فى يوم كنت أسير بالسيارة داخل السوق التجارى بشرم الشيخ وكنت أرغب فى ركن السيارة من أجل شراء غرض ما ولأن سوء التخطيط هو الغالب المساحات المخصصة كجراج للسيارات لا تكفى فقررت ركن السيارة على الجانب الأيمن لأحد الطرق وما إن نزلت من السيارة وأغلقت أبوابها حتى جائنى أحد العاملين فى المحل مستئذنا فى عدم ترك سيارتى أمام باب المحل لأنه باب رزق!
اندهشت من هذه العبارة التى اسمعها لأول مرة فقلت له مستنكراً والرزق بيد من؟!
فقال: الله
قلت: ونعم بالله إذن أنت تعلم وتقر أن الرزق بيد الله ومع ذلك تخشى ألا يأتيك رزقك؟! هل هذا لأن السيارة ستحجب رؤية الله عن باب محلك فينسى أن يرزقك!! حاشا لله!
فأصبح الصمت هو سيد الموقف ليعتذر لى زميل هذا العامل
من الواضح أن هذا الأمر تجدد مع كثيرين لأنه فى يوم آخر بعد مضى فترة من الزمن ذهبت مرة أخرى وواجهت نفس الموقف إلا أنه كان هناك إبتكار جديد لجأ إليه أصحاب المحلات حيث قاموا بإحضار زجاجات من المياه حجم 5 لتر ووضعوا بداخلها ماء ملون ثم تركوا أمام باب المحل متر ووضعوا هذه الزجاجات كحواجز تمنع أى أحد من ركن سيارته لتصبح السيارة فى وسط الطريق !! هذا قطعا يحدث فى ظل غياب الإدارة المحلية وشرطة المرافق عن القيام بدورها فى منع إشغالات الطريق وقيام شرطة المرور بتحرير مخالفات للسيارات الواقفة بوسط الطريق!!!
تذكرت هذا الموقف وأن أقرأ كتاب اللاهوت العربى ليوسف زيدان الذى أقتبس منه " (فإنى اجتاز فى أرض مصر هذه الليلة وأضرب كل بكر فى أرض مصر من الناس والبهائم وأصنع أحكاما بكل آلهة المصريين أنا الرب ويكون الدم علامة على البيوت التى أنتم فيها فأرى الدم وأعبر عنكم فلا تكون عليكم ضربة الهلاك حين اضرب أرض مصر) التوراة سفر الخروج 12:12
هكذا يحتاج الرب التوراتى المفترض فيه أنه تعالى القادر العليم علامة بصرية كى يميز بيوت أحبائه من اليهود حتى لا يضربهم سهواً بتلك النيران الإلهية الصديقة التى يهلك بها مصر"
بعد نهاية هذا الإقتباس إذا قمنا بالربط وقياس الموقف المذكور بأعلى مع هذا الإقتباس نجد تطابق الفعل!
الأكثر دهشة أن فى شرم الشيخ تجد محلات البازارات متجاورة لايوجد بينها فواصل فيمر عليها السياح فيشترى من هذا المحل ويترك ذاك أليس بهذا ما يدعونا للتفكر ؟!
يا سادة إن الطير يخرج خماصا (جائعا) ويعود بطونا (شبعانا)
قال تعالى "وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم" العنكبوت الآية 60
قال تعالى "ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم" الإسراء آية 31
لا نفكر ولا نتدبر فى أحوالنا ولا فيما نقرأ من آيات أو نسمع من خطب بل تردد ألسنتنا الكلمات دون أن نعيها فينفصل الدين عن الحياة وبعد هذا يخرج البعض مطالبا بعدم فصل الدين عن الدولة وأن هناك حرباً على الإسلام !