الأربعاء، 14 مارس 2012

قراءة فى الأحداث - ديمقراطية الهدم أم البناء؟!

كلما كان الإنسان بعيد عن بؤرة الأحداث كلما كانت رؤيته أوضح وخلال الفترة القصيرة الماضية لم أعد اتابع عن كثب ما يحدث على الساحة المصرية اللهم إلا عناوين الأخبار وكذلك بعد طول إدمان لموقع تويتر أخذت قرارا بالعلاج منه والحمد لله نجح هذا العلاج حتى الآن ! وفيما يلى من كلمات هى نظرة من بعيد على الأحوال السياسية

ديمقراطية الهدم أم البناء


مر على ثورتنا ثورة 25 يناير 2011 أكثر من عام وخلال هذا العام مرت مصر بالكثير من الأحداث التى أدت إلى تجدد الأحزان والخوف من حدوث إنتكاسة للثورة وقليلا ما حدث أمرا جدد روح الأمل بالمستقبل بداخلنا فيمايلى نظرة  قد تتفق معى فيها أو تختلف وغالبا ستختلف لأن الإختلاف أصبح هو السمة السائدة داخل المجتمع المصرى !!
اسمع من يقول الإختلاف هو أمر صحى وضرورى فى المجتمعات الديمقراطية وهذا صحيح أن الإختلاف مطلوب لكن هل ما يحدث فى مصر هو إختلاف أم تقسيم فهذا فلول وذاك ثورجى وذلك كنبه وبداخل هذا التقسيم تجد تقسيمات داخلية فالفلول ينقسموا إلى أصحاب مصالح ومنتفعين وأيضا هناك أصحاب السلطة ومن يتباكى على أمن البلاد أما داخل القسم المؤيد إلى الثورة ينقسمون إلى إئتلافات وأحزاب وشباب يرى نفسه هو قوة الثورة الحقيقية ويرفض الإنضمام إلى قوى سياسية لا يجد أنها تعبر عنه باختصار كل ماسبق يعبر عن حرية الرأى والتعبير والديمقراطية لكنها ديمقراطية الفوضى والهدم وليست ديمقراطية البناء !!

فديمقراطية البناء تعنى تغليب مصلحة وطن منهك القوى ممتلئ المشاكل ولكن كيف ذلك وكل منا أخرج الفرعون الذى بداخله وجعله يرى ويحكم ويسعى إلى السيطرة على الآخرين وإذا لم يستطع القيام بذلك فما أسهل أن تطعن وتسب وتلعن من يخالفك الرأى!! فالقاعدة السياسية المصرية التى اتفق عليها أغلب المصريين رغم تعدد ميولهم وإنتمائتهم هى من ليس معى فهو ضدى !! مع أننا إذا طبقنا مقولة الإمام الشافعى " رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأيى غيرى خطأ يحتمل الصواب " لوجدنا أن اختلافتنا ليست كبيرة ومتباعدة كما نتصور ولفتحت عيوننا تجاه أمور ربما غفلنا عنها فهنا العلاقة ستصبح تكاملية فيما بينها مما يصب فى صالح هذا الوطن وكى تضح الفكرة أكثر انظر معى  هذا المثال البسيط قم بتقطيع إحدى الصور إلى 60 قطعة واعطها لشخص واحد كى يعيد ترتيبها وانظر كم من الوقت سيستغرق فى تجميع هذه الصورة وجرب نفس الأمر لكن بدل شخص واحد اعطى تلك القطع إلى 10 أشخاص وانظر كم الوقت سيستغرقوا فى تجميع الصورة النتيجة هى أن الشخص الواحد سيأخذ وقتا طويلا فى التجميع وربما فى نهاية المطاف لا يستطيع تجميعها بالشكل الصحيح أما الآخرين  أخذوا وقتا أقل فى تجميع الصورة وإذا حدث خطأ من أحدهم فإن الآخرين سيلاحظوا الخطأ ويصبونه.

يا سادة ما يجب علينا فهمه وأن نعيه جيدا مهما اختلفنا فى الآراء والأفكار فإننا فى النهاية ننتمى إلى كيان واحد اسمه مصر وهذا الكيان فى حاجة إلى إعادة بنائه من جديد كى يظهر فى الصورة التى نحلم بها فهل تضعون مصر أمام أعينكم ؟!