الجمعة، 24 أغسطس 2012

ساعات من التأمل 55 - ماذا بعد؟


تمر بنا الأيام بحلوها ومرها ونجد أن سؤال ماذا بعد؟ يقفز فى أذهاننا ليذكرنا بحياتنا وروتينها المعتاد الذى لا يحدث فيه تغيير وإذا حدث هذا التغيير فإنه وقتى لم يغير فى حياتنا تغييرا جوهرياوإذا حدث تغيير جوهرى يشغلنى عن طرح السؤال شهور أو سنين كلا منا حسب قدرته على إمتصاص التغيير وإستيعابه وبالتالى تحوله إلى روتين جديد!

عندما نستيقظ كل يوم صباحا للذهاب إلى المدرسة أو الكلية أو العمل ومساءاً عند الرجوع إلى المنزل ماذا بعد؟!
عندما نخرج مع أصدقاءنا نفس الوجوه نفس الأحاديث لا تتغير إلا إذا حدث أمر طارئ على الساحة نجد أنفسنا نقول ماذا بعد؟!
عندما نرغب فى فقد وزنا ونصاب بحالة نهم فى الأكل دون سبب واضح نجد أنفسنا نقول ماذا بعد؟!
عندما نتذكر رغبتنا فى تنمية أنفسنا علميا عن طريق الدراسة الأكاديمية سواء فى تخصصنا أو تخصص طالما رغبنا فيه ولكن لم يحدث جديد فى ظروفنا تسمح لنا بذلك نجد أنفسنا نقول ماذا بعد؟!
عندما تقرأ كتاب وتكون سعيداً أو حزينا بعدها نقول ماذا بعد؟!
عندما تكتشف أن الوقت الذى هو عمرنا يتسرب من بين أيدينا قلما استفدنا به نجد أنفسنا نقول ماذا بعد؟!
عندما نتذكر أحلامنا وطموحاتنا التى تتوه منا وسط صخب الحياة ونجد أننا لم نقم بفعل إستثنائى يصحح زاوية الإتجاه نتيجة فقدنا للبوصلة فنسير فى طريق وبعد فترة نقف ونشك فى صحة الطريق نجد أنفسنا نقول ماذا بعد؟!
عندما نتفكر فى وجود البوصلة من عدمها نجد أنفسنا نقول ماذا بعد؟!
عندما نشك فى وسطية تطبيقنا وفهمنا لديننا ونحاول زيادة معرفتنا فيه فنجد الكتب المتاحة طرق عرضها ترغمك على تنحية الكتاب جانبا نجد أنفسنا نقول ماذا بعد؟!
عندما نشك أن تحقيق أحلامنا سيجعلنا سعداء نجد أنفسنا نقول ماذا بعد؟!
عندما نشك فى راحتنا هل نحن مرتاحين فالراحة نسبية فما يريحنا اليوم قد يكون سبب شقائنا غداً والعكس صحيح نجد أنفسنا نقول ماذا بعد؟!
عندما نجد أن هناك الكثير من الأحاديث غير قادرة على تجاوز سجون أجسادنا نجد أنفسنا نقول ماذا بعد؟!
بعد كل هذه الأسئلة التى أعرف الإجابات النموذجية لأغلبها لكن القدرة على الفعل تأتى كوميض شمعة مع أول ريح شك فيها تنطفأ لا أجد إجابة سوى  سؤال آخر ماذا نحن فاعلون؟!

يقول الصديق #زياد " أن الحياة ماهى إلا فعل وانتظار ونتائج "  وينقل مقولة #محمود_درويش " في الانتظار، يُصيبُني هوس برصد الاحتمالات الكثيرة " 

لأجد أن التفكير يصل بى للعبارة التالية " إذا تحققت كل أحلامنا وتصورتنا لما يجب أن تكون عليه حياتنا لشعرنا بملل أكثر مما نشعر به الآن ولرغبنا فى تغييرها! وله فى ذلك حكم سبحانه "

إفتقاد الحافز يفرغ شحنات الإرادة والعزيمة لدينا وحتى نستعيدهما نحتاج إلى تحقيق نجاح ولو صغيراً حتى يكون مصدر إلهام فالنجاح يتبعه نجاح  لهذا أحقد أحيانا على المرأة فلديها مصدر نجاح وسعادة متجددة ألا وهو الطبخ فمع كل وجبة تنجح فى إعدادها وتنال إعجاب آكليها - قطعا بعضكن يرين غير ذلك لأن التعود على أمر ما يفقد الإنسان قيمة المشاعر التى كان يشعر بها فى البدايات !-


فى النهاية لا أجد سوى مقتطفات من قصيدة وكلانا في الصمت سجين لفاروق جويدة لتكون خير ختام

لن أقبل صمتك بعد اليوم
لن أقبل صمتي
عمري قد ضاع على قدميك
أتأمل فيك.. وأسمع منك..
ولا تنطق..
أطلالي تصرخ بين يديك
حرك شفتيك
أنطق كي أنطق
أصرخ كي أصرخ
ما زال لساني مصلوبا بين الكلمات
عار أن تحيا مسجونا فوق الطرقات

* * *
أطلال العمر على وجهي
نفس الأطلال على وجهك
الكون تشكل من زمن
في الدنيا موتى.. أو أحياء
لكنك شيء أجهله
لا حي أنت.. ولا ميت
وكلانا في الصمت سواء

* * *

أعلن عصيانك لم أعرف لغة العصيان
فأنا إنسان يهزمني قهر الإنسان..
وأراك الحاضر والماضي
وأراك الكفر مع الإيمان
أهرب فأراك على وجهي
وأراك القيد يمزقني
وأراك القاضي.. والسجان..

* * *
 
أنطق كي أنطق
أصحيح أنك في يوم طفت الآفاق
وأخذت تدور على الدنيا
وأخذت تدور مع الأعماق
تبحث عن سر الأرض..
وسر الخلق..
و سر الحب
وسر الدمعة والأشواق..
وعرفت السر ولم تنطق

* * *

ماذا في قلبك خبرني..
ماذا أخفيت؟
قل لي من أنت..؟
دعني كي أدخل في رأسك
ويلي من صمتي.. من صمتك
سأحطم رأسك كي تنطق..
سأهشم صمتك كي أنطق..