كم من مرة نريد أن نقوم بأمر ما لكننا ننتظر الوقت المناسب للقيام به؟! كم من مرة نقوم بأمر ما ونظن أننا استعجلناه أو تأخرنا فى القيام به ؟! كم من مرة نظن أن حلمنا إن لم يأتى فى الوقت الذى حددناه يصبح كأنه لم يأتى؟!
تتعدد المواقف التى نمر بها سألين أنفسنا مثل هذه الأسئلة منتظرين تحقيق ما نحلم به وإذا تحقق جزء منه أو كله نبدأ الشك فى توقيته وتتملكنا الحيرة والدهشة من حزن وفرح لا نعرف سبب لشعورنا بأحدهما لننصب أنفسنا ملوك للحيرة فما أصدق قول الحق جل علاه ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً) سورة المعارج وقوله تعالى { وكان الإنسان عَجولاً } سورة الإسراء
من أدرانا إن استعجلنا هذا فيه خير لنا فالخسارة أحيانا مكسب والكسب هنا هو درس أو خبرة تهيأنا لما قد يصادفنا مستقبلا ! كم ممن تأخر عن اللحاق بموعد كان فيه خير له من الوقوع فى حادث سواء كمفعول به أو مشاهد له يؤثر عليه نفسيا ! من نحن حتى نحدد ماهو فيه خير أو شر لنا !
ليتنا نتدبر أحوالنا ونتفكر فيها لنعلم أن الله يحقق لنا أحلامنا فى الوقت الذى نكون قادرين فيه على تحقيقها أو إستيعابنا لتحقيقها أو قدرتنا على الحفاظ عليها أو منعه لها لأنها فيها شر لنا فنحن ذو علم محدود لا نرى سوى ما أمامنا لانعرف ما سيحدث من تتباع أحداث قد تغير مجرى حياتنا للأفضل أو للأسوء وصدق عمنا صلاح جاهين حين قال:
لا تجبر الإنسان ولا تخيره ...يكفيه مافيه من عقل بيحيره ...اللى النهارده بيطلبه ويشتهيه ...هو اللى بكره ح يشتهى يغيره... وعجبى
الخلاصة أن الوقت المناسب هو ذلك الوقت الذى قدر لحدوث هذا الأمر فعلا وهو الوقت الذى تهيأت أنت فيه كى تكون قادرا على التعامل معه لهذا الوقت المناسب ليس له ميعاد محدد اللهم إلا فى بعض الأمور عندما تجتمع إرادتك وعزيمتك وعقلك كى تحقق ما رسمه خيالك فاسعى من أجل جعل كل وقت هو الوقت المناسب فبدون السعى لن تتهيأ لتصل فى الوقت المناسب وإذا لم يتحقق ما تريد تذكر السؤالين التاليين متى تجتمع الإرادة والعزيمة والعقل مع الخيال؟! ومن القادر على جمع شملك وتهيئة الظروف والأجواء المحيطة بك؟!