حاليا أستعد لخوض إمتحانات تيرم أول كلية الحقوق - دعواتكم بالتيسير والتوفيق - وبما أن المادة الأولى بعد غد وهى مدخل الفقه الإسلامى (تاريخ التشريع وأهم النظريات الفقهية) للدكتور محمد نجيب عوضين وجدت بعض الأسئلة وإجاباتها التى أظن أن من الأفضل مشاركتها مع الغير وسأقسمها إلى عدة أجزاء منعا للإطالة التى لا يحبذها البعض
أذكر أنواع السنة من حيث قوة السند مع ضرب مثال لكل نوع ؟
الإجابـــــــــة
أقسام السنة من حيث قوة السند :
تنقسم السنة بحسب روايتها الى سنة متواترة ، وسنة آحاد وزاد الأحناف على هذا التقسيم من حيث الرواية السنة المشهورة :
أ. السنة المتواترة :
هى التى نقلت عن الرسول صل الله عليه وسلم نقلا متواترا اى نقلها جمع من الصحابة ثم نقلها عنهم جمع مثله وهكذا حتى وصلت الينا وهم جميعا ممن يستحيل اتفاقهم على الكذب .
أو بمعنى آخر هى السنة التى نقلت بالتواتر فى العصور الثلاثة - عصر النبى ثم عصر الصحابة ثم عصر التابعين من جمع وهو أكثر من ثلاثة فى جميع العصور دون تغير العدد أو المضمون .
ومعظم السنة الفعلية أو العملية التى هى أفعال النبى صل الله عليه وسلم وأعماله تدخل فى إطار السنة المتواترة ومن أمثلتها قوله صل الله عليه وسلم « صلوا كما رأيتمونى أصلى » حيث نقل تصرفه كل حركات وسكنات الصلاة وبيانه لمقادير الزكاة ، ومناسك الحج كذلك من الأحاديث اللفظية المتواتره كقوله صل الله عليه وسلم « من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ».
ب. السنة المشهورة :
هى التى نقلت عن الرسول صل الله عليه وسلم على يد عدد أقل من الجمع المتواتر ثم رويت بعد ذلك من عدد كبير متواتر فى المراحل التالية حتى وصل الينا فقد روى غير متواتر فى مرحلة ثم تحول الى متواتر ومن أمثلته : قوله صل الله عليه وسلم « إنما الأعمال بالنيات وانما لكل امرىء ما نوى » فقد تحقق التواتر فى الحديث المشهور فى عصرين من الثلاثة .
ج. سنة الآحاد :
وتسمى بخبر الآحاد - وهى التى رويت من عدد لم يبلغ حد التواتر بل رويت عن واحد أو أثنان وهكذا حتى وصلت الينا أو تحقق التواتر فيها فى مرحلة واحدة ومعظم السنن القولية أى اللفظية من هذا النوع .. وقد فصل أئمة المذاهب الفقهية موقفهم من هذا النوع من الأحاديث لكثرة الاعتماد عليه كدليل تستقى منه الأحكام الشرعية فمنهم من عمل به مطلقا وقدمه على غيره من المصادر بعد الكتاب والمتواتر دون شروط. ومنهم من قدمه لكن اشترط للعمل به شروطا محددة - حتى يتم تقديمه عليه ومنهم من قدم عليه غيره كأجماع أهل المدينة .. بما يترتب عليه تعدد الرأى لاختلاف قوة الدليل .
وهناك تقسيمات أخرى للأحاديث من حيث اتصال السند وهى تقسيم الحديث الى مرسل وغيره لكن مجال تفصيل هذه التقسيمات تخدمها مجالات أخرى من الدراسة لمن أراد المزيد. نخلص من هذا التقسيم اذا أردنا أن نحدد درجة ثبوت السنة أى وصولها الينا من حيث نصها :-
1- ان الأحاديث المتواترة قطعية الثبوت عند اتحاد لفظها فى جميع الروايات وان كانت هذه النوعية من القلة العددية بحال - وهذا من باب رحمة الله بالمسلمين حتى ينشغل الناس بتقديس ألفاظ الكتاب الكريم - ثم فهم معانى السنة دون التعبد بألفاظها من ناحية كما أن اختلاف الألفاظ والروايات يؤدى الى تعدد الآراء والمعانى ، مما ييسر ويوسع دائرة الأحكام لحل قضايا المسلمين .
2- ما عدا الأحاديث المتواترة فى لفظها تكون السنة ظنية الثبوت أى غير مقطوع ، باتحاد ألفاظها لاختلاف الروايات - على العكس من القرآن الكريم الذى قلنا بأنه فى جميع نصوصه قطعى الثبوت دون خلاف .