الاثنين، 10 يونيو 2013

حوار: عصر الخلافة!


كتبت منذ مدة موضوع سابق فى نفس إطار موضوع اليوم وإن كان لا يجيب عن عنوان اليوم يمكنك عزيزى القارئ قرائته بالضغط على قراءة فى الأحداث حلم مشروع أم مشروع صدمة؟!

إذاً ما الداعى لإعادة الحديث بطريقة مختلفة وتحت عنوان آخر؟!
الداعى هو ما كتبه صديقى الإخوانى عبد الرحمن على صفحتى بموقع فيسبوك ودار بيننا الحديث التالى:

عبد الرحمن : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت "
ما رأيك فى هذا الحديث وفى ترتيب المراحل وفى أى مرحلة نحن ؟




سامح: ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى لهذا لا تعليق على حديث رسول الله صل الله عليه وسلم

أما أى مرحلة نحن فلا أعتقد أننا فى زمن الخلافة فأنظر حولك وقل لى أين منهاج النبوة فى أفعال الحاكم وجماعته

·       فهل كان الرسول يقول للكفار - وليس المسلمين المخالفين له فى الرأى - موتوا بغيظكم؟! ألم يقل له الله جل جلاله "ولوكنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك"

·       ماذا فعل الرسول مع اﻷوس والخزرج ألم يأخى بينهم؟! وماذا فعل حاكمنا ألم يفرقنا عشائر؟!

·       هل كان المهاجرين يتعالون على اﻷنصار بأنهم خير منهم أو قالوا للأنصار أين كنتم عندما عذبنا الكفار كما يقول أبناء وقادة جماعة اﻹخوان؟! أو هل كان اﻷنصار يمنون على المهاجرين إيوائهم؟!

·       ماذا كانت وصية الرسول بقبط مصر وماذا يحدث لهم أو بماذا يتهمون؟!

·       هل كان الرسول إذا تحدث كذب وإذا وعد أخلف كحاكمنا الذى صرح ووعد بتعيين ثلاثة نواب قبطى وإمرأة وشاب كما وعد بألا ينفرد حزب بالحكم ولم يفعل ولا داعى لذكر مشروع النهضة الذى لا يعرف أحد عنه شيئ؟!

·       ماذا كان رد الرسول ﻷبى ذر عندما كان يريد الولاية ومن عين حاكمنا من وزراء هل عين الحفيظ العليم كما قال سيدنا يوسف لفرعون مصر؟!

·       قال عمر بن الخطاب أصابت إمرأة وأخطأ عمر فماذا يفعل حاكمنا عندما يقال له أخطئت؟! وهل طلب بن الخطاب السمع والطاعة أم طلب التقويم وماذا يفعل اﻵن من طلب التقويم وماذا تفعل جماعته؟!

·       هل كان الرسول أو صحابته يشمتون من هزيمة جيشهم كما فعل كثيرون ممن ينتمون إلى الجماعة باﻷمس فى ذكرى النكسة نكاية فى أحد أعضائهم الذى ترأس مصر ولم يوافق على مشاركته الحكم؟!

·       هل قال أبوبكر أو عمر أو عثمان أو على أنهم أصحاب دعوة كإشارة اﻹخوان لحسن البنا بأنه صاحب الدعوة وأى دعوة تلك؟! أو كقول صبحى صالح اللهم أمتنا على دين اﻹخوان ؟!

·       وأخيرا وليس آخرا معظم أحزاب المعارضة لاتريد تقويم الرئيس وأخلاق الكثيرين فى إنحدار إلا أن هناك من يريد نجاح مصر بغض النظر عن إنتماء حاكمها فهل يسمع هو أو جماعته لهم؟! أو يتوقفوا ليتدبروا لماذا انقلب مثل هؤلاء عليهم؟! أم أنهم تأخذهم العزة باﻹثم بعدما أسكنهم الله مساكن الذين ظلموا؟!

  

الحديث يطول ويطول وفى النهاية سأقول "إنا أو إياكم لعلى هدى أو فى ضلال مبين" وارجع لتفسير سيد قطب لهذه الآية بكتابه فى ظلال القرآن والتى فى تفسيرها قال "هذه غاية النصفة والاعتدال والأدب في الجدال. أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم للمشركين: إن أحدنا لا بد أن يكون على هدى، والآخر لا بد أن يكون على ضلال. ثم يدع تحديد المهتدي منهما والضال. ليثير التدبر والتفكر في هدوء لا تغشى عليه العزة بالإثم، والرغبة في الجدال والمحال! فإنما هو هادٍ ومعلم، يبتغي هداهم وإرشادهم لا إذلالهم وإفحامهم، لمجرد الإذلال والإفحام!

  الجدل على هذا النحو المهذب الموحي أقرب إلى لمس قلوب المستكبرين المعاندين المتطاولين بالجاه والمقام، المستكبرين على الإذعان والاستسلام، وأجدر بأن يثير التدبر الهادئ والاقتناع العميق. وهو نموذج من أدب الجدل ينبغي تدبره من الدعاة .. ومنه كذلك الإيقاع الثالث، الذي يقف كل قلب أمام عمله وتبعته، في أدب كذلك وقصد وإنصاف "

 أعتذر عن الإطالة فى الرد وربنا يهدينا - ألف الجمع وليس التفريق - جميعا إلى مافيه خير لمصرنا ويأخذ كل من أراد بها سوءا وندعوا الله ألا نكون من الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا

 عبد الرحمن: آمين يا رب .. أتمنى أن نحسن الظن جميعا ببعض ( المؤيد والمعارض ) فهو الحل للإشكالية التى نحن فيها .. لأن من خلال الكلام مع حضرتك ومع أستاذ محمد سليمان – صديق مشترك - أشعر أن المشكلة فى التواصل وفى ان نفهم وجهات نظر بعضنا البعض فالهدف واحد وأنا متاكد أنكم مثل كثير من الناس لديكم حرص كبير على مصلحة مصر وأن مصلحتها لا تقارن بالمصالح الشخصية .. صدقنى نحن جميعا فى خندق واحد وكلنا ندافع عن نفس القضية لكننا لا نفهم بعض وهذه هى المشكلة! لهذا يجب أن نحسن الظن ببعضنا

سامح : "ما تصبرنيش بوعود وكلام معسول وعهود أنا ياما صبرت زمان على نار وعذاب وهوان وهى غلطة ومش حتعود" " أكتر من مرة عاتبتك واديت لك وقت تفكر كان قلبى كبير بيسامحك إنما كان غدرك أكبر.. أكبر من طيبة قلبى أكبر من طولة بالى" " ماتصبرنيش ما خلاص أنا فاض بيا ومليت بين لى أنت اﻹخلاص وأنا أضحى مهما قاسيت" هذه المقاطع من رائعة أم كلثوم للصبر حدود هى لسان حال الشعب المصرى لكل مسئول هذا إذا كان مسئول!

عبد الرحمن: مشكلتنا أننا صبرنا على الحرامية والنصابين واعطيناهم اكثر من حقهم .. انما من يريد الإصلاح لسنا قادرين على أن نصبر عليه وإعطائه الفرصة ولانريد أن نقتنع الا بالحل الذى من وجهة نظرنا ما نصبر ونشاهد وجهة نظره ربما تكون هى الحل؟! ستمر الأيام وسنرى ماذا ستجلب لنا!

 سامح: ياسيدى هو لايساعد نفسه ويجعل الناس تبعد عنه وراضخ لصوت الجماعة فقط ! لماذا نجح عبد الناصر والسادات فى استحواذ حب كثير من المصريين؟! التحدث مع الشعب ومصارحته بمشاكله وخطط مواجهة المشاكل وإشراكهم فى الأمر أو إن شئنا الدقة شعور المواطن أنه مشارك فعلا ثم هل وضع الرئيس الرجل المناسب فى المكان المناسب بدون حساسيات وحسابات خاصة؟! وقبل كل ذلك هل اعترف بأخطائه وأعلن عن إصلاحها؟!
توقف حديثنا هنا ولكن لم تتوقف علامات التعجب والإستفهام فأخذ الحق صنعه هكذا قال على بن أبى طالب فهل لا يوجد بمصر من يجيد صناعة أخذ الحق؟! وإذا كنا جميعا فى خندق واحد لماذا تفرقنا شيعا وعشائر؟! وإلى متى ستظل حواراتنا بيزنطية لا تنتهى بحلول على أرض الواقع؟!

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا إجتنابه وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء