ظهر أمس كنت ألعب بغطاء علبة بيبسى المعدنية وأثناء ذلك جرحت اصبع السبابة الأيسر فخاصم الإصبع أخوته حيث تبين لى اليوم أنه عميق نوعا وذلك أثناء شربى لكوب الشاى فماكان منى إلا أن قمت بإلصاق الجرح بزجاج الكوب الساخن فى عملية كى لا يوقفها سوى ألم الأعصاب فأتوقف لبرهة!
كتبت ذلك فى تغريدة صباحية على موقع تويتر تبعها تغريدة أخرى أتسائل فيها عن سبب هذا الفعل وسبب الكتابة عنه وشغلنى هذاالسؤال طوال اليوم بحثا عن إجابة ! وأثناء بحثى لا أدرى لماذ تذكرت مشهد محفوظ أبو طاقية بطل مسرحية هاللو شلبى وهو يتكلم عن جواربه ذات الأستك منه فيه " أشده ويلسعنى أشده ويلسعنى طيب بتشده ليه؟ عشان يلسعنى!" هكذا نحن البشر أحيانا نعيد ارتكاب أخطائنا كأننا نهوى ونستمتع بالألم الذى ينتج منها ولا أدرى هل سبب هذا أن آفة حارتنا النسيان كما قال نجيب محفوظ أم أنها سذاجة و بطء فى الفهم أو لعله عناد مع الأمر الواقع وعدم رغبة فى الوقوع أسرى له؟!
قد تتسائل عزيزى القارئ عن الرابط بين المشهدين وسأقول لك ببساطة عادت بى الذاكرة لأكتشف أن أسلوب كى الجرح أسلوب اتخذه منذ الصغر لتسريع عملية إلتئام الجرح لكن بمراجعة بعض المواقف الحديثة اكتشفت أنى كنت أقوم بما قام به محفوظ أبو طاقيه من لسع نفسه بلا سبب مقنع!
فى النهاية لا أعلم هل استطعت أن أوصل لك الفكرة أم لا؟! لهذا على سبيل الإحتياط سألخصها فى التالى:
* لا تكرر أخطائك مهما كنت مستمتعا بها وواجه الحقيقة فالحقيقة ألم وقتى والوهم ألم أبدى!
* الحياة طاولة مفاوضات كى تأخذ شيئا تتنازل عن شيئ لهذا معرفة جواب ماذا تريد حقا؟ وما هو ثمن ما تريد؟ وهل ستستطيع تحمل الثمن؟ وقبل كل ذلك هل ما تريد يستحق ذلك الثمن؟! فإذا لم تكن على علم وثقة من إجابتك فاعلم أن ماتريده ليس فى حقيقة الأمر ما تريد!