السبت، 22 فبراير 2014

دعوة تفاؤل!

 
لم أعد متابعا لموقع تويتر منذ شهور بسبب كم اﻹشاعات ونبرات التعالى مع اﻹدعاء الفكرى بمعرفة بواطن اﻷمور التى يتضح جهل صاحبها بعدها باﻹضافة ﻷمراض أخرى كثيرة فهو بمثابة مستشفى نفسية كبيرة!
 


ورغم أن أهل تويتر يعتبرون أن موقع فيس بوك هو اللا لاند إلا أن ما يحدث مؤخرا يؤكد زحف أمراض تويتر إلى موقع فيس بوك وخير مثال حادث سانت كاترين وتضارب اﻷنباء والولولة من جانب والشماتة من جانب مع اعترافى بأن المصرى يعا...
مل معاملة درجة عاشرة من قبل الحكومات المختلفة دون أى إستثناء!

لهذا أرجو أن تحافظوا على جزء من اللالاند كى تستطيعوا العيش فى هذا الوطن ﻷنك إذا أخذت كل شئ يحدث على أرضه مأخذ الجد فستصاب بأمراض نفسية كبداية تنعكس
بعد ذلك على حالتك الصحية هذا أولا!
 


 ثانيا يا ليتنا نتوقف عن سياسة الهرى وكبح جماح الرغبة فى اﻹدلاء باﻵراء فى كل القضايا والحوادث كأننا كنا فى قلبها ﻷن تعدد اﻷهداف يعنى تلاشى الهدف وهذا هو المتبع منذ سنوات تفتح قضية ينشغل الرأى العام بها دون أى يعرف حقيقتها وتفتح قضية أخرى تغطى على القضية السابقة لينشغل بها الرأى العام من جديد كأننا نعيش فى دائرة مفرغة من القضايا التى لاتنتهى ولا نعرف ملابساتها كاملة ولا نعرف نهايتها!
ثالثا شئنا أم أبينا بكل سلبياته وندرة إيجابياته هذا هو وطننا وعلينا التعامل مع هذه الحقيقة كمسلمة تحتاج منا قدر من التصالح وقبول ﻷمراض هذا الوطن كى تستطيع أن
تعيش فيه مع سعينا نحو بناء أنفسنا ودوائرنا الصغرى نحو ما نحلم به أما أحاديث الهجرة وسب ولعن الوطن ليل نهار دون أن نعى أن كل منا مشارك بنصيب فى أمراض الوطن سواء كان ذلك بالفعل أو تأييده أو رفضه مع عجزنا عن تغييره أو حتى بصمتنا العاجز أو سذاجتنا فى اﻹيمان ببعض القضايا أو مثاليتنا فى ما نحلم به!
فقولوا خيرا أو اصمتوا ومن يرى فى الهجرة حلا فليغادر ومن يرى أنه ليس أهلا للعيش فى هذا الوطن فليغادر أيضا

النظرة التشاؤمية التى نتعامل بها منذ سنوات هل غيرت من اﻷمر شئ؟! كلا بل تزيد الوضع سوءا!

اسمع من يقول ومن أين يأتى التفاؤل؟! التفاؤل من عند الله وحسن الظن به فأحسنوا الظن بربكم وسلموا له اﻷمر حق تسليمه تحظوا بالمراد وما فوق المراد عاملوا بعضكم كما تحبوا أن تعاملوا كفاكم كراهية لبعض وأحبوا أنفسكم كى تكونوا قادرين على حب غيركم وحب النفس يكون بحب الخير والبحث عن رؤية الجمال فى كل شئ فأحد أسباب ما نحن فيه أننا لم نعد نرى سوى الغث والسيئ فانعكس ذلك على أرواحنا ونفوسنا وأصبحنا نستمتع بعملية جلد الذات وإستساغة القبح والتعود عليه فقلبنا القاعدة إلى إستثناء واﻹستثناء إلى قاعدة فكل جميل كان هو القاعدة التى تحولت ﻹستثناء وكل غث هو اﻹستثناء الذى تحول إلى قاعدة كبروا كل جميل مثلما تكبرون وتهولون من كل غث!

علينا أن نحول حياتنا من ارتجال وانفعال وعاطفة إلى علم وحقيقة وأسلوب العصر الذى
نعيش فيه. وعلينا أن نعطى الحياة لكى تكون لنا حياة.
 
التفاؤل ليس جهلا بواقع قبيح وبتصرفات ناس أقبح ولكن التفاؤل بأن الله يوما ما سيرزقنا غدا أجمل!
التفاؤل حلم ولو بطلنا نحلم نموت! إذا أردتم تعيشوا بغيظكم أو تموتوا بغيظكم أنتم أحرار إنما أنا رافض لكل شئ وليس بيدى حيلة للتغيير سوى نفسى مع محاولة التأثير فى الدائرة المحيطة بى ليعيدوا النظر حتى لو فى شكل سحابة منظر طبيعى مشاعر غير موجودة نزرعها بداخلنا ربما يوما تنبت شجرة جميلة وافرة الأوراق.
 
أكثر المتفائلين هم أكثر الناس إدراكا للواقع المر لكن ما البديل؟!
أشعر بالضيق وأكتمه بداخلى طبقات فوق أخرى ، أكره العيش والعيشة ومن يعشوها رائع وجميل !  ما الذى سيتغير؟! ولا أى شئ لذا على الإنسان أن يحاول يتفائل ويثق فى ربنا وعدالة حكمه ويخفف من مرارة الأيام بالسخرية ويحاول أن يساعد نفسه ثقافيا وعلميا إذا استطاع ويحاول يشجع من حوله على النظر للإيجابيات الموجودة والدروس الممكن تعلمها من وسط السلبيات والمشاكل المحيطة بهم من كل جانب!
نصف خطوة فى الواقع تكفيك وخطوة ونصف فى الخيال كى تستطيع التعامل معه!
 
هذا الحديث أوجهه إلى نفسى قبل غيرى وفى النهاية أقول:
 



ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى اﻵخرة حسنة وقنا عذاب النار
ربنا اغفر لنا ذنوبنا ما ظهر منها وما بطن
ربنا إنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
ربنا أكرمنا بكرمك يا كريم فى الدنيا واﻵخرة
ربنا طهر نفوسنا وزكها فأنت خير من زكها فجنبنا فجورها وألهمنا تقواها
اللهم احفظ هذا البلد مصر من كل سوء واهدى أهلها إلى كل خير وانزع الغل والحقد والكبر والحسد من نفوسهم وأصلح أحوالهم وارزقهم حاكما تقيا صالحا لا يخشى فى الحق لومة لائم وجنبه بطانة السوء وإعلام السوء ولا تولى عليهم ظالما ولا متكبرا ولا جاهلا ولا مدعيا
اللهم آمين