السبت، 10 مارس 2012

ساعات من التأمل 46 - فقاعة



هل أنا مهم؟! هل أنا موجود؟!
هذه هى أسئلة اليوم التى ابحث بداخلى عن إجابة لها فالحقيقة أنى لست مهما لأحد بل أنا من يصنع وهم الإهتمام والأهمية وأعيش بداخل تلك الفقاعة من آن لآخر كى أصور لنفسى أنى موجود مع أن الواقع يقول أن الموجود هو من يترك كل يوم أثر وعلامة فيمسح دمعة أو يرسم بهجة أو يساهم فى إحداث تغيير وأنا لا أعرف كيف أغير من نفسى أو إن شئت الدقة هناك بعض الأشياء التى لا أرغب أن أغيرها وهناك مالا أعرف كيف أغيره!!

العيش داخل فقاعة الوهم موجودة داخل كل منا تلك الفقاعة هى نبت أحلام أو أفكار أو مبادئ وقيم يتفنن كل منا ببنائها تبعا لتكييفه وإنتقائه الشخصى لما يريد أن يدور فى فلكه محيطا نفسه بهالة من المجال المغناطيسى تجتذب كل من يجد لديه نزعة أو تقارب من تلك الجدران الإفتراضية فتجد على كل حائط من تلك الحوائط الأشخاص الذين ينتمون إلى تصنيفه فتجد حائط الحزن والشكوى به قائمة من الناس الذين لا يخجل الإنسان أن يعبر لهم عن إحباطاته ويبث لهم شكواه ويعرف أن علاجه لديهم حتى وإن كان هذا العلاج ليس إلا وجود قلوب صاغية !!

وهناك حائط المصالح به قائمة الناس الذين من الممكن أن يساعدوه على إنجاز ما يرغب فى إنجازه وإن كان هذا الحائط متعدد الزوايا والأركان فتجد فى إحدى الزوايا من تتجسد المصلحة ولا شئ آخر قابعون بها وفى زاوية أخرى منهم أصدقاء مصلحة مع وجود مسحة إنسانية تعطى العلاقة بعض الدفئ !

وهناك حائط العلم الذى يجتذب الأشخاص الذين يؤثرون فيه ويزيدون من خبراته وعلمه عله يستطيع أن يفهم ويعى ويدرك ويحاول أن يحدث تغييراً داخليا أو خارجيا فيمن حوله إذا استطاع!

تتعدد الحوائط والجدران التى نصنعها لكن هناك جدار دائما ما لا نلاحظه ونظن أننا نعلمه عن ظهر قلب ولهذا قلما انتبهنا إليه  ألا وهو الجدار الأسرى ولن أقول العائلى - لأنه أصبح منقرضا - فرغم تعايشنا داخل أسرنا إلا أن كل منا يعيش فى جزيرته الخاصة مما يؤدى مع مرور الوقت إلى عدم معرفتنا بمن هم أقرب إلينا ونندهش أحيانا من فعلهم أو رد فعلهم وننسى أننا ساهمنا فى حدوث تلك الجزر ولم نسعى لبناء جسور التقارب والتواصل!!

قد يظن  من يقرأ ! لا بل يظن من يقرأ ما سبق من كلمات أنها تعبير عن حالة إكتئاب وهنا أقول له فى رأيى هى لحظة صدق واعتراف بحقيقة نتجاهلها عمدا بأننا لسنا بتلك الأهمية التى نظن أنفسنا عليها وأننا موجودون فى هذا العالم كغثاء السيل بأجسادنا وقليلا بعقولنا ونادرا بقلوبنا وأرواحنا!!

أسمع من يقول بأن لو لم يكن وجودنا فى الحياة له أهمية لما خلقنا الله ! وهذا صحيح أن وجودنا فى هذا العالم مرتبط  بغاية وهدف قدره الله لنا فهو الوحيد الذى يعلم قدر أهميتنا ولا أحد سواه مهما تحدث بشر عن أهمية وجودنا بحياته لذا لا أجد سواه أدعوه " اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا اللهم اشغلنا بما خلقتنا له ولا تشغلنا بما خلقته لنا اللهم أنت الملجأ والمأوى للنفس فاللهم آت نفوسنا تقواها وزكها فأنت خير من زكاها "