اليوم أمسكت ببعض من سكر التموين - السكر البنى - ووضعتها فى فمى مذيبها ببطئ شديد مغمضا عينى فى حالة إستمتاع بتلك الحبيبات مستعيداً مع هذه اللحظات ذكريات الطفولة بعدها توقفت لأتفكر قليلا فى هذا الموقف فجائنى تساؤل يقول ما الذى نفتقده الآن من الأمس؟!
الإجابة هى كما قرأتم من عنوان الموضوع التذوق هو ما نفتقده!
نفتقد التذوق أثناء الطعام والشراب فتتشابه علينا الأطعمة والمشروبات أو لا نستسيغها على الإطلاق فنأكل كأننا لم نأكل!
نفتقد التذوق أثناء الإنصات فنصنف هذا بيئة وهذا غير بيئة!
نفتقد التذوق أثناء الحديث فلا ندقق فيما نقول فيصبح الجميل قبيح والقبيح جميل! فتضيع معالم الجمال والسبب هو استسهال الكلمات وترديد ماهو شائع دون تفكر فيه كأننا أصبحنا بغبغانات لا تفقه ما تقول فقط كى لا يقال علينا أننا خارج نطاق الزمن!
نفتقد تذوق الزمن فيمر مرور الكرام لا نشعر به وبمن فيه إلا بعد أن تسرب من بين أناملنا ظنا منا أنهم ملك أيدينا!
نفتقد النظر فيما نرى فإما نرى ما حولنا قبيحا أو نراه جميلاً! مع أن وسط القبح قد تجد جمال ووسط الجمال قد نجد قبح!
أسمع من يقول دعك من هذه الفلسفة!
مع أن فى الفلسفة تحث على التذوق وإن كان هذا التذوق هو التذوق الفكرى لكننا اقتصرنا الفكر فى حدود ضيقة ووضعنا مئات الحواجز حول ما نؤمن به من أفكار أو نشأة وتربية خائفين من خوض غمار التفكير لأن التفكير يقودك إلى الشك والشك لا يجعل عندك دعائم وركائز تقف عليها ويجعل كل شئ فى مهب الريح!
هنا يأتى سؤال هل الحياة ركون أم تجديد؟!
ما الذى جعل حاسة التذوق مضطربة لا تعرف ما تتذوقه حقا؟! هل هو الزمان؟! لكن كيف يكون الزمان وقول الإمام الشافعى يتردد فى أذنى
"نعيب زمننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان لنا هجانا"؟!
هل هناك من يقف مع نفسه ليتذوق ما يقول وما يفعل؟! هل تتذكر آخر مرة شعرت فيها بمعنى كلمة التذوق؟!