الأحد، 28 أكتوبر 2012

ساعات من التأمل 59 - 10 سنوات أشغال شاقة حلقة 1


 
تحت عنوان 10 سنوات أشغال شاقة سيكون حديث معكم فى حلقات عما خرجت به دروس وحكم وعبر!
 نعم لا تستغرب أنه قد مر على عملى 10 سنوات فالعمر يمر دون أن نشعر به أحيانا نشعر معه أننا قطعا شوطا وأحيانا نشعر أن سرعتنا لا تزيد عن صفر! وأتمنى أن تكون هذه الحلقات فيها ما قد تستفيد منه

ولدت يوم 24/01/1982 وتخرجت من كلية التجارة جامعة طنطا فى مايو 2002 وانتهيت من كشف التجنيد خلال شهر سبتمبر 2002 لأحصل على إعفاء نهائى وبذلك يكون الله حقق لى الخيار الثانى الذى دعوته أن يختار لى منهما مافيه خير لى والخيار الأول الذى تتسائل عنه قارئ هذه الكلمات كان هو الإلتحاق بالجيش كضابط احتياط والذى وقتها حزنت لعدم تحققه لولا لافتة وجدتها أمامى عند خروجى من منطقة التجنيد أعادت لى الأمل كانت تقول " يد تحمى ويد تعمر " !

أراك عزيزى القارئ تندهش وتستغرب مما سبق فحلم الغالبية من شباب مصر هو عدم وقوعهم تحت طائلة التجنيد الإجبارى لكن كان حلمى القديم هو الإلتحاق بالكلية الحربية ونظرا لظروف خاصة لم يحدث حتى أن تقدمت إليها وكان فى تخطيطى إذا أصبحت ضابط احتياط محاولة جعله بداية لإستكمال حياتى المهنية فى السلك العسكرى ولعلى أدهشك أكثر عندما أقول لك كم احمد الله اليوم على عدم تحقق تلك الأمنية! نعم فمع مرور الأيام تكشف لى طبيعتى المتمردة على التحكم السلطوى أيا كان نوعه وحبى للحرية وإن كان تعاملى مع تلك الحرية فى نظر الغير مقيدة إلا أنها مقيدة منى أنا وليس بها إجبار من أحد إلا ما لم ييسره لى الله بعد من تحطيم قيوده!

وقفة:
كثيرا ما نحزن لعدم تحقيق الله ما كنا نحلم به وتمر الأيام لتثبت لنا أن الله يختار لنا مايناسبنا فكل خلق لما هو ميسر له

يوم 19/10/2012 أتممت عشر سنوات من العمل 10 ساعات يوميا وأحيانا كانت تتخطى هذا العدد إلى 16 ساعة لمدة أسبوع من بداية كل شهر وذلك كان فى عملى القديم حيث كنت اعمل محاسب فى إحدى الشركات الشهيرة فى مجال الغوص فى مصر ومن الطرائف أن تعرفى على مديرها المالى وهو فى نفس الوقت الشريك المصرى كان بعد صلاة الجمعه 18/10/2002 والذى يصادف أن يكون هذا العام يوم خميس كأن العشر سنوات حركت الأيام يوما كى لا يتطابق مع ما مضى كنت مرتديا قميص برتقالى وبنطلون أسود مطوى أطرافه وشبشب حيث كنت ذاهبا للصلاة ولم يكن فى بالى تدافع الأحداث حيث بعد تعرفى عليه أخذنى معه إلى مقر الشركة لمقابلة رئيس حساباتها الذى أصبح حاليا أحد أصدقائى وأدين له بتعلمى المحاسبة حيث كنت أكرهها فأنا عاشق للإدارة ولكن ظروف العمل بعد التخرج هى من دفعتنى لإختيار قسم المحاسبة كتخصص بناء على نصيحة الأهل 

وقفة:
* ربط التعليم بسوق العمل وتغيير المناهج لتناسبه بعد التخرج وتوفير التدريب خلال الصيف بشكل إلزامى للشركات والطلبة هو السبيل للنهوض بهذا الوطن وإذا لم تقم الحكومة بذلك فعلى الفرد أن يكون قادرا على قراءة سوق العمل عند التخصص وعليه أن يسعى جاهدا قدر استطاعته أن يطور من مهاراته لتتناسب مع هذا السوق المفتوح
* أحيانا يتحول زميل العمل إلى صديق وإذا عمل معك صديقك يتحول إلى زميل عمل وتنتهى الصداقة وهذا من واقع تجربة شخصية !

قام رئيس الحسابات بطلب عمل شيت على برنامج الإكسيل فقمت بما طلب وزيادة عليه قمت بعمل رسم بيانى كان به خطأ بسيط بعدها تم إبلاغى بالعمل معهم لمدة 3 شهور تحت الإختبار ومن ثم إذا اثبت كفائتى سيتم تعيينى وخلال تلك الشهور كنت حريصا على الفرصة التى أتيحت لى فكم متخرج يجد الفرصة سانحة أمامه ! وأنت تعلم عزيزى القارئ نسبة البطالة بمصر والتى يستغلها أصحاب العمل للضغط على موظفيهم فكثيرا عند حدوث مشكلة ما تردد على مسامعى أن الشركة بلا أبواب وأنه يمكن الإستغناء عنى وعن غيرى واستبدالهم بالعشرات ومن المواقف أنه عندما تم تعيينى مع إمضائى لعقد العمل قمت بإمضاء الإستقالة واستمارة 6 وكذلك أن الراتب المسجل بالعقد هو مائة جنيه لاغير فى حين أن الراتب الفعلى كان سبعمائة جنيه فاندهشت وتسائلت فقيل لى أنه إجراء روتينى لكل من يعمل بالشركة !

وقفة:
* "قبل ما ترمينى فى بحورك مش كنت تعلمنى العوم" كلمات أغنية تعبر عن واقع سوق العمل فلا أحد يعرف حقوقه أو إلتزاماته وهذا من الأشياء التى لا أحبذها لأنها تجعل المجال فضفاض وقابل للتأويل حسب الحالة المزاجية لصاحب العمل أو الموظف وكل يغنى على ليلاه!
* الراتب القليل يهدف إلى تقليل المبلغ المطلوب سداده للتأمينات والضرائب كما يكون سلاح على رقبة الموظف إذا حاول الشكوى لمكتب العمل فالعقد حينها سيكون شريعة المتعاقدين !
* إمضاء الإستقالة سلاح آخر يعنى أنك إذا قمت بأى فعل لم يعجب الإدارة يتم إنهاء خدمتك فى لحظات دون الحصول على أى من حقوقك !

لم يكن مضى على عملى بالشركة سوى أيام ودعيت لحضور إجتماع للعاملين وفى هذا الإجتماع علمت بأن العمال والسائقين طلبوا من المشرف العام عليهم إبلاغ الإدارة برغبتهم فى زيادة الراتب فماكان من الرجل سوى نقل رغبتهم إلى مدير الشركة وعقد هذا الإجتماع للتأكد من تلك الرغبة ليغلق الجميع فمه ومن تحدث منهم كان يتحدث لنفى هذا الأمر! فقام المشرف بتقديم اعتذار للمدير وأعلن عدم تدخله سواء سلبا أو إيجابا فى أى أمر يخصهم مرة أخرى.
حدث اجتماع آخر بعد شهور ولكن كان مع مدير التشغيل الأجنبى الجديد حيث تم تغيير السابق لخلافه مع المديرالشريك المصرى وكانت الدعوة بعد مرور أسبوع على عمله رغبة منه فى التعرف إذا كان هناك شكاوى أو اقتراحات للعمال والسائقين وللمرة الثانية أجد الصمت مطبقا فى حين أن آذانى كانت قد ملت أحاديث وشكوى السائقين  من سوء التنظيم والتخبط فى أوامر التشغيل فهذا يقول أن سيارته 14 راكب وأمر التشغيل لإحضار 21 عميل وهناك سيارة 30 راكب وأمر التشغيل لإحضار 14 عميل ! فتحدثت فى هذا الأمر وبلغته ما كنت اسمع من شكوى وأراه بعينى صباح كل يوم عندها رأيت الدهشة فى عيون الحضور! لكنهم لم ينفوا ما قلت قد يأتى إلى ذهنك لما يحضر المحاسبين اجتماع للسائقين والعمال؟ والإجابة ببساطة أن المدير المالى الشريك كان يحب أن يعرف كل كبيرة وصغيرة وقسم الحسابات عنده هو ذراعه الأيمن !

وقفة:
* العود فى حزمته محميا إنها حكمة ترددها الألسن!
* قم بما يرضى ضميرك حتى وإن كنت وحيدا !
* سياسة كله تمام مترسخة داخل الكثيرين فلا تستعجب من التدهور المحيط بنا !
* الإجتماع من أجل الإجتماع ليس ذو جدوى !