الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

ساعات من التأمل 30 - أين الحقيقة؟




ماذا تفعل إذا وجدت نفسك راغبا فى إسقاط الأقنعة عن وجوه كثيرة حولك وتقول لهم رأيك فيهم بكل صراحة؟!
ألم تمر على الأقل ولو مرة بهذه الحالة التى تريد أن تخلع عباءة الإجتماعيات والمجاملات وتوقف عصر شجر الليمون الذى قارب على إنتهاء محصوله؟!!  قطعا مررت ولكن شيئا ما وقف فى طريقك ألا وهو مجموعة متتالية من الأسئلة هل فعلا مهما وصلت درجة الصداقة نستطيع أن نصرح بكل ما بداخلنا؟ هل يوجد من يستطيع أن يؤتمن على سر وأنت لم تستطع حمله بدليل رغبتك فى إلقاء ذلك الحمل من على كاهلك؟ هل فعلا هناك من يرغب فى أن يعرف الحقيقة؟ وكيف يمكن الوصول لهذه الحقيقة؟

إذا أردت أن تكون باحثا مخلصا عن الحقيقة فمن الضرورى أن تشك فى كل شئ لأقصى درجة ممكنة على الأقل مرة مقولة قالها ديكارت  وكتب عادل آل عواض على تويتر " الشك يجب أن يكون منهجا لمن أراد أن يصبح حراً ولو مرة أمام ذاته فميزة هذا الشك أنه يخلخل البديهيات ومن ثم يزرع أجودها عن قناعة "

 لكن هناك بعض من الناس يخشون أن يشكوا فيما يعتقدوا خوفا من الحقيقة فالحقيقة تكون صلبة لا تعرف المواربة فيصيروا فى حالة إنكار شديدة ويدافعون عن ما يأمنون به بإستماتة ولهؤلاء أوجه سؤالى ماذا ستخسر إذا شككت يوما فيما تعتبره حقيقة لا تقبل النقاش؟! الإجابة هى لن تخسر شئ بل ستكسب إما إيمانا راسخا لا يتزعزع أو تكسب معرفة تزيح الغمام عن عينيك وتصبح إنسان حر يستطيع أن يفيد مجتمعه فتلك التجربة كفيلة بتعليمك عدم تصديق إلا ما يقوله له عقلك مجرد من أى عواطف ومبنى على حقائق مستنتجة من أرض الواقع

فى النهاية الحقيقة لها وجوه كثيرة فابحث عنها فى كل  حين ولا تنتظر أن يسقيك إياها أحد لأنك إذا فعلت ستشرب الحقيقة لكن مصبغة بعقل وفكر من يقدمها لك!!