الاثنين، 18 نوفمبر 2013

قراءة فى الأحداث - غانا x مصر




بعد هدوء عواصف الغضب وخيبات الأمل لحلم يراودنا منذ عام 1990 لبلوغ كأس العالم لكرة القدم تلك القطعة من الجلد التى خطفت قلوب وعقول المليارات من البشر
علينا أن نقف موقف صدق مع أنفسنا ونسأل هل العيب بالمنتخب أم العيب بنا نحن؟! نحن الذين نضع آمالا غير مبنية على واقع وغير مؤسسة على علم وتخطيط؟!
 

تاريخنا الكروى يقول
سنة 1990 مباراة تاريخية أمام هولندا والهدف الوحيد الذى يذلنا به مجدى عبد الغنى بعدها نلاعب إيرلندا نتعادل 0-0 بعد أداء دفاعى بحت يقال بسببه جاء تغيير الإتحاد الدولى لمدة إمساك حارس المرمى للكرة وأخيراً مباراة أمام انجلترا أداء رائع وهزيمة 1-0 رغم استحقاقنا الفوز ...
لكننا نزلنا الملعب من أجل التعادل!
سنة 1994 مبارة الطوبة الشهيرة وولع مخرجينا فى لعب دور الحيادية الغير موجودة فى أى بلد فى العالم وبعدها الإعادة فى ليون ومن ينسى مجدى طلبة!
سنة 1998 والهزيمة من ليبريا فى غانا والتعادل ذهابا وإيابا مع تونس والتى لولاها لكنا صعدنا!
سنة 1999 كأس القارات تعادل مع بوليفيا ثم تعادل مع المكسيك 2-2 رغم لعبنا بعشرة لاعبين وإشادات بمستوانا وحاجتنا إلى فوز أو تعادل مع السعودية فنهزم 4-1 فى مباراة غريبة وعجيبة طبعا بعدها السعودية هزمت 7-2 من البرازيل
سنة 2000 أيام جيلى فزنا بجميع مباريات المجموعة واتهزمنا فى دور الثمانية بعد ما كنا واثقين من الصعود لدور الأربعة!
سنة 2002 ومباراة الجزائر فى الجزائر وإحتياجنا للفوز كى نصعد ومن ينسى محمد عمارة وهو واقف على خط مرمى الجزائر والكرة تصدطم فى قدمه وتحلق فوق العارضة ومن قبله انفراد طارق السعيد بمرمى فارغ من حارسه بعد مراوغته أمام المغرب فى القاهرة!
سنة 2006 فائزين على الكاميرون 3-صفر وفى خمس دقائق يحرزوا هدفين وتنتهى المباراة 3-2 ونذهب لنتعادل مع بنين 3-3 وآخر مباراة بالنسبة لنا تحصيل حاصل لكن الحمد لله جربنا شعور الدول الرخمة وتعادلنا مع الكاميرون على أرضها كى تصعد كوت ديفوار بدلا من الكاميرون!
سنة 2009 كأس القارات نلاعب البرازيل وبعدما كنا منهزمين 3-1نتعادل 3-3 وتحسب ضربة جزاء صحيحة علينا فى وقت إضافى مجاملة للبرازيل ونخسر 4-3 وفى مباراة تاريخية نفوز على إيطاليا 1-0 وآخر مباراة أمام أمريكا فوز أو تعادل أو حتى هزيمة 2-0 نصعد للدور التالى فنهزم 3-0 ونودع البطولة!
سنة 2010 طبعا مباراة الجزائر فى الجزائر ومباراة السودان ومن لايتذكر تلك الأجواء!سنة 2013 الفريق الأفريقى الوحيد الذى لم يهزم فى المجموعات لكن الدفاع معروف أن به مشاكل وخير دليل غينيا وحدها أحرزت4 أهداف فى مباراتين وأهداف سهلة من نفس عينة غانا فنذهب إلى غانا واثقين من الفوز عليها ولتراجعوا تصريحات بعض اللاعبين فنهزم 6-1



كل هذا التاريخ يقول اللاعب المصرى لا يستطيع اللعب تحت ضغط عالى والحالة الوحيدة الإستثناء من وجهة نظرى هى مباراة الجزائر فى كأس أمم أفريقيا عندما فوزنا 4-0 لماذا هى إستثناء؟!
لأن المنتخب كان هادئ جداً أو بمعنى أدق بارد جداً وهو درس سابق لمتخب اليد فى إحدى بطولات الأمم الأفريقية عندما قرأت تصريحا  لأحد مدربى شمال أفريقيا غالبا الجزائر أو تونس يعلن إندهاشه من برود أعصاب لاعبى مصر والتى كانت مفاجأة له!

طبعاً نتيجة الذهاب بلغة الأرقام تعتبر حاسمة لمنتخب غانا لكن بغض النظر عن هذه المباراة فى كأس العالم للناشئين البرتغال متقدمة على الكاميرون 5-0 وقبل النهاية تتعادل الكاميرون لتصبح النتيجة 5-5!


ليس معنى كلامى أننا قادرون على الفوز فى العودة ولكن أشير لشيئ غائب عن تفكيرنا وثقافتنا هى غياب ثقافة الفوز واللعب لآخر دقيقة وأرجع إلى أى مباراة سواء أندية أو منتخبات عندما تتاح  فرصة عمل نتيجة تاريخية ماذا يحدث؟! هل تتذكرون هتاف حرام كفاية؟! هذه هى ثقافتنا البحث عن الكفاية وليست فى كرة القدم وحدها
نخطئ فى تقييم موقفنا الصحيح ونبالغ فى الأحلام دون الإستناد لحقائق الواقع
 
النتيجة ثقيلة لا يستطيع أحد إنكار ذلك لكن نحن السبب فيها وعندما يستغل الخصم نقاط ضعفك فلا تلومن إلا نفسك! النتيجة الثقيلة من المفترض أن تجعلنا نفيق ونرى حقائق
نغض الطرف عنها وهى غياب التخطيط السليم وغياب الرؤية المستقبلية واعطاء كل ذى حق حقه وعدم المغالاة فى الفرح أو الحزن وهذا ينطبق أيضا على جميع المجالات وليست الكرة فقط!

ثم بصراحة لايوجد وسطية لدينا إما أن نرفع إلى عنان السماء أو نخسف إلى سابع أرض !

العودة ممكنة إذا الفريق آمن أنه يستطيع لكن هذه هى المشكلة لا يوجد ثقة بالنفس ولا إيمان بأن الرياضة مكسب وخسارة!