الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

ساعات من التأمل 62 - 10 سنوات أشغال شاقة حلقة 4


  
رياضة الغوص من الرياضات التى لها قواعد وشروط إذا لم تحترم قد تفقد معها حياتك أو تحدث لك بعض الأمراض مثل سكر الأعماق أو إنفجار الرئتين أو مرض انخفاض الضغط ( تكون فقاقيع فى الدم ) بعد سماعك لهذه الأمراض تقول باعد الله بيننا وبينه ! لكن كل شئ له تدريب وإرشادات إذا اتبعتها ستكون فى أمان.

كنت أخاف من البحر رغم عيشى بشرم الشيخ وذهابى فى صغرى إلى البحر مرات عديدة إلا أنه لم يكن يستهوينى وكنت أخافه بشدة وصلت فى إحدى المرات أن يجرى خلفى والدى على الشاطئ من أجل تعليم السباحة مثل إخوتى وبعد عملى بشهور وجدت نفسى أتأمل كيف يأتى السياح من بلدانهم ويدفعون الأموال كى يشاهدون ما فى بحرنا فمابالى أقف على شاطئه دون أنزله؟! بعدها قررت أن أتعلم العوم فى مارس 2004 وبدأت خائفا مرتعدا متشبثا بسقالة الفندق الذى كان مركز الغوص فيه وبعدها بدأت أتخلص من خوفى والفضل فى ذلك لثلاثة من العاملين محمد عماد وعادل معالى وعوض أحمد فى مركز الغوص وبعدهم فضل كبير لصديقى العزيز مدرب الغوص كريم طايع - أكاد اسمع من يقول أين الله من هذا الفضل وأقول له أن الله نعمه لا تعد ولا تحصى وهو منزه عن أن يتساوى مع بشر!! 

وقفة:
* كل إنسان لديه ما يخيفه فلا تخجل بل حاول أن تتخلص منه!
* التعلم والتدريب هما سبيلك لبر الأمان !

* ابحث عن العلم لدى أى إنسان ولا تستكبر غالعلم لا يصل المستكبرين!
* تعرف على كنوز بلدك فهى كثيرة وتستحق المشاهدة مثل البلدان التى تحلم بزيارتها وأكثر !

أخذت إجازة بعد 3 شهور لبدأ أول دورة غوص تدريبية وحينها بدأنا فى حمام سباحة ومن ثم البحر وكان هناك كتاب نظرى يجب دراسته واحترت هل أشتريه باللغة العربية أم الإنجليزية ولأن كان هدفى فى ذلك الوقت هو أن أصل لأعلى مرتبة بالغوص فأنا عاشق للكمال مع أنه لله وحده! اخترت الإنجليزية لكن اصطدمت بصعوبة المصطلحات ولأن إجازاتى قصيرة وكنت أرغب فى إنهاء الدورة خلالها تحولت للغة العربية والتى اصطدمت فى سوء ترجمة بعض المصطلحات والمسميات !! وفى أحد الأيام كنت على سطح البحر وكان مدربى مع متدرب آخر تحت سطح الماء فى تدريب وكنت انتظر دورى فنظرت حولى ولم أجد أحد على الشاطئ أو فى الماء فاصابنى الفزع والرعب بعد تذكرى جميع أفلام الفك المفترس وخرجت من هذه الغطسة وقد قررت عدم إستكمال التدريب أبدا ولكن كريم هدأنى وأعطانى إجازة من التدريب وبعدها طالبنى بزيادة تدريبات السباحة والتى استمرت شهور كلما اتيح لى أخذ إجازة وانهيت الدورة الأولى بعد 6 شهور متقطعة مجزئة لتعلم السباحة والمذاكرة النظرى وتدريب الغوص وأيضا لإنشغال مدربى وإصراره على معايير حاصة به بعيدا عن معايير المنظمة نفسها لأنه كان يعلم برغبتى فى الوصول لأعلى الدرجات!


وقفة:
* الأحلام سهلة التنفيذ يحتاج عزيمة وإرادة وصبر!
* تعلم بلغتك إذا كانت هى المصدر الأساسى للعلم الذى تريد تعلمه وإلا عليك بلغة البلد المنجز والمطور له كى تتجنب سوء الترجمة وتصلك المعلومة أفضل !
* لا تأخذ قرار وأنت واقع تحت ضغط أيا كان نوعه!
* إتقن ما تتعلمه ولا تبحث عن الشهادات فقط !
* إذا كنت معلم أحسن تعليم من هم تحت يدك فأنت المسئول عن إنتاجهم فى المستقبل!


تعددت الغطسات وقمت بعمل 3 دورات أخرى إحداهم تأجلت لظروف تضارب إجازاتى مع إجازات صديقى ومدربى كريم وفى شهر ديسمبر عزمت أن أنفذها خاصة إنى ذاكرت هذه المرة الجزء النظرى 3 مرات وكان من المفترض بعد كل مرة أن أنهى الجزء العملى وكنت بدأت أشعر ببوادر دور برد لكنى تجاهلت ذلك وصممت على إنهاء الدورة دون أن يعرف المدرب بما لدى لأنه إذا علم لكان أجل الدورة وبعد الغطسات المقررة وبعد رجوعى للمنزل مساءا دخلت غرفتى لأستريح فإذا برعشة تنتاب جسدى كاملا ولأول مرة أعرف كيف تتخبط الأسنان ببعضها نتيجة البرد ولم أستطع أن أنادى على أحد ولم أقوى على النهوض وبعد فترة نمت وأنا فى هذه الحالة لمدة 12 ساعة متتالية وبعد شهور وقفت أتأمل هل هذا المجال يناسبنى أم لا؟! حينها كنت صريحا مع نفسى لأقصى درجة وقررت إستكمال الغطس كهواية كلما رغبت فيه ولن أكمل فيه لأتخذه مهنة فمهاراتى لا تتناسب مع العمل اليومى للغطس صيفا وشتاء نهارا أوليلا بجانب أسلوب الحياة الغربى الذى يحياه كل من انتسب لهذا المجال!


وقفة:

* من قواعد الغطس إذا شعرت بأى رغبة لعدم الغوص فلا تفعل ولا تجعل نظرة من حولك تأثر عليك لتغطس وأنت غير مستعد نفسيا لذلك!
* لا تتخطى حدود القواعد فقد وضعت لحمايتك!
* من آن لآخر عليك الخروج من نفسك لتشاهدها هل أنت تسير فى الطريق المناسب لك أم لا؟ هل مهاراتك الشخصية وأسلوب حياتك يتناسب مع المجال الذى تريد الإنتساب إليه؟ وهل ... وهل ...؟

* إعادة حساباتك ليس فيها خطأ الخطأ أن تسير فى طريق وأنت غير مستمتع به!