الخميس، 6 ديسمبر 2012

قراءة فى الأحداث الجارية - رسالة إلى الرئيس المنتخب وجماعة الإخوان



كنت ألتمس اﻷعذار وأتلمس حسن النوايا أما ماتم أمس بوضع البنزين (مظاهرات التأييد)  بجوار النار(مظاهرات المعارضة) يدل على غباء وعدم وعى ووالله من يريد أن يطيح بحكمك يا رئيس مصر لن يفعل أكثر مما حدث ! ولا يوجد أى عاقل رشيد يستطيع قول غير ذلك !

عذرا مرسى إنتخبتك ليس حبا أو لثقتى فيك بل كرها فى شفيق ونظام مبارك وتمنيت أن تخلف الظنون والمخاوف التى ثارت تجاه جماعتك جماعة اﻹخوان مرة أخرى كان التمنى من أجل الوطن فقط ﻷنه هو ما يعنينى فاﻷشخاص زائلون واﻷوطان باقية إلى أن يرث الله اﻷرض وما عليها !

وعلى مدار اﻷيام الماضية منذ إعلانك الدستورى كنت على الحياد حيث كنت متفهما دوافعك وفى نفس الوقت غير متقبل لإستحواذك على كل السلطات ظناً أنها نابعة من أجل إرجاع الحق لأصحابه ومحاكمة قتلة ورد مصر وتغييراً لمن تسترعليهم وعلى فسادهم لكن بعد حديث نائبك الموقر الذى قال أن نعم للدستور سوف تنهى أزمة إعلانك الدستورى الذى حصلت بموجبه على كل الصلاحيات والسلطات فهذا يعنى بما لايدع مجال للشك بأن الإعلان كان من أجل دفع الشعب لقبول الدستور الجديد فقط متبعا سياسة وضع السم فى العسل وملوحا بالفوضى حال رفضه ولهذا فمن اليوم لا حياد ولا حسن ظن!! فأنت أخطئت وجماعتك ارتكبت كوارث ولم تقف لها فالحشد لا يكون بالحشد والعمق لا يكون بالعمق لأنكم لا تواجهون عدواً بل شركائكم فى الوطن شاء من شاء وأبى من أبى !

أنت وجماعتك من تقدمتم لحمل أمانة الوطن ولم يجبركم أحد للتصدى للمشهد بل كانت رغبتكم وأنتم تعلمون قول النبى صل الله عليه وسلم " ياعبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيراً منها فكفر عن يمينك وأت الذى هو خير" فإما أن تكونوا لها أو تتركوها لمن يستطيع حملها!

السيد رئيس مصر سوف يأت يوم ستعلم فيه أن الجماعة أضرتك أكثر مما أفادتك فهى كالدبة التى قتلت صاحبها فمن الحب ماقتل !

نصيحة لك وللجماعة إذا أردتم أن تستعيدوا ثقة هذا الشعب أو ثقتى على الأقل لا تخرجوا علينا بنظريات المؤامرة الهلامية التى كان يتبعها سابقيكم فأى مؤامرة دون أدلة ودون محاكمة المدبرين وضعوا خطوطا كثيرة تحت المدبرين لأنها تعنى الرؤوس وليس الذيول مع محاكمة المشاركين فى الفعل فلا يصح من يملك السلطة أن يحدثنى عن مؤامرات دون أدلة ومتهمين!!

يا سادة أفيقوا البطء فى التواصل وسياسة الصوت العالى والتهديد والوعيد لن يؤتى ثماراً بل يولد أحقاداً وضغائن هذا الشعب يتحمل ويسمع لمن يحدثه ويصارحه سياسة الترهيب والتخويف ولى وقتها وكما قال المثل الشعبى " ضربوا الأعور على عينه قال لهم ماهى خربانة خربانة " فلم يعد لدى الشعب ما يبكى عليه أفيقوا يرحمكم الله!

على الهامش
* أسمع من يقول إن القتلى من الإخوان أو أغلبيتهم منها وأن لا يعنينى تصنيفهم فالدم كله حرام الدم كله حراااام ! ومن يملك سلطات حماية الأرواح ولا يقدر على حمايتها فهو آثم ! هل هانت الآرواح هكذا؟!
* بالنسبة لمن ينادون بأن شفيق كان أفضل أقول لهم والله أبدا بل كنا سنمر بالتجربتين معا والآن اختزلنا واحدة !

الختام
* اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطل وارزقنا اجتنابه
* اللهم لا تبقى فى مصرنا أحد ممن صدق فيهم قولك" وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (12) "
* اللهم من أراد بمصر سوءاً فاجعل كيده فى نحره
* اللهم لا تجعلنا من الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
* اللهم اجعلنى أقول دائما كلمة الحق فى وجه الأقوياءولا تجعلنى أقول الباطل لأكسب تصفيق الضعفاء
حفظ الله مصر وأهلها