الاثنين، 5 أغسطس 2013

قصة تراويح - حلقة 8


لقراءة الحلقات السابقة اضغط على الروابط التالية:
الحلقة الأولى
الحلقة الثانية




فأين نحن من هذا الرقى فى الإختلاف؟!
للأسف أصبح اختلافنا اختلاف القول عن الفعل فأصبحنا مزدوجى الشخصية نصرح بالمبادئ ونتناسى العمل بها هكذا أخذ العقل فى الشرود ليتوقف أمام مشهد لجنة إمتحان
مدرس فى مدرسة يرغب فى الحصول على شهادة جامعية أخرى غير شهادته يجلس أمام ورقة الأسئلة واضعا تحتها ملخص المادة وعندما لا يلتفت له المراقب يبحث فى الملخص عن إجابة سؤال! ويذهب بعد ذلك ليراقب على طلبة فى سن أولاده وينصحهم قائلا " من غشنا فليس منا "
خلف هذا المدرس تجد أمين شرطة يريد أن يصبح ضابطا يفرض الإلتزام والقانون يشترى هاتف محمول حديث ويصور عليه ملخص المادة ويقلب فى المحمول بحثا عن إجابة أسئلة الإمتحان وأثناء وقوفه فى إشارة المرور يحرر مخالفة لقائد سيارة لكسره قانون المرور!
بجوارهم تجد سياسى يطربك حديثه عن المبادئ مع أنه وقت الإمتحان تكون الغاية مبررة للوسيلة!
خلفهم تجد أم لشباب صغير السن تضع سماعة الهاتف فى أذنها تحت الحجاب وتتحدث بصوت منخفض معطية السؤال لمن تحدثه ليملى عليها الإجابة وبعد الإمتحان تذهب لأولادها تعطيهم درس فى الأخلاق!
ومن بعيد يجلس شاب يرى أن المجتمع فاسد فيتقوقع داخل نفسه ويتخذ الكتاب صديق ويسعى إلى تنمية نفسه بعيداً عن العبث المحيط به لكنه يجهل كيف يحول العلم والخيال إلى واقع يعيشه!
أمامهم مراقب يغمض عينيه عن رؤية حالات الغش التى تحدث أمامه متعذراً لهم برغبتهم فى الحصول على شهادة جامعية تحسن من أوضاعهم على الأقل الإجتماعية - فى بلد يعلق الشهادات على الحائط لا غير - من كان فى حاجة أخيه كان الله فى حاجته هكذا يقول لنفسه فيريحها!
وإذا كان ماسبق هو مشهد سلوك فى التعليم الذى هو أساس الحياة إلا أنه يجعلنا نرى أسباب إنهيار المجتمع فالأساس مخوخ بنى على باطل وما بنى على باطل فهو باطل! فكيف ننتظر تقدم ورقى؟!
يا ويلنا إذا نظرنا إلى أنفسنا ومن حولنا نظرة متجردة من عباءات إجتماعية طمست أعيننا عن رؤية عيوبنا!
هنا يأتيه - اضغط لتسمع - صوت شريف الشاذلى بكلمات نزار قبانى:

كفانا نفاق..!
فما نفعه كل هذا العناق؟
ونحن انتهينا
وكل الحكايا التى قد حكينا
نفاق..
نفاق..
كفانا..
نحملق فى بعضنا فى غباء
ونحكى عن الصدق والأصدقاء
ونزعم أن السماء ..
تجنت علينا..
فيستفيق إلى صلاته مع صوت الإمام مرتلاً " أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ"
الله أكبر (ركوع)
 
فتأتيه كلمات يرددها عقله وهو شارداً


نشطح فى الدنيا ولا ندرى أين نحن فيها
مع أن تاركها لداره بانيها
ننصح الناس بالبر ولأنفسنا مُنكرِيها
إلهى هى نفسى وأنت تعرف ما فيها
فارزقنى من الخيرات ما يدوايها

يتبع