نقلت قبل موضوع الشقة السابق ذكره بشهر إلى فرع صغير بدلا من المركز الرئيسى والذى كنت مسئولا عن حساباته لمدة تخطت العام رغم حداثة عملى ووجود من هو أقدم منى لكن أخطاء الغير والتى لم أسعى يوما إلى إظهارها كم يتفنن البعض أهدتنى تلك الفرصة ويعلم الله أنى كنت أخشى عليهم كما كنت أخشى على نفسى وفى بداية عملى فى ذلك الفرع كنت أشعر بأنه تم نفى بدلا من تصعيدى وشعرت بفراغ كبير بعد أن كان كل شئ أمام عينى وإن لم أراه يصلنى مايدور لكن هذا الشعور تلاشى ما إن بدأت أنظر للجانب المشرق فى ذلك النقل ألا وهو الهدوء وراحة البال والبعد عن الضغوط هنا بدأت استمتع وبدأت تعلم السباحة رغبة منى فى تعلم الغوص ولأن الفرع صغير كان هناك ميزة عكس المركز الرئيسى فالعاملين به يد واحدة ويخشون على بعضهم البعض ولهذا لم يكن هناك كثير من المشاكل وإذا حدث كنت احتويها لكن هذا لم يعجب المدير المالى فهاتفنى مرة لماذا لا تأتى إلى المركز الرئيسى لتطلعنى على الأخبار فقلت أنه لايوجد ولو وجد ما يستحق لنقلته !
وقفة:
* حب لأخيك ما تحبه لنفسك يكرمك الله
* ابحث عن الجانب المضئ فى كل أمر واجعله فى دائرة تركيزك
* العصفورة ذلك المصطلح السيئ هو أساس مشاكل الكثيرين فلا تكن عصفورة تنقل الأخبار إلا ما يستحق بعد فشلك فى علاجه
كان لدى العاملين بالمركز الصغير رغبة فى مساوتهم بالمركز الرئيسى فى أمر من الأمور ونظرا لعلمى بأن المدير المالى المصرى سيرفض ذلك الطلب انتهزت فرصة وجود مدير العمليات الأجنبى ونقلت لهم طلبهم فماكان من الرجل إلا أن لبى هذا الطلب بعد أول إجتماع للمديرين وفى دهشة من المدير المالى ولازال العاملين بذلك المركز يتذكرون لى ذلك الموقف على صغره حجما وقيمة . كان هذا الفرع فى فندق شهير بشرم الشيخ ممن يمتلك به أحد ملوك دولة عربية صغيرة الحجم فيلات والذى كان يأتى إليه بمركبه الخاص الفخم لدرجة أن به مرسى لليخوت! وما أكثر ما سمعت عن حفلاته فكان العاملين بهذا الفرع مقيمين بسكن العاملين بهذا الفندق وكانت الشركة تدفع للفندق إيجار السكن وشاهدت على شاطئه اثنان من الفنانين الشباب مع فتيات فى إجازة !
ماعلينا نعود إلى موضوعنا
كانت زوجة أحد المديرين الأجانب وكان إيطالى الجنسية تعمل مدربة غوص وتأتى إلى المركز مع أبنائها الصغار فنام أحدهم فأردت أن تضعه وعربته فى أحد الأماكن المكيفة والتى كان يستغلها كاشير الفندق المتواجد بمركز الغوص ورفض الكاشير أن تضع ابنها فى تلك الغرفة وبدأ مشادة بينهما ففتحت لها مكتبى والذى به عهدة لتضع ابنها فيه حلا للموقف وبعد شهر فوجئت بنقلى إلى فرع آخر مديره إيطالى صديق لذلك المدير وصدقت توقعاتى بأنه هو صاحب قرار ترشيحى لهذا الفرع ومع بداية عملى فى هذا الفرع كان هناك عدم نظام أو ترتيب وهناك كثير من العجز والمواد التعليمية غير صالحة للتدريس فشعرت بالخوف وبعد عملى بيومين طالبت بعدم الإستمرار بهذا الفرع لكن البعض طمأننى قليلا وقمت أنا أيضا بإعادة ترتيب كل شئ وجرده مرات ومرات مما جعلنى اتعرف على الأصناف بشكل اسرع وبعد مرور عام ونصف على وجودى به تم إتخاذ قرار بتحويله إلى شركة مستقلة وعرض على الذهاب إلى معهم ووافقت بعد أن أصبحت رئيس حساباتها حاليا طبقا للمسمى الوظيفى أما الفعلى فشئ آخر وإختصارا تستطيع القول "بتاع كله"
وقفة:
* من يعمل فى السياحة عليه أن يعى أنه داعى لدينه أولا ورمزا لوطنه ثانيا !
* بعض الأمور الصغيرة تترك أثرا كبيرا داخل النفوس فلا تستصغر أمرا !
* كن إنسانا رحيما !
* لا تستعجل أمورك فربما يكون الخير نصيبك بعد حين !
* الإنسان عدو ما يجهل فامحو جهلك !
* النظام والتنسيق يزيدون من قدراتك ويضيفون إلى خبراتك فكن منظما !