نكن نسير معهم فى مراحل تطورهم نفس اﻷمر ينطبق على من يسعى لتطبيق النماذج الخليجية فى مصر يعانى نفس معاناة الداعى للسير على خطى الغرب !

لايمكن استنساخ نموذج وتطبيقه كما هو فى بلد دون فهم لطبيعة وتاريخ هذا البلد
وبالرجوع إلى مصر نرى أن دعوة نبى الله موسى كانت إلى فرعون عكس دعوة اﻷنبياء والرسل الآخرين كانت ﻷقوام لماذا؟! لأن فى مصر إذا انصلح الرأس انصلح الجسد هذه الطبيعة تفرض علينا إعادة النظر فيما نريده هل نريد ديمقراطية ونموذج غربى أم ما نريده هو شعار الثورة عيش حرية عدالة إجتماعية؟!

أعتقد أن لا أحد يختلف أننا نريد عيش حرية عدالة إجتماعية إذاً كيف نجعل الشعار واقع؟! ولماذا اختزلناه فى النموذج الغربى للديمقراطية؟!

سؤال آخر يجب أن نجيبه بصراحة هل لو كان الرئيس مستبد يحقق نهضة فى جميع مجالات الحياة مع تحقيق عيش حرية عدالة إجتماعية سنسعى للنموذج الغربى؟!
لو كان مبارك أغلق ماسورة الفساد وحقق عدالة إجتماعية مع بعض تعديلات دستورية لا تعوق إمكانية ترشحه أكثر من مرة هل كانت ستقوم ثورة عليه؟!
أعتقد وأكاد أجزم أن مبارك لو كان فعل ذلك لخرجت اﻷغلبية  ﻹجلاس نجله على كرسى الحكم !

قد يكون حديثى هذا صادم لكن هذا ما نحتاجه  فنحن بحاجة ﻹعادة تفكير فى النموذج الذى نريده والهدف منه وهل المهم النموذج أم الهدف؟! 

وجهة نظرى الشخصية أننا فى حاجة إلى المستبد المستنير وهو ما يناسب طبيعة تاريخنا على اﻷقل إلى حين تحقيق النهضة أو الطفرة التى نرغب فيها! فهل نظرنا للنموذج الماليزى والسنغافورى ومدة حكم رؤساء الوزراء هناك وما تم تحقيقه فى هذه البلاد؟! أعتقد أننا فى حاجة للنظر شرقا لا غربا لتشابه بعض الظروف مع الوضع فى اﻹعتبار أننا فى حاجة إلى نموذج مصرى هاضم لتجربة الغير وليس مستنسخا !

اتفق معى مديرى فى رؤيتى مع تحفظه على نظرية المستبد أو الديكتاتور العادل المستنير ﻷنه يرى صعوبة الجمع بين اﻹثنين!

هل نستطيع أن نقدم نموذجنا الخاص بنا؟! أعتقد ممكن إذا درسنا تاريخنا وفهمناه وسعينا نحو اﻷهداف دون التوقف كثيرا أمام قضية الوسيلة النموذج فبالتجربة يتعلم اﻹنسان وبالعلم يحقق نهضته ولاتعارض بين اﻹثنين لكننا للأسف نتحرك فى الوضع واقفا !

ما سبق كان مضمون تغريدات كتبت فى 31 يوليو 2013 وهى إعادة تفكير قد تختلف أو تتفق معى لكننى أرى أننا فى حاجة لمراجعة أفكارنا حتى وإن ظن البعض أن فيها نزعة رجعية أو ردة عن الديمقراطية !

أختم بهذا المقطع من كتاب النظم السياسية للدكتورة سعاد الشرقاوى: 
الديمقراطية تتكون من مقطعين مستمدين من اللغة اليونانية Demos بمعنى شعب Cratos بمعنى حكم أو سلطة أى أن الكلمة تعنى حكم الشعب أو سلطة الشعب وبصفة عامة الديمقراطية هى الحكومة التى يساهم فيها أكبر عدد من أفراد الشعب أو كما عرفها لينكولن هى حكم الشعب بالشعب للشعب والديمقراطية تقوم على الحرية والمساواة.


الديمقراطية الليبرالية تغلب فيها الحرية و الديمقراطية الماركسية المساواة لها الأولوية ونظراً لعدم تحقيق المفهومين مطالب الشعوب يجب الإجتهاد لإيجاد طريق خاص بكل مجتمع لتحقيق الديمقراطية!

الاثنين، 5 أغسطس 2013

قصة تراويح - حلقة 9



لقراءة الحلقات السابقة اضغط على الروابط التالية:
 الحلقة الأولى
الحلقة الثانية


هنا رغم عودته القريبة من عالمه الموازى إلا أنه عاد إليه كأنه يخشى فقدان العيش فيه! فيرى نفسه مصلياً وداعياً أثناء صلاته " اللهم اجعلنى من أغنى الناس خلقاً ومالاً وديناً وسلطاناً واجعلهم من أسباب دخولى الفردوس الأعلى"

فيردد عقله ما أجمله من دعاء فالغنى بدون خلق منتشر! والخلق بدون غنى متوافر دون ظهور علنى ! والدين بدون سلطان موجود لكنه غير ذا نفع للناس ! والسلطان بلا دين ما أكثره على وجه الأرض! فيا الله إذا جمعت كل هذه الصفات وكانت هى السبيل الوصول إلى الفردوس الأعلى!

نعم يجب إقران مصيرى بعد الدنيا بالدنيا فكم من مال أفسد صاحبه! وكم من سلطان أهلك صاحبه! والإقتران بالمصير الآخروى هو درع الحماية من الفساد والهلاك!
لكن ألا ترى أن هذه الدعوى ثقيلة وكبيرة؟!
وما المانع فى الطمع فى الله؟!

لا يوجد ما يمنع!  لكنك تشرد كثيراً فى رسم الكون من حولك تريد هدمه كى تعيد بنائه كما تخيلت ....
قاطع هذا الصوت قائلا : ولا أستطيع تغيير بعض عاداتى وسلوكياتى! هكذا تريد أن تقول ولا أنكر ذلك لكن ألاترى عظم الهدف الذى أريد تحقيقه؟! ألا ترى هذه المدينة الفاضلة التى خططتها؟!
فرد عليه صوته: ما أكثر الطرق إلى جهنم المعبدة بالنوايا الحسنة! لماذا ترغب فى سير الطريق الأطول والأصعب؟! ألهذه الدرجة تخشى من نفسك فتهرب منها إلى ذلك الطريق؟!

وهو يحاول إيجاد إجابة لهذه الأسئلة يستفيق على صوت الإمام مرتلاً " رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ "
فيشرد متسائلا لماذا جعلنا حياتنا منفصلة إلى دنيا أو آخرة مع أن الله يرغب لنا فى الجمع بينهما؟! هل هو تكاسل أم جهل؟!
وبينما هو فى هذه الحالة من الشرود تأتيه كلمات يرددها بداخله


إلهى

عشقت الحياة وأنت فانيها
وأشتهى الجنان وأنت بانيها
فارزقنى الرشاد كى أكون من ساكنيها
واهدى لى نفسى فقد عجزت أن أداويها
إلهى
بيدك الخيرات فاجعلنى من ناشريها
وبيدك الكمال وأنا من ضل السبيل إلى نواصيها
فارزقنى إياها وانر لى دروب ضواحيها
إلهى
إنى أذوب فيك عشقا رغم ذنوب كنت آتيها
ورغم ضيق صدرى لجهلى خيرات كنت لا أعيها
أبواب رحمتك لا ترد من كان راغب فيها
إلهى
اجعل محبتك ذائبة فى دماء أنت محييها
وجدد بها إيمان قلوب تاهت فى بحور أنت مجريها

هنا يستفيق على صوت الإمام مُسَلِمَاً ومنهياً الصلاة " السلام عليكم ورحمة الله ... السلام عليكم ورحمة الله "
يخرج من المسجد وكله حيرة من أمر صلاته وما ذهب إليه عقله أثناء الصلاة فيتسائل هل نحن فى رمضان حقا؟! هل سُلسلت الشياطين فعلا أم أصبحنا نحن الشياطين دون أن ندرى ؟!


بعد هذه الأسئلة يسير فى الطريق وعقله لايسمع سوى رباعيات صلاح جاهين مع موسيقى جيتار فى الخلفية من أداء فريق نغم مصرى


خرج ابن آدم من العدم قلت ياه
رجع ابن آدم للعدم قلت ياه
تراب بيحيا وحى بيصير تراب
الأصل هو الموت ولا الحياة؟!

 نظرت فى الملكوت كتير وانشغلت 
وبكل كلمة ليه وعشان ايه سألت 
أسأل سؤال الرد يرجع سؤال
واخرج وحيرتى أشد مما دخلت

مع إن كل الخلق من أصل طين 
وكلهم بينزلوا مغمضين
بعد الدقايق والشهور والسنين
تلاقى ناس أشرار وناس طيبين


تمت



قصة تراويح - حلقة 8


لقراءة الحلقات السابقة اضغط على الروابط التالية:
الحلقة الأولى
الحلقة الثانية




فأين نحن من هذا الرقى فى الإختلاف؟!
للأسف أصبح اختلافنا اختلاف القول عن الفعل فأصبحنا مزدوجى الشخصية نصرح بالمبادئ ونتناسى العمل بها هكذا أخذ العقل فى الشرود ليتوقف أمام مشهد لجنة إمتحان
مدرس فى مدرسة يرغب فى الحصول على شهادة جامعية أخرى غير شهادته يجلس أمام ورقة الأسئلة واضعا تحتها ملخص المادة وعندما لا يلتفت له المراقب يبحث فى الملخص عن إجابة سؤال! ويذهب بعد ذلك ليراقب على طلبة فى سن أولاده وينصحهم قائلا " من غشنا فليس منا "
خلف هذا المدرس تجد أمين شرطة يريد أن يصبح ضابطا يفرض الإلتزام والقانون يشترى هاتف محمول حديث ويصور عليه ملخص المادة ويقلب فى المحمول بحثا عن إجابة أسئلة الإمتحان وأثناء وقوفه فى إشارة المرور يحرر مخالفة لقائد سيارة لكسره قانون المرور!
بجوارهم تجد سياسى يطربك حديثه عن المبادئ مع أنه وقت الإمتحان تكون الغاية مبررة للوسيلة!
خلفهم تجد أم لشباب صغير السن تضع سماعة الهاتف فى أذنها تحت الحجاب وتتحدث بصوت منخفض معطية السؤال لمن تحدثه ليملى عليها الإجابة وبعد الإمتحان تذهب لأولادها تعطيهم درس فى الأخلاق!
ومن بعيد يجلس شاب يرى أن المجتمع فاسد فيتقوقع داخل نفسه ويتخذ الكتاب صديق ويسعى إلى تنمية نفسه بعيداً عن العبث المحيط به لكنه يجهل كيف يحول العلم والخيال إلى واقع يعيشه!
أمامهم مراقب يغمض عينيه عن رؤية حالات الغش التى تحدث أمامه متعذراً لهم برغبتهم فى الحصول على شهادة جامعية تحسن من أوضاعهم على الأقل الإجتماعية - فى بلد يعلق الشهادات على الحائط لا غير - من كان فى حاجة أخيه كان الله فى حاجته هكذا يقول لنفسه فيريحها!
وإذا كان ماسبق هو مشهد سلوك فى التعليم الذى هو أساس الحياة إلا أنه يجعلنا نرى أسباب إنهيار المجتمع فالأساس مخوخ بنى على باطل وما بنى على باطل فهو باطل! فكيف ننتظر تقدم ورقى؟!
يا ويلنا إذا نظرنا إلى أنفسنا ومن حولنا نظرة متجردة من عباءات إجتماعية طمست أعيننا عن رؤية عيوبنا!
هنا يأتيه - اضغط لتسمع - صوت شريف الشاذلى بكلمات نزار قبانى:

كفانا نفاق..!
فما نفعه كل هذا العناق؟
ونحن انتهينا
وكل الحكايا التى قد حكينا
نفاق..
نفاق..
كفانا..
نحملق فى بعضنا فى غباء
ونحكى عن الصدق والأصدقاء
ونزعم أن السماء ..
تجنت علينا..
فيستفيق إلى صلاته مع صوت الإمام مرتلاً " أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ"
الله أكبر (ركوع)
 
فتأتيه كلمات يرددها عقله وهو شارداً


نشطح فى الدنيا ولا ندرى أين نحن فيها
مع أن تاركها لداره بانيها
ننصح الناس بالبر ولأنفسنا مُنكرِيها
إلهى هى نفسى وأنت تعرف ما فيها
فارزقنى من الخيرات ما يدوايها

يتبع


الأحد، 4 أغسطس 2013

قصة تراويح - حلقة 7

لقراءة الحلقات السابقة اضغط على الروابط التالية:
الحلقة الأولى
الحلقة الثانية
 

لقد أخرجتنا من أصل الموضوع ودخلنا فى تفرعات أخرى فلنعود إلى حديثى مع صديقى
* أرى صديقك هذا لايجب أن تستمر معه!
# لماذا؟
* لا يعجبنى أسلوب حياته وعدم إلتزامه
# من أنت حتى تحكم على غيرك؟! إننا ننصب أنفسنا حكاما ثم عندما يكون غيرنا حاكمنا علينا نستنكر ذلك! يا سيدى دع الأمر لصاحب الأمر فلاتدرى من منا سيكون مصيره الجنة ومن سيكون مصيره النار!
* نعم لكن الملتزمون أكثر قرباً إلى الله !
# هل شققت عن صدورهم؟!
* لا لكن لنا الظاهر!
# إذاً الأمر خاضع لحكمك ورؤيتك ومادمت لاتشاركه معصيته ولا يحثك عليها لماذا تترك من تعلم أن بداخله خير فربما تكون سببا لهدايته!
* وأين هذا الخير؟!
# خلال نقاشاتنا أرى أنه أكثر منى علما فى كثير من الأمور الدينية والدنيوية
* الشيطان يعظ !
# ومن منا ليس بداخله شيطانا فنحن نحمل الخير والشر معا والعبرة بالخواتيم
* لكنه يكره التيار الإسلامى!
# قلت لك لقد تفرقنا شيعا فأصبح كل حزب بما لديه فرح ثم ماذا عن المسلمين الذين لا ينتمون لهذا التيار؟!
* إنهم مغيبون ويسيرون خلف ضلالات الإعلام الفاسد
# اتفق معك إن الإعلام كله بلا إستثناء فاسد وذلك التيار الذى تتحدث عنه فظ غليظ القلب مع أن الإسلام دين رحمة
* قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}
# وهل هم كفارأم منافقين ؟!
* منافقين أو مغيبين
# استعجب من أمر هذا الذى يتحدث فى الدين بمثل هذا التنفير قال الإمام محمد الغزالى " نصف أوزار الملحدين في هذا العالم يحملها متدينون كرهوا خلق الله في دين الله" كما قال أيضا "إن كل تدين يجافي العلم ويخاصم الفكر ويرفض عقد صُلح شريف مع الحياة .. هو تدين فقد كل صلاحيته للبقاء" وقبل كل هذا قال تعالى {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ القلب لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} سورة آل عمران وقال تعالى (  وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ. وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ. وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) سورة الشعراء ألم يأمر الله سبحانه وتعالى بإجراء الأحكام على الظواهر فلذلك أجرى النبي صلى الله عليه وسلم المنافقين على ظواهرهم ووكل سرائرهم إلى الله سبحانه وتعالى لأنه العالم بأحوالهم وهو يجازيهم في الآخرة بما يستحقون؟!
* هم يقولون عن هذا التيار مغيب فلماذا لا تنصحهم هم؟!
# هل هم يتحدثون بإسم الدين ويصفون أنفسهم بالإسلاميين أم يتحدثون بالعقل والمنطق؟! لهذا قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله " كونوا دعاة إلى الله وأنتم صامتون فقيل كيف ذلك قال بأخلاقكم" وهذا التيار لا يكف الحديث ومن كثر كلامه كثر سقطه


هنا يستفيق من شروده على قول الإمام

(قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ )
فيتذكر تفسير سيد قطب لهذه الآية بكتابه فى ظلال القرآن "هذه غاية النصفة والاعتدال والأدب في الجدال. أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم للمشركين: إن أحدنا لا بد أن يكون على هدى، والآخر لا بد أن يكون على ضلال. ثم يدع تحديد المهتدي منهما والضال. ليثير التدبر والتفكر في هدوء لا تغشى عليه العزة بالإثم، والرغبة في الجدال والمحال! فإنما هو هادٍ ومعلم، يبتغي هداهم وإرشادهم لا إذلالهم وإفحامهم، لمجرد الإذلال والإفحام!
  الجدل على هذا النحو المهذب الموحي أقرب إلى لمس قلوب المستكبرين المعاندين المتطاولين بالجاه والمقام، المستكبرين على الإذعان والاستسلام، وأجدر بأن يثير التدبر الهادئ والاقتناع العميق. وهو نموذج من أدب الجدل ينبغي تدبره من الدعاة .. ومنه كذلك الإيقاع الثالث، الذي يقف كل قلب أمام عمله وتبعته، في أدب كذلك وقصد وإنصاف "

فأين نحن من هذا الرقى فى الإختلاف؟!



 

قصة تراويح - حلقة 6

لقراءة الحلقات السابقة اضغط على الروابط التالية:
الحلقة الأولى
الحلقة الثانية


* كيف استطاعوا إذاً كشف الكذب فى سنة النبى صل الله عليه وسلم؟

# قد كان للعلماء الذين استمروا فى تنفيذ المهمة عقب وفاة الخليفة عمر بن عبد العزيز منهجا وأسلوبا فى تدوين السنة يعتمد على وحدة الموضوع الذى يربط عملية جمع الأحاديث ، وليس وحدة الراوى حتى أنه كان يمكننا أن نرى فى كتب السنة مجموعة من الفتاوى من أقوال الصحابة والتابعين وأقضيتهم من خلال الأحاديث .

أولا: أشهر كتب السنة التى ظهرت فى تلك المرحلة الأولى للتدوين اعتمادا على وحدة الموضوع :
موطأ الإمام مالك :
يعد أول تدوين حقيقى متكامل ظهر للسنة على يد الامام مالك بن أنس الذى ظهر فى كتابه « الموطأ » الذى صنفـه وقد توخى فيه القوى من أحاديث أهل الحجاز الذين عايشوا النبى وأخذوا عنه وعن صحابته - ومزج موطأه بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين وقد رتبه وفقا لترتيب أبواب الفقه فكأنه جمع فيه بين المصدر وما استنبط منه فمثلا أحاديث باب الطهارة ثم أحاديث العبادات من صلاة - صيام - زكاة - حج. وهكذا باب النكاح والفرائض ثم المعاملات وحتى نهاية أبواب الفقه لذا اعتبر الموطأ كتاب حديث وفقه بل ذهب البعض إلى أنه أول مؤلف تحدث فى التفسير وغيره من العلوم، وقد تواترت شهرة هذا الكتاب الذى جمع آلاف الأحاديث فقد وصفه الامام الشافعى « بأنه ماظهر على الأرض كتاب بعد كتاب الله أصح من كتاب مالك » ومما يشهد له اعتماد البخارى ومسلم شيخا صحاح الأحاديث عليه وعلى أحاديثه .

ثانيا: أسلوب المسانيد (وحدة الراوى ):
وأسـاس هـذه الطريقـة هـو ترتيـب جمـع الأحاديـث وفقـا للرواة والسند أى تسلسل الرواية بدء من الراوى الأول الذى تلقى الحديث عن الرسول ثم نقله عنه حتى كتب. فمثلا مسند أبى هريرة وفيه يجمع صاحب الكتاب كل الأحاديث التى رواها أبو هريرة بغض النظر عن الموضوعات وتنوعها التى يشملها هذا التجميع للراوى فأساس هذه الطريقة وحدة الراوى وليس وحدة الموضوع كالطريقة السابقة. فيضم الكتاب مجموعة من المسانيد كمسند أبى بكر وأبى هريرة وغيرهم ، ومن أشهر هذه المسانيد « مسند الإمام أحمد بن حنبل » .
ومما يميز هذه المسانيد أنها خلصت للأحاديث دون تعرض للفتاوى أو أقوال الصحابة .


ثالثا:ظهور كتب الصحاح :
وقد ظهر أيضا خلال هذا القرن الكثير من كتب السنة التى نهجت نهج موطأ الامام مالك فى الترتيب من حيث وحدة الموضوع ومنها كتب الصحاح.. كصحيح الامام البخارى ، وصحيح مسلم ، وسنن أبى داود وسنن الترمذى ، وسنن النسائى وركزت هذه الصحاح فى المقام الأول على أصح الأحاديث التى وردت فى الموضوع الواحد.
ثم لما كثرت كتب تدوين السنة كان التركيز خلال القرن الثالث الهجرى التمييز بين الصحيح وغير الصحيح من الأحاديث بالتروى فى الرواية والتثبت منها.


ظهور العلوم التى تبين ضوابط الصحة فى الأحاديث من عدمها:
فكان أن ظهرت علوم عديدة تحدد شروط قبول الحديث ، وشروط الرواية والعدالة ، وحال رواة الحديث من حيث العدالة والضبط وبينوا درجات ومراتب الأحاديث من حيث قوة السند أو ضعفه ومن هذه العلوم علم الجرح والتعديل ، وعلم مصطلح الحديث ، علم غريب الحديث، كذلك كتب الضعفاء أى ضعفاء الرواة حتى لا يأخذ الناس عنهم ويحذروهم فى الرواية - بل رتب العلماء ممن تخصصوا فى هذا المجال الرواة من حيث القوة والضعف إلى مراتب تتدرج من حيث القوة والضعف حتى لا يترك الباحث الحديث القوى إلى الحديث الأضعف فى سنده وروايته.
وقد خلصت الكتب التى دونت السنة حتى وصلت إلى أرقى درجات النقاء والصحة حيث جمعت الأحاديث ذات الموضوع الواحد ، والمشتركة فى درجة القوة من حيث الرواية والسند فى الباب الواحد حتى وصلت إلى كتب الصحاح التى جمعت بين الوحدة والقوة .

لقد أخرجتنا من أصل الموضوع ودخلنا فى تفرعات أخرى فلنعود إلى حديثى مع صديقى
 
يتبع
 

* مصدر إجابة أسئلة السنة كتاب مدخل الفقه الإسلامى (تاريخ التشريع وأهم النظريات الفقهية) للدكتور محمد نجيب عوضين - كلية الحقوق - جامعة القاهرة


قصة تراويح - حلقة 5

لقراءة الحلقات السابقة اضغط على الروابط التالية:
الحلقة الأولى
الحلقة الثانية

فالبعض أصبح تحركه النوايا دون إعمال عقله فتغلبه العاطفة الدينيه والبعض الآخر أعمل عقله دون عاطفة دينيه فتشيعنا فرقاً !

فغاص العقل أكثر عمقا فى حديث داخلى أثناء تناول الطعام فى المطعم
*ألا ترى أن صديقك لا يصلى إلا قليلا ويشرب الخمر؟!
#ربنا يهديه فهو دون هذين الأمرين شخص جيد ومحترم
*كيف إذن تفسر رأيه فى سماع صوت القرآن ؟! ألا تظن أنه ليبرالى يسعى لوقف النزعة الإسلامية؟!
#ما هذا الذى تقوله؟! أنا أرى أنه يغار على الدين!
*كيف يغار على الدين ولا يصلى إلا قليلا ويشرب الخمر؟!
#ألم يكن هناك من المسلمين الأوائل الذين ارتكبوا جريمة شرب الخمر؟!
*نعم لكن كان ذلك قبل نزول التحريم!
#هناك حديث فى صحيح البخارى يقول حدثنا يحيى بن بكير حدثنى الليث قال حدثنى خالد بن يزيد عن سعيد بن أبى هلال عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب :
(أن رجلاً على عهد النبى صل الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله وكان يلقب حماراً وكان يُضحك رسول الله وكان النبى قد جلده فى الشراب فأتى به يوما فأمر به فجلد
فقال رجل من القوم"اللهم ألعنه ما أكثر ما يؤتى به"
فقال النبى صل الله عليه وسلم لاتلعنوه فوالله ما علمت أنه يحب الله ورسوله)
إذاً هو مسلم موحد يعتريه ما يعتري البشر من حالات ضعف وقوة ولا يجب أن نكون عونا للشيطان عليه !فهذا التوجيه النبوي الكريم بالتعامل مع العصاة أو المذنبين باللين والكلمة الطيبة والدعاء لهم  بالهداية والصلاح مع عدم إغفال أن ذلك ما نحبه لأنفسنا لو كنا مكان ذلك العاصي !!
*هناك سؤال متى كتبت السنة النبوية؟

# كانت بداية ذلك فى القرن الأول الهجرى وبداية الثانى عندما طلب عمر بن عبد العزيز من واليه بالمدينة « محمد بن عمرو بن حزم » أن يكتب حديث رسول الله وسنته خوفا من ذهاب العلماء ودروسهم (اندثار العلم) ، وقد بدأ والى المدينة فعل
ا فى تدوين جانب من الأحاديث قبل أن توافى عمر بن عبد العزيز المنية . والتى كانت محاولته بداية دفعة وإقبال شديدين من العلماء بعد أن أشتدت حاجة الناس إلى هذا التدوين .. بعد شيوع الرواية وتفشى الكذب . وبعد اتساع دائرة الاجتهاد وظهور المدارس الفقهيه والسنة مادة الفقه ومصدره.
* لماذا إذن تأخر أمر الكتابة ولماذا لم تكتب فى عهد الرسول صل الله عليه وسلم؟
# لأن الرسول صل الله عليه وسلم أعطى أولوية وأفضلية لحفظ القرآن وخاف أن ينشغل الصحابة بكتابة السنة فيختلط الأمر على البعض مما قد يسبب فتنة
* كيف إذن استطاع كُتاب السنة التأكد من صحة الأحاديث؟
# تنقسم السنة بحسب روايتها الى سنة متواترة ، وسنة آحاد وزاد الأحناف على هذا التقسيم من حيث الرواية السنة المشهورة :
‌أ. السنة المتواترة :
هى التى نقلت عن الرسول صل الله عليه وسلم نقلا متواترا اى نقلها جمع من الصحابة ثم نقلها عنهم جمع مثله وهكذا حتى وصلت الينا وهم جميعا ممن يستحيل اتفاقهم على الكذب .
أو بمعنى آخر هى السنة التى نقلت بالتواتر فى العصور الثلاثة - عصر النبى ثم عصر الصحابة ثم عصر التابعين من جمع وهو أكثر من ثلاثة فى جميع العصور دون تغير العدد أو المضمون .
ومعظم السنة الفعلية أو العملية التى هى أفعال النبى صل الله عليه وسلم وأعماله تدخل فى إطار السنة المتواترة ومن أمثلتها قوله صل الله عليه وسلم « صلوا كما رأيتمونى أصلى » حيث نقل تصرفه كل حركات وسكنات الصلاة وبيانه لمقادير الزكاة ، ومناسك الحج كذلك من الأحاديث اللفظية المتواتره كقوله صل الله عليه وسلم « من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ».
‌ب. السنة المشهورة :
هى التى نقلت عن الرسول صل الله عليه وسلم على يد عدد أقل من الجمع المتواتر ثم رويت بعد ذلك من عدد كبير متواتر فى المراحل التالية حتى وصل الينا فقد روى غير متواتر فى مرحلة ثم تحول الى متواتر ومن أمثلته : قوله صل الله عليه وسلم « إنما الأعمال بالنيات وانما لكل امرىء ما نوى » فقد تحقق التواتر فى الحديث المشهور فى عصرين من الثلاثة .
‌ج. سنة الآحاد :
وتسمى بخبر الآحاد - وهى التى رويت من عدد لم يبلغ حد التواتر بل رويت عن واحد أو أثنان وهكذا حتى وصلت الينا أو تحقق التواتر فيها فى مرحلة واحدة ومعظم السنن القولية أى اللفظية من هذا النوع .. وقد فصل أئمة المذاهب الفقهية موقفهم من هذا النوع من الأحاديث لكثرة الاعتماد عليه كدليل تستقى منه الأحكام الشرعية فمنهم من عمل به مطلقا وقدمه على غيره من المصادر بعد الكتاب والمتواتر دون شروط. ومنهم من قدمه لكن اشترط للعمل به شروطا محددة - حتى يتم تقديمه عليه ومنهم من قدم عليه غيره كأجماع أهل المدينة .. بما يترتب عليه تعدد الرأى لاختلاف قوة الدليل .


وهناك تقسيمات أخرى للأحاديث من حيث اتصال السند وهى تقسيم الحديث الى مرسل وغيره نخلص من هذا التقسيم اذا أردنا أن نحدد درجة ثبوت السنة أى وصولها الينا من حيث نصها :-
1- ان الأحاديث المتواترة قطعية الثبوت عند اتحاد لفظها فى جميع الروايات وان كانت هذه النوعية من القلة العددية بحال - وهذا من باب رحمة الله بالمسلمين حتى ينشغل الناس بتقديس ألفاظ الكتاب الكريم - ثم فهم معانى السنة دون التعبد بألفاظها من ناحية كما أن اختلاف الألفاظ والروايات يؤدى الى تعدد الآراء والمعانى ، مما ييسر ويوسع دائرة الأحكام لحل قضايا المسلمين .
2- ما عدا الأحاديث المتواترة فى لفظها تكون السنة ظنية الثبوت أى غير مقطوع ، باتحاد ألفاظها لاختلاف الروايات - على العكس من القرآن الكريم الذى فى جميع نصوصه قطعى الثبوت دون خلاف .

* كيف استطاعوا إذاً كشف الكذب فى سنة النبى صل الله عليه وسلم؟
يتبع


* مصدر إجابة أسئلة السنة كتاب مدخل الفقه الإسلامى (تاريخ التشريع وأهم النظريات الفقهية) للدكتور محمد نجيب عوضين - كلية الحقوق - جامعة القاهرة

قصة تراويح - حلقة 4

 

لقراءة الحلقات السابقة اضغط على الروابط التالية:
الحلقة الأولى
الحلقة الثانية
 
 
يستفيق من رجفته على صوت الإمام وهو يتلو قوله تعالى " وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ " فيأتيه صوت داخلى متسائلا هل أفعالنا و نحن نقوم بها نتقرب بها إلى الله أم أننا نرتقى بأنفسنا لنجعلها هى المنتفخة بالمديح ونظرات الإعجاب؟!
 
الكل يريد التقرب إلى الله فالعالم يرى أنه يتقرب بعلمه والعامل بعمله والطالب بمذاكرته .....إلخ هكذا كان الحال قبل أن تغوينا الدنيا فأصبحنا نسعى لإظهار تفوق زائف بين أقراننا ورغم أن التنافس هو الذى جعل الإنسان يسعى لتعمير الأرض لكن هل استشعرنا الله أثناء سعينا؟!
 
هكذا أجاب على السؤال ليجد شريط يمر أمام عقله ويقف عند مشهد فى أحد المطاعم المتوسطة المستوى معلق على جدرانه صور الشيخ محمد متولى الشعراوى الجميع يجلس فيه على الأرض أمام طبلية من البلاستيك يتناولون وجباتهم ويتبادلون الأحاديث وفى الخلفية تسمع صوت القرآن مع طغيان ضجيج الأحاديث على هذا الصوت!
فيقول له صديقه: هذا المطعم جيد وأحب القدوم إليه إلا أن صوت القرآن الذى لا يستمع إليه أحد يضايقنى فمن باب أولى أن يتوقف المطعم عن هذا الأمر!
هو: معك حق فى أنه أمر سيئ لكن الناس تشغل القرآن تبركاً
الصديق: يا سيدنا " وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ "
هو: إذا العيب فى الناس وليس المطعم وهم من عليهم الصمت
الصديق: الناس فى حاجة إلى التعلم وإلى أن يحدث هذا فأنا أرى أن المخطئ هو المطعم خاصة لأنه يجعلنا مذنبين دون قصد منا فقد جرت عاداتنا على تبادل الأحاديث أثناء الطعام
شرد هو متفكراً فى هذا الحوار ليجد أننا أصبحنا نتعامل مع الأمور بسطحية فرغبنا فى بركة القرآن دون أن نتدبره أو خشوع لسماعه ففرغنا الموضوع من مضمونه وهكذا هى أعمالنا فرغناها من مضمونها نفعلها دون أن نضع الله نصب أعيننا ويكون هو غايتنا !
 
 فالبعض أصبح تحركه النوايا دون إعمال عقله فتغلبه العاطفة الدينيه والبعض الآخر أعمل عقله دون عاطفة دينيه فتشيعنا فرقاً !
 
يتبع
 
 


قصة تراويح - حلقة 3

لقراءة الحلقات السابقة اضغط على الروابط التالية:
الحلقة الأولى
الحلقة الثانية


يكمل صلاته جسداً ونصف عقل لا يدرى سر ذلك فيذهب عقله فى جولات بحثا عن السر فينتبه تارة ويركز مع الإمام وينفصل تارة أخرى !
ها هو يعيد تركيزه مع الإمام وهو يتلو قوله تعالى " فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ " فيذهب العقل لإسترجاع شريط طويل فيرى نفسه فى العمل وقد رفع آذان الظهر وهو جالس ينهى بعد أعماله قائلا بعد تسجيل الخمس فواتير التى أمامى سأقوم لأتوضأ فيدخل عليه عميل يرغب فى شراء عدد من الكتب فيترك تسجيل الفواتير ويذهب لإحضار الكتب له ! ثم يعود لينهى تسجيل الفواتير الخمس فتأتيه مكالمة على تليفون العمل فيترك عملية التسجيل ليجيب الطالب وبينما هو على هذا الحال يجد صوت يأتيه من الداخل
ألم يكن من الأفضل أن تقيم الصلاة بعد سماعك للآذان؟!
نعم لكنى أردت أن أنهى ماكنت قد بدأته
هل أنهيته؟!
لا ألم ترى حضورعميل ثم ذلك الاتصال التليفونى؟!
هل توقفت وتدبرت ما تقول؟!
عن ماذا تتحدث؟!
أجلت فرض الله كى تنهى ما بدأته من عمل وتترك هذا العمل من أجل التعامل مع بشر ألا تعقل؟!
ياويلى!!
ألا ترى أن الله يقيم عليك الحجة ؟!
مع هذا السؤال يذهب العقل عميقا ليتذكر بالأمس كيف كان مرهقا من العمل حين عاد إلى المنزل ويرفع آذان العشاء فيصلى بالمنزل متعللا بإرهاقه وبعدها بساعة يأتيه إتصال صديق يرغب فى رؤيته لإستشارته فى أمر ما فقال له إنه متعب فيلح عليه صديقه بالنزول فينزل من منزله على مضض ليقابل صديقه!
ياويلى هذه حجة أخرى على!
فيأتيه صوت آخر مبرراً له لقد كنت مرهقاً لو كانت صلاة العشاء تأجلت هذه الساعة لكنت ذهبت لأصلى!
فيرد على هذا الصوت وهل هذا السبب سيشفع لى وأنا واقف يوم الحساب أمام الله؟!
فتنتابه رجفة فتأتيه كلمات يتمتمها بداخله


قل الزاد فضعف العقل أمام الرغبات

فأصبح عبداً تحركه الشهوات
فما فرق كثيرا عن الحيوانات
كثر النوم فأصبحت أحيا كالأموات
لولا أن العمل من العبادات
وأن تعمير الأرض من الواجبات
ما فرطت يوما فى الإنشغال بالفانيات
أأعشق النظر للجميلات؟!
وأنسى ذكر بديع الخلق والسموات؟!
أين أنا من إقامة الصلوات؟!
شغلتنى الدنيا بكل الفانيات
لولا أن القتل من المحرمات
لقتلت نفسى  طمعا فى الجنات
لا أجد اليوم لا عذراً ولا مبررات
سوى إنك يارب تعلم ما تكن النفس من النيات
يانفسى توبى إلى رب كل المخلوقات
وانظرى ماذا قدمت من سيئات
أتريدين أن أقف موقف العصاة والطاغاة؟!
أتريدين أن يلقى هذا الجسد الضعيف كمقذوفات المحروقات؟!
جسداً لايستطيع تحمل نار الدنيا فمابالك بنار الجهنمات؟!
أم تريدين أن يتقلب بين جنبات النعيم والجنات؟!
أذكرى الله وأكثرى من الإستغفار والتسبيحات
لعل الله يمحى ما قدمتى أو أخرتى من مصيبات
الجوارح تهفو إلى لقاء الحبيب عليه أفضل الصلوات
والسكن قربه هو جل الغايات
فيه كل الرضا والتنعم بالسكينات
فتهدأ النفس وتسمو عن كل الملذات
وأقضى يومى بين الصلوات والعبادات
لا يشغلنى بالدنيا إلا الطاعات
فاللهم أرزقنى حج بيتك وزيارة المقدسات
إلهى لقد شطحت نفسى فى بحور الظلمات
فإليك أدعو أن تهديها إلى الطيبات
وترزقها من الأعمال الصالحات
واتضرع لك أن تجعلنى من مستجابى الدعوات
ونقنى من الذنوب كما تنقى الثياب البيض من المدنسات
إلهى من لى سواك أرجوه وأدعوه  يا صاحب المعجزات والكرامات


 

الخميس، 1 أغسطس 2013

فصة تراويح - حلقة 2

لقراءة الحلقة السابقة اضغط على الرابط التالى:
الحلقة الأولى

الساعة 6:43 يقام آذان المغرب يجلس أمام مائدة الإفطار مبتدئا بطبق البلح المنقوع فى الماء والسكر دون أى إضافات فهو يحبه هكذا وما إن يهبط هذا الخليط إلى معدته حتى تسرى الحياة فى أوردته رويداً رويداً عيناه تركزان فى الفراغ لدقائق معدودة ينفصل عما حوله يتذكر أخيه الذى يفطر فى عمله البعيد عنهم مئات الكيلومترات ورغم أن كل رمضان منذ أعوام هذا ما يحدث إلا أنه ينتابه شعور خليط بين الإفتقاد والشعور بذنب لم يقترفه!

يعود على صوته أفراد عائلته الذين يدعونه لإكمال إفطاره فينتهى منه سريعا نظراً لكثرة شربه الماء ويصلى المغرب ليجلس بعدها يشاهد المسلسل الكوميدى الكبير أوى الذى يبدأ بعد رفع الآذان فى عاصمة البلاد وما إن ينتهى المسلسل حتى يرفع آذان العشاء فيذهب ليصلى العشاء والتروايح من بعدها
يسير بخطى متثاقلة من إرهاق الصيام وإمتلاء المعدة فى الإفطار يدخل المسجد وقت رفع آذان إقامة الصلاة

استووا واعتدلوا ساوو بين الصفوف حاذوا بين المناكب والأقدام وسدوا الخلل
الله أكبر
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (2) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ"
هنا تأتى سحابة تشطر رأسه بالعرض نصفين نصف  يتحكم فى جسده ونصف يقلب فى شرائط العين يحاول العقل فى إغلاق الفجوة التى فتحت بين النصفين فيركز الشريط مع صوت الإمام وهو يتلو "اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7)" 

يكمل صلاته جسداً ونصف عقل لا يدرى سر ذلك فيذهب عقله فى جولات بحثا عن السر

يتبع إن شاء الله

قصة تراويح - حلقة 1


استيقظ من نومه ليتناول سحور أول يوم رمضان صل الفجر عاد إلى نومه ليستيقظ فى الثامنة ليلحق بعمله فى الثامنة والنصف

ذهب إلى عمله كعادته حتى وإن كان متأخراً سيراً على الأقدام نسمة هواء خفيفة لها رائحة مميزة يستنشقها كل أول رمضان من كل عام تأتى هذه النسمة بعد 3 أيام من الحر الشديد والرطوبة معلنة بداية كرامات الشهر الفضيل.

وفى كلاكيت ثانى مرة يصادف أول يوم رحلته إلى مدينة أخرى على بعد 100كم يذهب إليها فى زيارة مرتين كل شهر إلا أن رمضان هذا العام جائه بثلاث رحلات فى أوله وأوسطه وآخره يتذكر الموقف الأول عندما حدثت مشادة بينه وبين مديره الأجنبى منذ عامين لرغبته فى تقديم موعد الرحلة يوم واحد إلا أن المدير أصر فى تعنت غريب رغم إقامة هذا المدير بمصر لما يقرب من 20 عام ! فى النهاية نفذ رغبة المدير ولكنه لم ينسى له هذا الموقف وذكره به فى وقت لاحق وناقشه فيه فمن عادته أنه قد يسامح لكنه لا ينسى! 

هذا العام لم تحدث مشادة مع مديره فالمدير هذه المرة كان أكثر تفهما ومراعاة لظروف صيام أول يوم وأيضا هو كان لديه ظروف حالت دون تواجده بالعمل قبل الرحلة بأيام مما جعله يوافق دون غضاضة على القيام بالرحلة خاصة مع لمسه من مراعاة بالإضاغة إلى أن المدير قرر أن يذهب معه لظروف خاصة بالعمل وعلى غير العادة أنجزا فى الزيارات على غير المتوقع لدرجة جعلت المدير مندهشا فجاوبه بأنها بركة شهر رمضان لم يصدقه فى أمر هذه البركة إلا بعد أن انتهيا من كل الزيارات ماعدا ثلاث زيارات من أصل عشرين قبل حلول الساعة الثانية ظهراً حينها قال المدير حقا إنها بركة شهر رمضان.

عاد إلى مدينته فى الرابعة عصراً ورغم أن العمل ينتهى فى الخامسة إلا أن المدير أخبره بإمكانية مغادرته للعمل لكنه أراد أن ينهى عمل اليوم فجلس نصف ساعة بعدها شعر بدوار خفيف فقرر الذهاب إلى منزله وبعد وصوله المنزل وقف تحت مياه الدش الساخنة بفعل تأثير الشمس على خزان المياه فشعر بإستفاقة من الحالة التى كان فيها وترطيب لجلد جسده فيتذكر قوله تعالى (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) 


يتبع إن شاء الله