الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

حوار تويترى 1 - اللقاء الصامت


قليلا ما يحدث حوار هادئ ونقاش هادف على تويتر ومن تلك المرات كان هذا الحوار الذى رأيت أن اجمعه واطرحه ربما يجد قارئ به إستفادة ما وإليكم الحوار:
 
كتب محمد مغرداً :" في كل مرة كان اللقاء يكون خاطفا ولكن في هذه المرة وقفا والصمت يخيم عليهما، وينظر كل منهما لصاحبه وفيض من الأسئلة يكاد أن يغرقهما!"
فتسائلت سمر: وهل فهما بعضهما من خلال صمتهما؟
فأجاب محمد: لا أظن فكثير من التفاصيل المهمة تضيع في بعض أنواع الصمت فتصبح الصورة غير واضحة وناقصة ‏ ومضللة
فتدخل سامح معلقا : إذا كانت الموجه مضبوطة لفهما لكن أحيانا رغم وضوح الموجه إلا أن أحدهما يسعى لتشويشها ! والسبب عدم وضوح رؤية الهدف فتسير العلاقة فى إطار لا أحبه ولا استغنى عنه !! فالبعض أحيانا يريد فقط اﻹستمتاع بالرحلة !
 محمد: صحيح فضبط الموجة والمحافظة على نقائها شيىء مهم جدا لعملية الإستقبال والإرسال ومن ثم فهم الرسالة
سامح:  الغريب أن بعد التشويش يتم توجيه إتهام بعدم الفهم والشعور بالطرف اﻵخر وعندما تلمح ذلك الإتهام وتصارح به الطرف الآخر ينفيه ليزيدك تشويشا !!
محمد:  اعتقد الأمر يحتاج لمثابرة وصبر ومحاولة التغلب على هذا التشويش بأية طريقة، فلا مفر من أن تصل الرسالة ‏!
سامح: فى البداية يصبح الموضوع مطاردة محببة لكن عدم إدراك اللحظة الفارقة يجعل اﻹستمرار مضيعة للوقت والمشاعر فالحياة مراحل وكى تنتقل من مرحلة ﻷخرى تصل إلى نقطة نهاية تكون هى نقطة بداية للمرحلة التالية
محمد: ولكن في أحيان كثيرة يكون لا مفر من الإستمرار في المحاولة وخاصة عندما يكون الحوار دائرا بين الإنسان ونفسه !
سامح: بين اﻹنسان ونفسه لا يجوز التوقف أبدا أما فى الحالات اﻷخرى يستمر بإنقطاع تبعا لحالة الضعف التى قد تمر على اﻹنسان !
سمر: لا أعتقد أن الرحلة ستكون ممتعة إلى هكذا درجة إذ لم يكن لها فهم أو باعث روحي لها!
سامح: الباعث هو الراحة فى الحديث ولمس اﻹختلاف عن النطاق المحيط فيصبح إعجاب بالعقل وطرق التفكير مما يجعل الشخص لا يصدق ما أمامه من وضوح وصراحة فأحيانا يكون لهما بريق يعيقان الرؤية!
محمد:  اعتقد أن الأمر يحتاج للصدق مع أنفسنا ومع الآخرين وهو كفيل بإنجاز الكثير وتخطي الكثير من العقبات
سامح:  فتح الله عليك الصدق يجعل أفعالنا متسقة مع أفكارنا ولا يؤدى إلى تشويش لكن كما قلت البعض لا يصدق ما أمامه إما لندرته فى النطاق المحيط وإما تجنبا ﻹعادة ترتيب خطط مرسومة مسبقا نتيجة العثور على الحلم الضائع فالحلم الضائع قد يأتى به نقص فى تفصيلة ليصبح كاملا كما رسمه الخيال فيغمض صاحبه العين إلا عن هذا النقص!
سمر:  وإن كان الإنسان صادق أو ربما يحاول أن يكون صادق مع نفسه ومع الآخرين لكنهم لا يرتضون بهكذا صدق، ما الغاية إذا؟
سامح: أولا لا أحد يرفض الصدق لكن التعود على الزيف هو السبب فتحول القاعدة إلى إستثناء واﻹستثناء إلى قاعدة يحمل بداخله الحنين إلى أصل الفطرة اﻹنسانية أما بالنسبة للغاية يكفى الراحة من حرب داخلية بين الحقيقة واﻹصطناع وإن كان فى الحقيقة ألم!
محمد: حقا فالأمر لا يخلو أحيانا من ألم ينالنا بعضا منه أو ضريبة ندفعها وأعتقد أننا علينا أن نضع ذلك في اعتبارنا دائما
سامح: لا يوجد شئ بدون ضريبة فعلينا أن نفعل ما نحب ونتقبل ضريبته بإبتسامة كلما استطعنا اﻹبتسام ! فعدم الفعل خوفا يحملنا أكثر
محمد: صح جدا جدا فسواء في هذا أو ذاك ‏لابد من ضريبة إذن فلندفع الضريبة ونكسب أنفسنا خير وأبقى
سامح: وهذا هو الغاية أنت كما تريد أن تكون!

انتهى هذا الحوار الشيق الذى أشكر عليه الرائعين محمد سامح وسمرعلى وفى إنتظار حوارات أخرى