هل فكرت يوما أن تشاهد من حولك وأنت متخفى خلف الستار؟!
هل أردت أن تنقطع أخبارك ولا يعلم أحد شئ عنك ؟!
هكذا كانت تدور أفكاره لا يعلم من يستطيع أن يجيبه
فذهب إليها راجيا إياها أن تخبره من هو؟!
قالت لماذا ترهق نفسك بحثا عن الأجوبة؟!
قال: الحياة هى صناديق ألغاز ومن يريد أن يحياها عليه أن يكتشف ما بداخل الصناديق لكن عليه أن يكون حذرا لئلا يفتح صندوق يجلب عليه الأحزان !
قالت يا لك من حكيم ! وكيف تكتشف مالم تعرف ما بداخله؟!
قال : أن تدور حول الصندوق وتتحسسه وترى أين وجدته؟ وكيف كان حالة الطقس وقتها؟ وهل أثر الطقس عليه أم لا؟ هل هناك آثار أقدام تدل على أن الصندوق نقل ووضع فى طريقك؟ أم أنه هبط من السماء دون تدخل من البشر لتجده؟!
قالت إنك تزيد على ألغاز الحياة ألغازاً ! لما تصعبها على نفسك؟! بسط الحياة وستجدها أبسط مما تتخيل!!
قال أليس بما أقوم به تبسيط ؟!
قالت لا بل هو تعقيد !! أراك تمسك فى يدك كرة من الخيط متشابكة الخيوط
قال نعم إنها معى منذ ثلاثون عام تقريبا
قالت ثلاثون عاما ولم تستطع أن تفك خيوطها !!
قال بل أنت ترين فقط ما نجحت فيه بعد كل هذا الوقت فقد كانت الحالة أشد تعقيدا من فترة إلى أخرى أتجاهل كرة الخيط تلك وبعدها أعود إليها لأجد ما غاب عن ناظرى حينما كنت أعمل على فصل الخيوط المتشابكة
قالت لكن ثلاثون عاما وقت طويل
قال خطوة بطيئة على الطريق الصحيح خير من عشر خطوات فى طريق خاطئ ثم أن الأمر يحتاج إلى صبر والصبر أحيانا يقارب على الإنتهاء حينها أكون على وشك قطع كل الخيوط فاهرب قليلا كى أعيد شحن بطاريات الصبر لكن دعك من أمر الخيوط وأجيبنى عن سؤالى
قالت إنى أجيبك لكنك لا تعى ما أقول !
قال إذن اهبطى من برجك العاجى وتعاملى مع عقلى !
قالت الحياة هى فيلم من الأفلام التى تشاهدها لكنه فيلم درامى غنائى راقص
قال هلا شرحتى أكثر
قالت اتخذ لك مقعدا وسوف اشغل فيلم نشاهده سويا
فجلس وتهيأ للمشاهدة لكن لحظة ما هذا الذى يعرض؟!
قالت له مابك؟!
قال هذا أنا!!
قالت ألم ترغب بأن تعرف من أنت؟! فلكى تعلم من أنت شاهد ماضيك بعين حاضرك مستشرفا مستقبلك فالحياة كقيادة السيارة نشاهد فى المرآة الداخلية ماضينا الذى جمعنا من خلاله خبرتنا التى أوصلتنا لحاضرنا الذى يهيأنا لمستقبلنا الذى أمامنا