الأحد، 29 يناير 2012

ساعات من التأمل 37 - العقل يحكم



عندما تتفاعل داخل الحياة وأحداثها يحدث تبادل فى التأثير بينك وبين غيرك  ومحيطك المجتمعى والبيئى الذى أحيانا تجد نفسك فتحت عينيك عليه دون أن يكون لك يد فيه لكن مع مرور الأيام تنتقى بنفسك من يضاف إلى محيطك الشخصى وتنفى أو تحيد من لا تريده داخل هذا النطاق لكن يظل ذلك المحيط ذو لمسة وطابع ظاهر فى شخصيتك وإن أتقنت إخفائها !!

وهذا الأمر ينعكس أيضا على من يدق له القلب والذى يقول البعض أن هذا الخفقان لا يد للعقل فيه مع أن العقل هو حاكم هذا الجسد وسلطان القلب وراسم صورة القريب والبعيد فلا يستطيع القلب أن يخفق دون إذن العقل !!

لكن هذا لا ينفى ذلك الشعور التى تشعر به داخل قلبك من سرعة ضرباته وخفقانه وسعادته بالقرب ممن تحب فهذا يحدث نتيجة الإيحاء العقلى والخيال اللاشعورى الذى رسمه العقل وحتى يمتزج الخيال بالواقع لا بد من حدوث تلك المشاعر حتى يثمل العقل ويتحيد نوعا ما تجاه التحكم فى الإختيار وإغفالا للأسباب والمبررات والدوافع وأيضا كى يتغاضى عن أخطاء الحبيب ورسائله التى قد تكون واضحة وضوح الشمس بأن هذا الطريق مغلق لا تحاول السير فيه !! لكنها الرغبة اللاوعية للعقل بالمضى قدما كى يزيد مفعول السحر الخدرى لتلك المشاعر وتجعل النفس محلقة فى إطار القفص الجسدى !!

إذن هى بحث عن سعادة وإن كانت زائفة على المدى الطويل إلا أنك تخضع لها وإذا حاول أحد إيقاظك من غفوتك المستيقظة وفى هذا يحضرنى كلمات كتبتها فى بعنوان شروق شمس " يريدون حقنى بمحاليل لم تعد تنفع أمثالى فإدمان حبك أصبح يدمى شريانى " http://samehshahien.blogspot.com/2011/04/blog-post_797.html

إلا أن هذا الأمر طال أم قصر - تبعا لشخصيتك - لن يستمر  فالعقل رغم عيشه فى حالة إنكار ورفض للواقع وإغفال العين عن قراءاة الرسائل القادمة من الطرف الآخر بشكل صحيح إلا أنه يظل مدركا للواقع وينتظر اللحظة المناسبة له كى ينتفض ليكسر حالة الخدر العقلى ويراجع ما جرى خلال تلك الحالة ويقرأ كل تلك الرسائل ويستنتج ويحلل كل صغيرة وكبيرة كى يتخذ القرار الصحيح سواء بالمضى قدما أو التراجع أو حتى الحفاظ على حد معين من العلاقة .

أسهل قرار يتخذه العقل هو الإستمرار أو قطع العلاقة أم اصعب قرار يتخذه هو الحفاظ على حد معين من العلاقة لأسباب ودوافع مختلفة تختلف من شخص لآخر لأن غالبا لا يستطيع الطرف الآخر فهم وإستيعاب هذا القرار وقد يظن خطأ إنك لازالت نائم فى غفلتك وهذا للبعض يمثل نشوة ما بأنه جعل الأمر عشوائى غير محدد فى حالة نشاط مستمرة لاتخضع لمعايير أو قواعد يمكن إخضاعها لها اللهم هى معايير وقواعد متخذ القرار فهو الوحيد الذى قد يكون قادر على التفسير !!

فى النهاية نتعامل مع كثير من الأمور كأننا لا ندرى مع أننا ندرى ما لا ندرى!! يقول قائل "إذا أردت أن تعرف نفسك عليك بالخروج من داخل سجن الجسد لترى نفسك بوضوح " وأنا قول أن هذا الرأى صواب إذا أضفنا إليه " أو خذ مقعد داخل هذا السجن وشاهد وراقب عن قرب ما يجرى بداخله  فأحيانا الرؤية من الداخل تكون أوضح "