الأحد، 26 فبراير 2012

ساعات من التأمل 42 - حديث قلم




كنت أقرأ بعض مما كتبت ووجدت تكرار لم أرضى عنه فيه تأكيد أن كل ما أكتب هو نضح لما احتويته من قراءات اختزنت بداخلى وتمت إعادة تدويرها وطرحها بأسلوبى الشخصى ولا أدرى لما تكرر هذا التأكيد على ملكيتى الفكرية لما أكتب! هل هو عدم تصديقى لما أكتب؟! هل هو عدم ثقة بنفسى ؟! هل هو إجابة لتساؤل يدور فى ذهن بعض من يعرفوننى من الماضى ؟!
قطعا عدم ثقة فى النفس ليست الإجابة الصحيحة ومنذ الآن سأحاول جاهدا عدم الإنشغال ولو جزئيا بأن أجيب مسبقا عن أسئلة قد تكون أو لا تكون صحيحة لدى الغير بل سأعبر عما يدور بداخلى فقط لاغير !!

الكتابة أصبحت عن حق الواحة التى أسافر إليها لكن مع هذا لا أستطيع أن أعبر وأكتب عن كل ما بداخلى فتخرج بعض الكتابات مبتورة أحيانا وتموت بداخلى الكثير من الكلمات قبل أن ترى النور أحيانا أخرى وأسباب هذا هو الخوف فالكتابة مرآة تعكس ما بداخل كاتبها وتعريه أمام قرائه ورغم كسرى للكثير من أبواب الخوف لازال هناك أبواب وخلفها جدران ربما يأتى يوما لأكسرها !!

شكراً لكل من أصابنى بخيبة أمل فيه لأنه دون أن يقصد جعلنى أعيش تجارب لم أكن سأعيشها دون وجوده فى طريقى كما أن بعضهم أيقظ وأشعل ما كان كامن تحت رماد بركان خامد من الأفكار والمشاعر وأريد أن أقول له أنى لن أندم يوما على كلمة أو وصفا رسمته بفرشاة خيالى له وستظل تلك الصورة مختزنة لدى تشفع له عند بزوغ مشاعر لوم وعتاب تجاهه فجزاء الإحسان لا يكون إلا الإحسان فمابالنا بمن علمنا دروس حفرت فى ذاكراتنا وأضافت خبرات إلى حياتنا !!

هل آن الآوان لكسر أسوار سجن صنعه خيالى تحول دون تحويل الخيال إلى واقع قد لا يكون بروعة الخيال أو يكون أروع منه؟!
هل آن للطير المحلق كبح جماح طيرانه ضد جاذبية الواقع بعد أن استنفذ جزء كبير من طاقته فى صراعات داخلية بين نفسه وقلبه وعقله وجزء آخر بين أفكاره ومثاليته ضد جفاء وإنتهازية الواقع خاصة مع عدم وجود دعم خارجى يدفعه قدما للطيران وإفتقاده بوصلة الهدف؟!
هل كان هذا الطائربحاجة إلى الإبصار كى يرى ما كان يراه ولا يصدقه ؟!
هذه أسئلة ستجيب عنها الأيام أو الأسابيع أو الشهور أو السنون عنها فهل ينتظر إجابة الأيام أم يكتفى بما أضاع من عمر ويكتب هو إجابة خاصة به ؟!

وآخر كلمات رددها ذاك الطائر قبل إختفائه كانت تقول:
بيت العصفور كان ذلك حلمنا
تمنيت يوما أن يضمنا
قشة حب مع نظرة أمل بنى قلبى المجنون عشنا
أنا طائر يهوى الطيران
كان يخشى التنقل بين الأغصان !
كى لا يقال عنه ياله من طائر فلتان !
فسقت أخلاقه فاهجروه أيها الغزلان !
إلهى مللت العيش وسط قلوب النكران
وعقول جعلت أعلامها الهجران
لذا سأهاجر من تلك الوديان
فارزقنى برفقة من الجنان
تكون خير هدية من رب كريم منان