الخميس، 10 أبريل 2014

مشهد 8


جلست منتظرة إياه والخوف بعينيها تخشى الرحيل لم تدرى أنه رحل منذ أعوام لكنها الذكرى هى من جعلته حيا تحدثه ويحدثها

قالت له: هل حقا ماسمعت؟!
قال لها: نعم فزواجى سيكون خلال شهور
قالت: وأين أنا منك؟!
قال: حيث كنت أنا منك!
قالت: أنت منى تحيا بى!
قال: كنت أحيا بك لكنك سلبتينى الحياة!
قالت: بل أنت من تسلبها منى الآن!
قال: كم رغبت أن نصنع الحياة سويا!
قالت: أرغب فى هذا البناء الآن!
قال: تأخرت كثيراً جداً
قالت: أن تأتى متأخراً خير من ألا تأتى أبداً

خيم الصمت فى أرجاء المكان إلا من صوت أم كلثوم الشجى:
فات الميعاد ... وبقينا بعاد بعاد بعاد... والنار النار النار بقت دخان ورماد..
فات الميعاد وتفيد بإيه إيه يا ندم يا ندم ... وتعمل إيه إيه يا عتاب ...

طالت ليالى ليالى الألم وتفرقوا الأحباب ...
كفاية بقى تعذيب وشقى ... ودموع فى فراق ... ودموع فى لقى ...

 تعتب عليا ليه؟ ... أنا بإيديه إيه! ... فات الميعاد ... فات الميعاد...
ياما ياما  كنت أتمنى أقابلك بإبتسامة أو بنظرة حب أو كلمة ملامة...
بس أنا نسيت الإبتسام زى ما نسيت الآلام ... والزمن بينسى حزن وفرح ياما...

قطع ذلك الصمت قائلا: هل استمعت لتلك الكلمات
قالت والدمع يترقرق فى عينيها: نعم! ولكن ...
قال: لا تظنى أنى سأبتعد عنك بل سأكون بجانبك مثلما أردتِ أنتِ دائماً كصديق
قالت: ليس من العدل أن تقول بأنك تحبنى عندما أردتك صديقا وكم غريب أن تقول بأننا أصدقاء بعد أن أحببتك بصدق
قال: ليتك فعلا أحببتنى نصف ما أحببتك! ليتك شعرت بى مثلما كنت أشعرك بك رغم مئات الأميال التى تفصلنا!

قالت: لقد غزوت قلبى بإهتمامك وسرقت عقلى بحنانك
قال: ليتك كنت تقرأين ما أكتب!
قالت: بل كنت أقرأ عن ماذا تقصد؟!
قال: قصيدة بعنوان وعدى
وعدى على قلوب كنت غازيها
وبصدق الكلمات والمشاعر كنت راويها
ومن جب الأحزان كنت مخرجها ومحييها
فجذبتنى نحو الأحزان كى أكون من ساكنيها
لايعلمون بأنى تعهدت بأن أكون من مطرديها
وبنهر العطاء... القلب يتطهر من شوائبها
فأعيش فى أمن وسعادة لا أحصيها
يظنون بأنى عن الحقائق من غافليها
مع أنى لما بين السطور وخلف الكلمات من قارئيها
وهى نعمة من نعم الوهاب التى أعيش غارقا فيها
ومنذ أزمان أسلمت أمرى لمن هو رازقها ومعطيها
وفى بيته الحرام دعوته راغبا فيما يرى لى الخير فيها
 فإذا أتت سعدت وإذا غابت حمدت الله ما أكفانيها

تغير وجهها وزاغ بصرها وأخذت تحدث نفسها
هل كان يعرف طوال هذه المدة؟! كيف ذلك ؟! وبماذا تدل الزهور والهدايا التى أرسلها؟! هل لهذه الدرجة عرفنى؟! هل ...

قطع عليها صوتها الداخلى قائلا: سأجيبك عن تلك الأسئلة التى تدور بداخلك!
ارتسمت علامات الدهشة على وجهها
ابتسم لها إبتسامة حائرة بين الثقة والحزن قائلا:
 نعم طوال طريقنا معاً كنت أعلم حقيقة مشاعرك وكى أكون صادقا أحيانا كنت أغمض عينى عنها حالما متمنيا أن تكون مجرد سراب أو عدم ثقة منى فى أن الحلم من الممكن أن يصبح حقيقة!
أما بالنسبة للإهتمام كيف لا أهتم بك وأنا من اقتحم عالمك ومد جسور التواصل كلما تهدمت؟! 
كيف أحرم نفسى من أن أكون إنسان له غاية ؟!
ليتنى برغم البرد الكامن بداخلى أن أنشر الدفئ فى الأرواح!
ليتنى رغم الخوف المحتل قلبى منذ أعوام أن أكون الأمان!

ليتنى أستطيع أن أداوى القلوب مع أن جروحى لازالت حية!
ليتنى أستطيع أن أبدل الأحزان إلى أفراح فى عيون كل من حولى!

ألم أكتب يوما :
" * فى بعض الأحيان يكون دورك فى حياة شخص ما أن تكون فقط قارب عابر ينتشله إلى بر الأمان!
* جميل أن تداوى غيرك لكن الأجمل أن تجد من يداويك!

* لا أحد يحب أن يسمع الحقائق لأن الجهل بها يحرره من أى قيود!"

هذا ليس من باب التفاخر أو الإحساس بالأنا كما تتصورين مع العلم أن إرتفاع الأنا عند بعض الأشخاص سببه عدم وجود من يقدر ويهتم فيقوموا بما يتوجب على غيرهم القيام به! ولكنه من باب الوقوف لمعرفة أين أنا مما أكتب؟! فقد تأتى نصيحة على لسانى وتصبح حجة على !

ألم أخبرك أن النهايات دائما قابلة للتغير إذا أردتِ؟! 
فى كل لحظة نحيا البداية والنهاية معا فما يكون نهاية لأمر يكون بداية لأمر آخر فكل شئ قابل للتغيير وكل جرح قابل للإلتئام إذا خلصت النوايا وتعززت بصدق الأفعال لا الأقوال فقط!
تحدثت كثيراً كى تعرفينى ومع هذا كلما تحدثت إزددتى جهلا بى ليس لجهلك بل لعدم رغبتك هكذا حدثتى نفسى لكن إن شئت الدقة لا أعرف ماهو السبب الحقيقى؟!
نعم ألتقط التفاصيل وأحللها تلقائيا لطبيعة شخصيتى وغالبا ما أنجح فى وضع التصور لتلك التفاصيل
قال نزار قبانى " البعض يخلق الأعذار ليرحل والبعض الآخر يخلق الوهم ليبقى"
هل فهمت الآن لماذا كنت أخلق الوهم مع معرفتى بأنه وهم؟!

خيم الصمت مرة أخرى عليهما وجاء صوت موسيقى هادئة مصحوبة بصوت زينب فرحات الدفئ ملقيةً كلمات إسراء مقيدم

لسّاك بـ رغم البرد ساكن ف الضلوع
و مالكش حضن يكلفتك
و بـ رغم خوف ساكن ف قلبك من زمان
قادر تكون أنت الأمان..

قادر تكون أنتَ الدفا
لساك مصرّ إن الدموع

قنديل فرح... نازل على خدودك بـ يرقص فى الخفا
لساك تداوى فـ القلوب
مع إن قلبك كان يادوب
بيدوب فى أحضان الشفا!.. لساك دفا
إزاى بتعرف تبقى بلسم للجروح
مع ان جرحك لسة حىّ
مع ان عتمة دنيتك..علقم
بتعرف تبقى ضىّ
لساك بـ تتشعبط فـ حبل لحلم جىّ...

لساك بتقطع بالمودة كل أحبال الجفا
ياللى أنت عكاز للخطاوى فى الدروب
لسة الوجع عارف يطبطب ع القلوب
لا الدنيا عن لوع الوجع ناوية تتوب

ولا أنت ناوى إنك تبطل فى العكارة ... تكون صفا

للإستماع اضغط على هذا الرابط

https://soundcloud.com/jeneenyazouri/dsejmhtt6zge