مديرية الأمن وقسم الشرطة ومجلس المدينة وشارع البنوك |
بعد النظر يمينا ويساراً يأخذ الطريق المنتصف الذى أمامه مباشرة على يمينه يرى مدرسته مدرسة جيل أكتوبر الإبتدائية والتى كانت على أيامه إبتدائية وإعدادية مشتركة وعلى يساره مديرية أمن جنوب سيناء وقسم شرطة شرم الشيخ يتذكر كيف اقتطعت مديرية الأمن جزء من القسم ليصبح مقر لها فى ظل تواجد مبارك المستمر بالمدينة ولكنهم هدموا جزءاً من المبنى السابق وشيدوا به قسم جديداً لم يفتتح بعد ويعتقد بعد إفتتاحه سيهدمون الجزء المتبقى لإنشاء مديرية الأمن من جديد يصل إلى بداية شارع البنوك يرى سنترال الهضبة ومدرسة سان جوزيف وكما يظهر من الإسم مدرسة خاصة بجوارها البنك الأهلى المصرى وبنك مصر والبنك التجارى الدولى وبنك القاهرة وبنك الإسكندرية ومكتب البريد الرئيسى ومقر محميات جنوب سيناء ومبنى ألف ليلة وليلة للبزارات والعروض الترفيهية على يمينه أما على اليسار يجد شرطة النجدة ومستشفى خاص شرم كلينك ومجموعة من المولات النصف مشيدة منذ أعوام لكنها لم تستكمل وفرع لسوبر ماركت مترو ومبنى عرض ترفيهى للتماسيح
فى بداية الشارع وبجوار البنك الأهلى يرى سيارة جيش فوقها رشاش وضابط وعسكرى جيش يجلسان فى ظل السيارة فالشمس تشرق من نهاية هذا الشارع فيمر بجوارهم يفصله عنهم حديقة فيسمع صوت محاولات لإدارة محرك تلك السيارة الكبيرة فيتذكر قول أحد أمناء الشرطة الذين كانوا يمتحنون معه أن ضابط الشرطة نقلوا العدوى إلى ضباط الجيش بعدما كان ضابط الجيش يقف مرتدياً زيه العسكرى على مداخل المدن ويفتش السيارات ويساعده العساكر أصبح يجلس فى الظل يدخن السجائر ويشرب الشاى ولامانع عند اشتداد الحرارة من خلع جاكيت بدلته ويترك الأمر للعساكر فى التعامل مع السيارات! يبتسم عندما يتذكر موقف حدث له وهو فى مدخل مدينة طور سيناء حيث طلب منه عسكرى الجيش رؤية بطاقته رافضاً النظر إلى رخصة القيادة ورخصة السيارة فداعب العساكر قائلا أنها صادرة من وزارة الداخلية أم أنكم لاتعترفون بها فابتسم العسكرى
قطع الطريق عرضا ليتجه من الجانب الأيمن إلى الجانب الأيسر فيتذكر رسالة جائته بالأمس لم يعجبه أسلوب طرح وجهة نظر صاحبها فيجد امام عينيه مقولة غسان كنفانى "إن شراستك كلها إنما هى لإخفاء قلب هش" فيلفظ التفكير فى هذا الأمر ويقول دع هذه القلوب لخالقها واستمتع بجمال الصباح فينظر للشمس والشارع الفارغ من المارة فيجد الشمس انعكست على أسفلت الطريق فتظهر بريق ولمعان منتصفه مع وضوح شروخ الزمان بينما جوانبه فى حاجة إلى تنظيف من الرمال وبعض المخلفات! يا الله من البشر دائما ما يتركون آثارهم السيئة فى كل مكان!
يستمر فى سيره ليجد أن سمعه مركزاً على دوى أقدامه على الأرض فيسمع صوت سحق حصى الرمال تارة وصوت وقع أقدامه على الرصيف تارة يأخذ شهيق من نسمات الهواء المنعشة لا يقطع هذه المتعة سوى مرور قليل من أتوبيسات الفنادق التى تأتى لتغيير ورديات العمل وبعض أصوات إستجداء سيارات التاكسى له كى يستفتح يومها بأول راكب لها فيشفق تارة عليها من قلة الراكب ويتذمر تارة من أسلوب سائقى التاكسى فهو إن كان يريد الركوب لوقف مشيراً لأحدهم! لكنه يتذكر أنهم يسعون على رزقهم فيرجع يلتمس لهم العذر
بعد نصف ساعة يصل إلى منتصف الطريق الذى خطط لقطعه فيقف ليشترى زجاجة مياه صغيرة من سوبر ماركت فارغ تماما والموظف به يتثاءب محاولا عدم الخلود إلى النوم بعدها يدخل شارع قمر سينا ليجد الفنادق اصطفت على الجانبين تتقدمهم أشجار ونخيل يغلب عليها النضرة والحياة وقليل منها يحاول الوقوف ميتا فى حالة رغبة لعدم الإستسلام فتظهر رأسها منكسة حينا ومتخفيه وراء بعض الزهور حينا أما الفنادق نفسها فهى فى حالة سكون متراصة بجوار بعضها بها بعض الفنادق التى لم يستكمل بنائها منذ أعوام يصادفه سيارة جيب تابعة لإحدى شركات السياحة مخصصة للسفارى ليتذكر أنه يتوجب عليه أن يقوم برحلة إلى وادى الألوان Colored Canyon على طريق دهب نوبيع فى رحلة يوم كامل مصطحب صديقته التى يرى الجمال من عينيها ويشاهد بسمات الناس إليها كيف لا وهى كاميرا تسجل لحظات لا يريدون نسيانها!
صورة أرشيفية لأحد بوابات محمية راس محمد |
ربما أفعل ذلك قريبا فعلى اية حال أحوال العمل ليست على مايرام فى ظل انخفاض شديد فى السياحة وقتها سأجد العمل يطالبنى بأخذ إجازة يا ليت هذه الإجازة تأتى سريعاً لأقوم بهذه الرحلة لكن ماذا عن باقى الأيام؟ سأذهب لإيصال إخواتى إلى المدرسة وأنطلق بعدها إلى محمية رأس محمد ومعى كل ما أحتاجه كاميرتى وكتبى وأوراق فارغة وقلم ربما تاتينى مثل هذه الأفكار التى تدور فى رأسى الآن هكذا كان يحدث نفسه فيرى أن فى كل شئ نعمة قد قدرها الله تعالى لهذا يجب عليه الإستمتاع بتلك النعم!
يتبع.....