السبت، 19 يناير 2013

خواطر - صراع العقل والقلب





" القسوة تزحف فلا تسألنى عن السبب وأنت به عليم لكن الكبر يزيدك طغيا وأنا لذلك لست حليم " جائتنى هذه الكلمات بالأمس لتفتح الباب لحديث داخلى جديد قديم ألا وهو صراع العقل والقلب

صراع العقل والقلب هو حديث الصباح والمساء داخل البعض يحدث هذا الصراع نتيجة أمر واحد ألا وهو الحب فالعقل يهوى حب الممكن والقلب يهوى حب اللاممكن ! 
العقل له أسباب وعوامل وقيود وحدود والقلب لا يعترف بهم !
العقل يشفق على القلب من النتائج و القلب يشفق على العقل من الجفاء !


رغم قسوة الصراع والتشتت الناتج منه إلا أن العلاقة تشبه لعبة القط والفأر بحيث تظل العلاقة دائما فى حالة من الشد والجذب الذى يشبه حرب الإستنزاف فالعقل يستنزف حجج وأسانيد القلب والقلب يرقق العقل من الجفاء ويشحذ همته لكسر جمود الواقع إلى أن تصل إلى اللحظة الفارقة

متى تأتى اللحظة الفارقة؟
أنا سعيد إنك سألتنى هذا السؤال
المطاردة بلا هدف هى مضيعة للوقت ومستنزفة للمشاعر إلا إنت كان المطاردة فى حد ذاتها الهدف ! حينها لن تصل إلى اللحظة الفارقة

اللحظة الفارقة هى تلك اللحظة التى يجد المرء فيها نفسه بحاجة لوجود شريكه بجواره فى صورة غير المطاردة فيكون القلب هو رابح الرهان والفائز بقلب وعقل  شريك حياته ورغم أن الرجل هو المطالب بأن يكون السباق دائما وأبداً إلا أن الحقيقة المجردة تقول أن المرأة هى صاحبة القرار الفعلى وليس هو!

أوهى اللحظة التى يتوجب عليك أن تتخذ قرار لإنهاء الصراع الدائر بداخلك وهنا يكون العقل قد حسم المعركة لصالحه ولم تعد تجدى محاولات القلب فى كسبه إلى صفه!

أيا كان قرارك فإن الموضوع محل صراع العقل والقلب (من تحب) هو من يملك أوراق اللعب لأنه بتصرفاته قد يحدث خلل فى ميزان القوى بترجيح كفة أحد طرفى الصراع أو أن يظل على الحياد تاركاً إياك وحيداً وسط العاصفة!

لماذا قد يلزم من تحب مقعد الحياد؟
الأمر ببساطة أنه أيضا يعيش نفس الصراع الذى تحياه ولم يستطع حسم صراعه الداخلى ! وفى رأيى الشخصى أقول أن رغم حالة الحياد التى قد يتخذها من تحب إلا أنك تكون استطعت خلال مرحلة الإستنزاف أن تكتشف ضعف قيود العقل وأنك قادر على تجاوز أسوار ما كنت تخشاه أو تكتشف أن ماكان فى القلب هو سحابة عابرة ! رغم هذا يبقى لكل قاعدة إستثناء ولا أجد سوى الكلمات التالية تعبر بصدق عن هذا الإستثناء

لو كان لي قلبان لعشت بواحد
و تركت قلبا في هواك يعذب
لكن لي قلبا تملكه الهوى
لا العيش يحلو له ولا الموت يطلب
كعصفورة بيد طفل يضمها
تذوق سياط الموت و الطفل يلعب
فلا الطفل ذو عقل يحن لما بها
و لا الطير ذو ريش يطير فيهرب !
يا من هواه أعزه وأذلني
كيف السبيل إلى وصالك دلنى
وصلتنى حتى ملكت حشاشتى
و رجعت من بعد الوصال هجرتنى
الهجر من بعد الوصال قطيعه
فياليتك قبل الوصال قد أعلمتنى
أنت الذى علمتنى و حلفت لى
وحلفت بأنك لن تخون فخنتنى
فلأقعدن على الطريق و اشتكى
كشبيه مظلوم وأنت ظلمتنى
و لأدعون عليك فى غسق الدجى
يبليك ربى مثلما أبليتنى

أنا في سبيل الله ما صنع الهوى
بليت بداء ليس يشفيه الدواء
رماني غزال اهيف بجماله
فجارت سهام القتل من جانب الدواء
فرحت لقاضي العشق احكي قصتي
ليحكم بيني وبين احبابي بالسوا
فأجابني قاضي الغرام وقال لي يا فتى
كم من قتيل قد مات قهر في الهوى
أنا قاضي العشق والعشق قاتلي
وقاضي قضاة العشق قاتله الهوى
فى النهاية لا أجد سوى مقولة أنيس منصور لأختم بها "لا نجاح ولا فشل في الحب, يكفي أنك أحببت!"