الأربعاء، 24 أكتوبر 2012

ساعات من التأمل 57 - شطرنج أم سودوكو؟



الموبايل لم يكن يفارق يدى لمتابعة التغريدات أو التعليقات وإذا فارقها بحثت عنه كأم غاب وليدها عن ناظريها ! لهذا كان قرار الإنقطاع عن الفضاء الإفتراضى وخاصة الفيس بوك الذى كنت مقل منه فى الفترة الأخيرة حيث استحوذ تويتر على اهتمامى أكثر لدرجة تذكرنى ببداية عهدى مع الفيس بوك الذى كنت أدمنته فى السابق وحتى يكون الإنقطاع حقيقى قمت بحذف برنامج تويتر من على الموبايل

ألمح من يتسائل ألهذه الدرجة كنت مدمنا على فيس بوك و تويتر؟! وهل هو حقا إدمان؟! والإجابة  بسيطة خذ قرار بالإبتعاد عنهما فإذا وجدت أن يديك تأخذك إلى أبوابهما والفضول وصل مداه وتتساقط على رأسك كثير من المبررات كى تعود إلى عالمهما فأعلم بأنك مدمن عليهما ورغم أن كلمة الإدمان كلمة سيئة السمعة إلا أنها حقيقة تعبرعن هشاشة الحياة الواقعية مقارنة بالحياة الإفتراضية الأكثر أثراً وتأثيراً ويدل على الفجوات التى تعترى بنى البشر فى عصرنا هذا !

 الواقع مليئ بالقواقع التى لا تجد فيه بيئة مناسبة لها فالإنتهازية والبحث عن المجد الشخصى على أكتاف الآخرين والمزايدات ولعب أدوار غير طبيعة الشخص نفسه  فى عملية تجميل تزكم الأنوف جعلت تلك القواقع تهجر الواقع  إلى عالم من صنعها وكان الفيس بوك ثم تويتر البيئة المناسبة لها ولكن مع إنتشار استخدام الموقعين إنتقلت الأمراض سالفة الذكر إلى ذلك العالم أيضا فتحولت تلك المواقع إلى مولد وصاحبه غائب على أيدى كثير من المستخدمين فأصبح الهرى فى المهرى أسلوب حياة بحيث إذا لم يوجد موضوع للهرى قام أحدهم  بإطلاق إشاعة ما تعطى المجال لملأ الشعور بالفراغ أو البحث عن الذات الغير موجودة أو الموجودة ولكن ليست ذات تأثير قوى فى البيئة المحيطة ! - فالإنسان يحلم بتغيير العالم من حوله لأنه يرى أنه الكامل الأوحد فيه - أو تجد الباحث عن الشهرة الراغب فى زيادة أعداد المتابعين سواء بوضع صورة جذابة أو سرقة كلمات الغير ونسبها إليه أو إلى غيره من السلوكيات التى يعرفها سكان كوكب تويتر والفيس بوك إلا أن الحق يرغمنى أن أقول أن هناك من تستفيد من سعة علمهم فى مجالات عدة أو على الأقل يفتحون لك بابا جديدا من أبواب التفكير فتصبح أكثر قدرة على الرؤية والرؤية لا تكون من خلالهم لأن هكذا تصبح تابع أما الرؤية الحقة هى تلك التى تثير بداخلك الفضول والشك للوصول إلى اليقين الغير مطلق فلا شئ بالدنيا حقيقة مطلقة سوى الموت لن تجد من ينفيه أو يجادل فى حتميته !

 هناك بعض الأشخاص على تويتر احتلوا ركنا داخلى ربما نتيجة تشابه الأرواح وتلاقيها فى الأفكار والرؤى رغم تباعد المسافات وعدم التعرف الشخصى وأحيانا كثيرة اكتفى معهم بالمتابعة الصامتة وهناك من اتفاعل معهم وهم قلة قليلة وهؤلاء جميعا بالنسبة لى ببساطة هم ملح تويتر الذى بدونهم لا يصبح له قيمة تذكر! وسوف أتناولهم فى موضوع لاحق بإذن الله

أعود مرة أخرى بعد أن أخذنى الحديث إلى غير مجراه ألا وهو عنوان الموضوع فقد استغنيت عن الفيس بوك وتويتر يتحميل لعبتى الشطرنج والسودوكو وهما يناسبان كثيرا شغفى بالتفكير والبحث عن حلول رغم عدم إمتيازى فى أحد اللعبتين لكنه عملا بمقولة لا يفل الحديد إلا الحديد لكنه حديد أهدأ كثيرا لا يظن بك السوء أو يحاول أن يسحبك إلى تيار الهرى والمزايدات أو لعب دور البطل من ورق وإذا لم يعجبك أداءك تقوم بإعادة الدور مرة واثنان وثلاثة حتى تخرج منتصرا ولكنك تتعلم أيضا أن الخسارة شئ لابد منه مهما حاولت إعادة اللعب أكثر من مرة ! لهذا أحيانا يكون عليك التسليم ولا تعاند أكثر من اللازم !

كل شئ فى هذه الحياة يحمل دروسا لنا علينا أن نعيها ونتعلم منها تفكر تأمل وتدبر هذا هو الطريق لتتعلم