قصة هاتفية 1
قصة هاتفية 2
قصة هاتفية 3
قصة هاتفية 4
قصة هاتفية 5
بعد مرور ساعتين على الموعد التى قالت أنها ستتصل فيه وجد هاتفه يرن ليجيبها متمنيا أن تكون هديته حاذت إعجابها وكان صوتها دال على حسن إختياره رغم بساطته وأثناء حديثه معها علم أن تمثال الدولفين قد كسر أثناء الشحن وهو ما كان يخشى حدوثه ! فأحيانا يخبرنا إحساسنا بما سيحدث ! فقالت أنها ستصلحه لكنه وعدها بأنه سيحضر لها بديله وهو لا ينسى ما يعد به وإن تأخر أحيانا !
استمرا فى هذه الأجواء الحالمة لكنها كانت تقاومه بكل ما أوتيت من قوة فكلما تقدما خطوة إلى الأمام عادا خطوتين إلى الخلف!! وهو ما كان يضايقه كثيراً وإن كان يجد لذلك تفسيراً من خلال معمل تحليله للشخصيات التى يتعامل معها إلى أن شاءت الأقدار أن يسافر إلى مدينتها فأخبرها بقدومه علهما يتقابلا فما كان منها إلا أن تهربت منه فألتمس لها عذر الفوضى الأمنية التى تجتاح البلاد وإن كان خيبة الأمل تتجدد لديه من جديد وعقله ينهال عليه طعنا بأسئلته لما لا تستمع إلى؟! إلى متى ستجعل قلبك سالبا لإرادتك؟! .....إلخ فهرب من هذا الحديث سيراً على قدميه مسافة طويلة تعدت الخمس كيلومترات شاعراً بغصة وإنهزام داخلى!
بينما هو كذلك يسمع صوت تغريد تليفونه برسالة قادمة منها لم يرغب أن يلمس هاتفه ليتأكد فعلا هل هى منها أم لا؟! لكنه منذ سنوات تخلى عن طريق الهروب وأصبح يبحث عن المواجهة فحسم أمره ونظر لهاتفه فتأكد أن الرسالة منها فرد عليها معللا تأخره بعدم سماع هاتفه نظرا للزحام حوله وسيره بأحد الميادين فسألته إن كان يسير وحيداً؟ فكان الجواب نعم فخافت عليه وظلا يتبادلا الأحاديث إلى أن طالبها بالمصارحة وكشف لها أوراقه وتحليله لموقفها الفرح بإهتمامه بها والقلق من نتائج هذا الإهتمام حاولت تنفى ذلك لكن نبرة صوتها من رسالتها المكتوبة تقول غير ذلك! واستمر فى تحليل شخصيتها الذى كان قد قاله لها فى بدايات تعارفهما وأعطاها سبب كانت تبحث عنه ألا وهو سبب حبه لها !
نعم فهى كثيراً ما تسائلت عن سبب حبه لها! فى حقيقة أمره لا يعرف سر تمسكه وحبه لها وكثيرا ما سأل نفسه ولم يجد إجابة !
استمرا فى تبادل رسائلهما النصية وهذه المرة كان أكثر إصراراً لجعلها ترى ما لا تريد أن تراه إلى أن سألته هل قارب على الوصول لمكان سكنه فأجاب بالإيجاب رفقا بها نظراً لعملها الطويل خلال اليوم ولتأخر الوقت وكذلك أن جرعة المكاشفة كانت مكثفة نوعاً وهى لم تعتد على ذلك فتمنى لها أحلاما سعيدة منهيا الحديث واخذ يكمل سيره فى الطريق.
انتهت زيارته وعاد إلى مدينته وأثناء طريق العودة كانت تطمئن عليه من آن لآخر مثلما فعلت معه أثناء الذهاب وهو ما كان يسعده رغم كل ما يعانيه بسببها!
مرت الأيام وهما يتقدمان خطوة ويتراجعان خطوتان!