الأربعاء، 1 أكتوبر 2014

مشهد - ذكريات!


جلس يقرأ فتذكر!
إبتسامة ترتسم على شفتيه وحزن يخدر جسده!
يمر شريط سينمائى أمام عينه ويتوقف أمام لحظات ليكمل اللحظات التى مرت عليه!
يراها وهى تمسك بطرحتها وتغطى بها وجهها إلا عينيها يلمح حزن بهما رغم إبتسامتهما!...

رأى نفسه يضمها إلى صدره ويديها تطبطب عليها هكذا شرد عقله أمامها
انتوى أن يتجرأ ويفعل ما شرد به عقله إلا أن خوفه أن تمر عليها لحظة فى يوم ما لتلوم نفسها قبل أن تلومه توقفه!
يتحرك الشريط قدما ليتوقف أمام لحظة تحدثه فيها وهى باكية يشعر بالعجز أنه ليس بالقرب منها ليمد يده ماسحا تلك القطرات عن وجنتيها طابعا قبلة فوق جبينها محتويا إياها بين ذراعيه!
يتحرك الشريط مجدداً ليتوقف أمام لحظة أمسك فيها بيدها يلبسها فيه خاتما وسلسلة والفرحة تتخلل ذرات جسدها إلا أن الخجل يجعلها تنظر للأرض ودمع الفرح يتراقص فى عينيها!
تختلط عليه الذكريات بالأمنيات لا يدرك التفريق بينهما!
هل يعاتبها أم يعاتب نفسه بتلك الكلمات؟!
لا يعلم إجابة سوى أنه يفتقد حضورها المؤلم مثلما هو غيابها مؤلم!
تزداد إبتسامته التى على شفتيه والحزن الذى يخدر جسده!
يستيقظ من تلك الومضات الفلاشية على حقيقة أنه ينتظر من لن تأتى وهو لن يذهب!
لتومض فى سماء شروده مقولة تقول:
"ما يقوله المرء أو يفعله لا أهمية له أبدا فمشاعره فقط هى التى تهم" 1
لكن عقله يشكك فى هذه المقولة التى يؤمن بها قلبه فالمشاعر المحتجزة لا تكفى وتعرض الإنسان للوساوس!
لتومض مقولات أخرى تؤيد العقل تقول:
"الحب له ألف لغة وألف لسان إن لم يتقن أطرافه توحيد مفرداته ما فهم طرف اﻵخر ولا شعر بحبه وإن كان ملء اﻷرض والسماء" 2
"نحن بارعون فى إيجاد اﻷعذار والمبررات إن أردنا شيئا." 3
فيهز عقله رأسه تصديقا ويقول مواسيا هذا ما افتقدتماه فأنتما لم تتحدثا لغة واحدة قط وأيضا ما يريد قلبك منك فعله هو مجرد مبررات واهية كى تسير خلفه
فيرد قلبه على عقله " أقسى وأعنف أنواع الحب هو ذاك الذى لا نعرفه ولا نعترف به ولا نصدق أنه يسكن أضلعنا!" 4

فيغمض عينيه ويهز راسه يميناً ويساراً لينفض عنها هذا الجدال ويعود ممسكا الرواية التى يقرأها علها تنسيه ما ظن أنه نسيه!

------

مصادر
1 مقولة جورج أورويل فى رواية 1984
2،3،4 مقولات نور عبد المجيد فى رواية صولو