كلنا تلاميذ فى مدرسةالحياة وعلى مدار أيامنا ومواقفنا نتعلم أو إن شئنا الدقة نسعى للتعلم عن قصد حينا وعن غير قصد أحيانا والفارق بيننا وبين الأحياء الأموات هو ذلك السعى نحو التعلم والتطور وبغير ذلك السعى نصبح أموات تسير وتعيش من حولنا!
بناء على تلك الكلمات سأبحر معى نفسى مقدما لقارئى العزيز بعض الدروس ولن أقول النصائح لأن الإنسان بطبعه ينفر من النصيحة ولا يستمع لها لذلك يعيد التاريخ والقصص الإنسانية نفسها مرات ومرات قد يقول قائل ما الفرق بين الدرس والنصيحة إذاً؟!
الفرق يا عزيزى أن الدرس هو كتاب تستطيع ان تذاكر منه إذا شئت التعلم وكاتب الدرس لا يفرض عليك هذه الرؤية بل يتضح لك أنه مثلك تلميذ يسعى للتعلم أما النصيحة فتخرج من الحكماء الجالسين فى بروج شيدت من التجارب لكنهم يعطونك الكلمات من فوق تلك الأبراج فتشعر أنها أوامر.
الدرس الأول
"من أجل أن تعيش واقعا أجمل عليك أن تدرك بأن كل ما كان فى الماضى هو مجرد درس وليس خيبات تحملها على عاتق حاضرك"
مقولة لا أعرف قائلها لكنها صحيحة إلى أبعد مما تتخيل لأن ما يجعلنا لا ننظر لقيمة ما نمتلك الآن أو ما من الممكن أن نمتلكه غداً أن تشعر بالذنب الدائم والشعور بالفشل وفى الحب لا يوجد فشل بل يواجد عدم توافق كيميائى بين الأرواح وبعضها تلاقت فى زمن ما تلاقى الغرباء ولأننا رأيناهم فى ذلك الزمان نتذكر ملامح الوجه فيهيئ لنا أننا تعارفنا ولاندرك حقيقة أننا غرباء!
الدرس الثانى
"لنجيد الحضور وليكن أمر البقاء طويلاً آخر الأشياء التى تقلقك فشدة الحضور ولو مرة تغنى عن بقاء للأبد لا يشعرك بشئ"
مقولة أخرى لا أعرف قائلها لكن تلخص واقع كثيرين يكونون مترددين فى عطائهم وإهتمامهم نظراً لوجود علامات تدل على عدم استمرار مثل هذه العلاقة فيبدأ أن يقول لنفسه على أن لا أنجرف فى مشاعرى كى لا أحتل كيان من أمامى حتى يستطيع غيرى أن يجد له مكاناً يحتله فى ذلك القلب!
الدرس الثالث
"يا تعدى يا تهدى" مقولة شائعة بين سائقى السيارات وهى تعنى عدم التردد لأن التردد يربك ويعقد الموقف لهذا إذا كان لديك ما تقوله لأحد ما سواء سلبا أو إيجابا قله فذلك أفضل وإلا ما كانت من ضمن القواعد العسكرية Fire & Forget
الدرس الرابع
"لاتتجاهل العلامات والإشارات التى تومض لك فى طريق سيرك لأن تجاهلها فيه أصابتك بجروح لا داعى لها"
مقولة خطرت لى أثناء كتابة ماسبق من كلمات وتعنى إن كان ينتابك شعور ما أو ترى إشارات بأن مثل تلك العلاقة لا تستمر فيها لأن إستمرارك يعنى استنزاف طاقتك وإصابتك بجروح من صنع يديك فلا تلوم غيرك بسبب مافعلت أنت! وكما قال مارك توين " لاتفعل المستحيل لشخص لا يفعل لك الممكن"
الدرس الخامس
يقولون أن اختيار الهدايا فن يجب مراعاة ما يحبه الشخص عند اختيار الهدية مع أن الهدية رسالة تعبر عنك أنت فإختيار الهدايا يظهر جانب من جوانب شخصيتك
الدرس السادس
لا تكثر من قول فعلت كذا وكذا فهذا غير مفضل ويقولون أنه ليس من الذوقيات كما أنك تفعل ما تشعر أنه يتوجب عليك فعله أما إذا شعرت بغير ذلك فتوقف عن الفعل دون اى إشارة من قريب أو بعيد
الدرس السابع
"لا مجال لفرصة ثانية!"
لأن من لم يشعر بك فى الأولى لن يشعر بك فى الثانية بل هى نسج أوهامك!
الدرس الثامن
"الأعذار هى ستائرالنسيان فأسدل أنت الستارة قبل أن تسدل عليك"
مقولة خطرت فى بالى الآن وهى تعبر عن واقع من تكثر أعذاره فهو يريد إنزال ستارة نهاية هذه القصة لكنه لأسباب خاصة لديه يؤجل هذه الخطوة قد يكون منها الشفقة عليك!
وعلى كلا قال عابث " لا تتهمهم بالبرود فهم ودودون لو أرادوك"!
الدرس التاسع
من يبكيك مرة سيبكيك ألف مرة فلا تبكى أحد وجنب نفسك هذا المصير!
الدرس العاشر
يقولون بعض العتاب محبة لكن عتاب البعض إجتنابهم! فحاول أن تقدر من أمامك جيداً كى لا تعطيه قدراً لا يستحقه!
الدرس الحادى عشر
القسوة أحيانا مطلوبة لتقيم ما أعوج من أفعال أو أقوال! وكما قال نجيب محفوظ "الويل لمن يحترم الحب فى عصر لا يُكن للحب إحتراماً"
الدرس الثانى عشر
"النهايات دائمة سيئة فلا تظن أن هناك نهاية سعيدة وإلا ما سميت نهاية!"
كنت منذ مدة سألت إحدى الصديقات الأصغر منى سنا بخمس سنوات لماذا إذا لم يتمم أمر زواج اثنين فى مجتمعنا المصرى تحدث قطيعة بين الطرفين وأحيانا تصل إلى الأسر؟! حينها أجابتنى بأن هذه القطيعة فيها راحة للجانبين ولا تجعل هناك خط رجعة لهذا الموضوع مرة ثانية.
الدرس الثالث عشر
الأكبر منك يوماً يعرف عنك بسنة مثل مصرى من الدرس السابق ثبت عدم صحته فهناك من هم أصغر منا لكن يعرفون أكثر منا لهذا لا أتعجب من حال مجتمعنا طالما أن من يحكمنا هم من أنصار هذا المثل فلا عيب فى التعلم أى كان سن المعلم.
الدرس الرابع عشر
"لايوجد أحد كان يملك كتالوج واحد للحياة فاصنع أنت كتالوجك" رباب عبد الحميد
لو كان هناك كتالوج واحد للحياة لم نكن لنجد اختلافا وتنوعا من حولنا فقرر أنت ماتريده ومن تريده وإذا لم يفلح هذا الكتالوج مزقه واصنع آخر ولا تستغرب هذا التوهان فكما تقول مقولة لا أعرف قائلها "من الطبيعى أن نتوه فقد أنفقنا وقتاً طويلا فى اختيار الأحذية ونسينا أن نختار الطريق"
الدرس الخامس عشر
أنت أملك الوحيد فآمن بنفسك واجتهد لتحقق صورتك التى طالما حلمت بها ولا تقف على تعليق من هنا أو هناك إلا إذا رأيتها تهدى إليك عيوبك حينها توقف للحظات لتعيها ثم اجتهد لتلافيها أثناء سيرك فلا تتوقف عن السير للأمام!
وكما قال الإمام أبو حنيفة النعمان قولنا هذا رأى وهو أحسن ماقدرنا عليه فمن جاءنا بأحسن من قولنا فهو أولى بالصواب منا