الأحد، 24 يونيو 2012

قصة هاتفية 4

وفى أثناء أستسلامه للغرق فى أعماق هذه البحار
وجد صوتا يتداخل مع تلك الكلمات معطيا له جوابا سبق وأن نصحته به صديقة
لايميز الصوت جيدا والكلمات التى يرددها هذا الصوت!
أغلق عينيه محاولا التركيز ليدرك ما يتردد ليكتشف أن ذلك الصوت هو صوت أنغام
اسمع من هنا: https://soundcloud.com/mirette-magdy/fmodgtxrcooq

إلقالك حد..
لو ضاقت بيك يفتح لك قلب
يبقالك صحبة وأهل وبيت
يناديك لو أنت في يوم ضلّيت
ويشوفك لو ع الخلق داريت
ويحسّك رغم البين والبعد
إلقالك حد..
إلقالك حلم من الأحلام
ماتسيبش سنينك للأوهام
دي الدنيا ما بين أفراح وآلام
والشوك تسقيه يطرح لك ورد
وإلقالك حد..
إلقالك قلب يحن إليك
وحبيب يشتاق ويروح يرضيك
لو طالت في الأيام لياليك
يبقالك فجر وشمس وغد
إلقالك حد..


فعوضا عن أن يطفو إزداد غرقه سرعة نحو قاع لايرى أين قراره؟!
فأغلق على نفسه أبوابه وشبابيكه ليعيش فى ظلام دامس محدثا نفسه كم كان يرغب أن يخبرها بأن صدره قد ضاق بالكلمات الحبيسة التى تعبر بصدق عما يشعر به تجاهها  وأنه يريد أن تتخطى علاقتهما أسوار سجن الصداقة التى فرضها على نفسه!
نعم الصداقة سجن عندما تقيدك عن البوح بما يشتعل بداخلك!
الصداقة سجن عندما تتحسب لكل كلمة تقولها أو تكتبها!
هو يتمسك بكل خيط حتى وإن بدا ضعيفا كى يظل بجانبها لكن جهله بما يدور داخلها وهل هى تشعر نحوه مثلما يشعر نحوها جعله يقبل أن يظل حبيس ذلك السجن خوفا من أن تتقطع به السبل للحديث معها!
حدثته نفسه مرة ماذا لو كان يوما طائرا يستطيع أن يطير حولها فيعرف عنها ما جهل ! لربما حينها كسر أى أسوار تعيق طريقه إليها وفى نفس الوقت يخشى أن تأتيه الإجابة التى اعتاد على نزيفها فتزيد جرحه جراحا!



كان يظن أن مشاعره تجاهها هى مشاعر حرمان لكنه مؤخرا تيقن أن لو كان الأمر كذلك لماذا وجد حواجز تعوق بينه وبين أخرى توسمت فيه خيراً لكن نفسه أبت أن تطاوعه فى أن ينشغل بغيرها؟!
نعم يعلم أن هناك من نصحها بعدم الإستمرار فى تلك العلاقة مثلما نصحه البعض أيضا! حتى نفسه نصحته بأنهما من عالمين متوازيين فهى عالمها يقع خارجها وهو عالمه يقع بداخله لا يعرف أحد عنه شيئا وكلما ظن البعض أنهم يعرفون هذا العالم تصيبهم الدهشة من اكتشاف جوانب تزيده غموضا!
يعلم أن عالمها يهتم بالمظاهر وهو تجاوز نوعا ما هذه الأشياء التى كانت تشغل باله كثيرا وإن كان هناك جزء منه لازال معلقا بتلك المظاهر التى فى نهاية الأمر لا تضيف له بل تنقص!

رغم كل ما تظن هى أو يظن هو عن وجود مايزيد المسافات بينهما تباعداً  إلا أنه هو ما يقربهما ليكمل كل منهما الآخر ليصبحا شخصا واحداً أكثر تكاملا إذا سعيا معا نحو هذا الهدف بالإضافة إلى البحث المشترك عن الحب والمشاعر الدافئة والإحتواء الذى يجعل كل منهما ملاذاً آمنا للآخر!
كان ينتظر بشدة إتصالها فكان يظن أنها تشعر به مثلما يشعر هو بها لكن بعض الظن إثم ليضيف إلى فلسفته فى الحياة حكمة جديدة تعلمها تقول
 " أن المحب ضحية أوهامه فى الحب ! "

للحديث بقية إن شاء الله