الأحد، 4 أغسطس 2013

قصة تراويح - حلقة 4

 

لقراءة الحلقات السابقة اضغط على الروابط التالية:
الحلقة الأولى
الحلقة الثانية
 
 
يستفيق من رجفته على صوت الإمام وهو يتلو قوله تعالى " وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ " فيأتيه صوت داخلى متسائلا هل أفعالنا و نحن نقوم بها نتقرب بها إلى الله أم أننا نرتقى بأنفسنا لنجعلها هى المنتفخة بالمديح ونظرات الإعجاب؟!
 
الكل يريد التقرب إلى الله فالعالم يرى أنه يتقرب بعلمه والعامل بعمله والطالب بمذاكرته .....إلخ هكذا كان الحال قبل أن تغوينا الدنيا فأصبحنا نسعى لإظهار تفوق زائف بين أقراننا ورغم أن التنافس هو الذى جعل الإنسان يسعى لتعمير الأرض لكن هل استشعرنا الله أثناء سعينا؟!
 
هكذا أجاب على السؤال ليجد شريط يمر أمام عقله ويقف عند مشهد فى أحد المطاعم المتوسطة المستوى معلق على جدرانه صور الشيخ محمد متولى الشعراوى الجميع يجلس فيه على الأرض أمام طبلية من البلاستيك يتناولون وجباتهم ويتبادلون الأحاديث وفى الخلفية تسمع صوت القرآن مع طغيان ضجيج الأحاديث على هذا الصوت!
فيقول له صديقه: هذا المطعم جيد وأحب القدوم إليه إلا أن صوت القرآن الذى لا يستمع إليه أحد يضايقنى فمن باب أولى أن يتوقف المطعم عن هذا الأمر!
هو: معك حق فى أنه أمر سيئ لكن الناس تشغل القرآن تبركاً
الصديق: يا سيدنا " وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ "
هو: إذا العيب فى الناس وليس المطعم وهم من عليهم الصمت
الصديق: الناس فى حاجة إلى التعلم وإلى أن يحدث هذا فأنا أرى أن المخطئ هو المطعم خاصة لأنه يجعلنا مذنبين دون قصد منا فقد جرت عاداتنا على تبادل الأحاديث أثناء الطعام
شرد هو متفكراً فى هذا الحوار ليجد أننا أصبحنا نتعامل مع الأمور بسطحية فرغبنا فى بركة القرآن دون أن نتدبره أو خشوع لسماعه ففرغنا الموضوع من مضمونه وهكذا هى أعمالنا فرغناها من مضمونها نفعلها دون أن نضع الله نصب أعيننا ويكون هو غايتنا !
 
 فالبعض أصبح تحركه النوايا دون إعمال عقله فتغلبه العاطفة الدينيه والبعض الآخر أعمل عقله دون عاطفة دينيه فتشيعنا فرقاً !
 
يتبع