رغم رغبتى فى الإنفصال عن الكتابة لفترة من الزمن لإعادة ترتيب الأفكار إلا أن الطبع يغلب التطبع حيث أصبحت الكتابة بمثابة طبع يريح العقل من الكثير من الأفكار ويطرحها على الملأ رغبة فى الإفادة والإستفادة ولهذا لم تطل فترة الغياب وبالقطع لم أستطع أن أقف مع نفسى كما كنت أرغب موقف وجود أو كما قال عمنا صلاح جاهين " جالك أوان ووقفت موقف وجـــود .. يا تجود بده يا قلبي يا بده تجــــود .. ما حد يقدر يبقي علي كل شـــــــئ .. مع إن – عجبي – كل شئ موجود"
شئ غريب أن لا نستطيع أن نتحاور مع أنفسنا وننقاشها كأنه درب من دروب الجنون فى ظل هذا العالم المتجدد كل لحظة ومعه يصعب هذا الحلم الذى أيقنت أنه أصبح حلم بعيد المنال إلا فى حالة واحدة ألا وهى الخروج فى رحلة ينقطع فيها الإنسان عن كل شئ بدءاً من الأسرة والعمل والتليفزيون والإنترنت والمحمول وأى وسيلة من وسائل الإتصال بالعالم
لن أطيل كثيرا فى هذا الموضوع حيث وضح جليا مدى القصور الذى حدث فيما كنت أنتويه لكن مع هذا أستطعت خلال الأيام القليلة الماضية إستعادة قدر لا بأس به من الصفاء الذهنى والنفسى نتيجة التغيير فى الروتين اليومى والقيام ببعض الرحلات القصيرة المفاجئة كمحاولة بديلة لحين إستطاعتى التخطيط لذلك الحلم الخاص بالإنقطاع عن كل شئ والتدبر والتفكر جيدا رغبة فى غد أفضل وكذلك نظرا لتلاحق الأحداث على الصعيد السياسى المصرى الذى يصعب الإنفصال عنه فى مثل هذه المرحلة الحرجة التى تمر بها البلاد