الثلاثاء، 8 أبريل 2014

مشهد 7

 

فوجئت بمن يطلب منها الحضور ﻹستلام باقة من الزهور
اندهشت فهى لا تدرى ممن أو تدرى لكنه لم يصل من سفره بعد!
فاستلمت الزهور ووجدت على البطاقة كلمة واحدة "وحشتينى" وتوقيعه أسفلها!
اتصلت به ومشاعرها مضطربة مختلطة لكن السعادة تكسو عينيها
قالت له: ما هذه المفاجأة! متى وصلت؟!
قال وهو مبتسم: لعل الزهور تنقل ما لا أقوى على نطقه وترقق قلبك على من احترق قلبه فى بعدك مرة وفى قربك مرتين! لقد وصلت منذ قليل
ابتسمت وتلعثمت لاتدرى بماذا تجيبه؟!

 فقطع هو ذلك الصمت المفعم بالمشاعر وهو مضطراً كى لا يضعها فى حرج وهى فى عملها قائلا سأنتظرك غداً فى موعدنا لنكمل حديثنا الذى لم يبدأ يوماً!
مرت الساعات وجاء موعد اللقاء
حضر مبكرا ممسكا بثلاث وردات حمراء وصفراء وبيضاء
جلس ينتظرها فى المطعم الذى تقابلا فيه من قبل حيث الإضاءة خافتة وموسيقى هادئة تعم المكان أخذ يرتب أفكاره ويستجمع كل مشاعره و نبض قلبه يزداد تسارعاً كلما نظر لساعته مترقباً لحظة اللقاء
هاهى تدخل من الباب ونظرة البحث عنه تغلف وجهها ما إن رآته حتى تبدلت النظرة وارتسمت على شفتيها إبتسامة فرح
قام من على كرسيه فاتحا يده لمصافحتها والبسمة تكسو وجهه ما إن لمسة يدها يده حتى تبخرت كل الأفكار والكلمات التى كان يجهزها منذ شهور رغم أن كل شئ يسير كما رسمه فى عقله!
قدم لها الثلاث وردات فابتسمت فتوهج وجهها خجلا وأخذت تتلفت يمينا ويساراً كى لا تلاقى عينيها عينيه

قال لها : انظرى إلى فإن ما أريده يسكن فى عينيك
إزدادات بسمتها فقامت بمدارتها بطرف طرحتها فلم يعد يرى من وجهها سوى عينيها
إزدادت إبتسامته وإزدادت ضربات قلبه فتلك الحركة تزيد جنونه بها أليست العيون

مسكن العشق والجنون؟!
قطع أحد عمال المطعم تلك اللحظات راغباً فى معرفة بماذا يخدمهما؟
أراد أن يقول له بان تبتعد ولا تقاطعنا مرة أخرى 

فصمت للحظة 
ثم سألها عن طلبها وبعد إن اختارا ما سيتناولاه أكملا حديثهما 
انتهيا من غدائهما ودقت ساعة الرحيل بعد أن مرت الساعات كأنها ثوانى
طلب الشيك 
حاولت أن تختطف الشيك كى تحاسب هى
نظر إليها غاضبا 
فقالت راجية دعنا نقتسمه معا 
قال لها قلت لكى مراراً وتكراراً لا لن يحدث!
خرجا من المطعم 
سارا فى طريقاً مقمر
وقبل أن يفترقا
طلب منها أن تعطيه يديها فاندهشت ورفضت
قال لها بصوت حاسم وهادئ يبعث الطمأنينة فى قلبها إعطنى يديك وأغمضى عينيك
ترددت لكن أمام إصراره وافقت 
وضع فى يدها اليسرى سلسلة من الفضة وأمسك إصبع السبابة ليدها اليمنى وأخذ يمررها فوق نقوش السلسلة فقرأت إسمها فابتسمت وفتحت عينيها
طالبها أن تغمضهما مرة أخرى 

فأغمضت عينيها
فقلب السلسلة لوجهها الآخر
وكما فعل فى المرة الأولى فعل هذه المرة

لكن ما إن نطقت الإسم حتى ترقرق الدمع فى عينيها
فأخذها بين أحضانه ليحتويها فاحتوته هو
فشعر بالدفئ يطرد البرد من روحه لأول مرة منذ أعوام طويلة
فهمس فى أذنها قائلا:

اشتاق إليك بجنون
اشتاق إلى حضنك الدافئ الذى يزيد من نيران شوقى إليك
اشتاق إلى السباحة بين أمواج شعرك كى تبرد نيرانى
اشتاق إلى همس شفاهك المردد لمدى حبك لى كى يذهب عقلى أكثر مما هو ذاهب
اشتاق إلى لمسة يدك المرتعشة الخائفة التى ما تلبث أن تخلد للنوم فى راحة يدى
اشتاق النظر إلى عينيك كى أرى فيهما فرحة وحلاوة الحياة
اشتاق إلى سماع ألحان صوتك فلا أدرى أين ذهبت أصوات العالم من حولى
اشتاق إلى أناملك التى تتلمس شعرى فتدغدغ العقل وتخدر الجسد
 فاخلد بين كفيك باحثا عن قطرات عسل تتساقط من شفاهك فأذوب
ماذا فعلت بى؟!
 وماذا فعلت بنفسى يوم طرقت أبوابك؟!
أتعلمين أن قدماى لم تعد تقوى على حملى مادام سيرى بعيد عنك !
أتعلمين أن الجسد حاضرا والروح خرجت منه كى تتنسم أخبارك !
أتعلمين أن النفس تصدنى عن الحياة إلا للقائك !
أريدك أن تأتى كى تنير لى كهوفى فتحوليها إلى جنان !
أريدك أن تسقينى من حنانك وكلما سقيتنى إزددت عطشا فلا أحيا إلا بك !
اشتاق إليك ألا تشعرين ؟!