كثيرا ما يتعرض البعض منا لمواقف يبحث فيها عن حل أو يجد نفسه فى حيرة من أمره ولهذا يلجأ الى المقربين منه باحثا عن النصيحة عندها يشعر ذلك المقرب بمدى قربه من هذا أو ذاك لأنه اختصه بهذه المهمة لكن الباحث عن النصيحة أحيانا لطبيعته البشرية يبحث عن النصيحة عند من يتلاقى معه فى الهوى والرأى بحيث تصبح النصيحة موجه ومعروفة مسبقا له لأنه يعلم حينما لجأ لذلك أو ذاك أن رأيه سيكون من نفس رأيه! إذن لماذا يلجأ إليه؟!
الإجابة هى الضمير الإنسانى أو الفطرة التى فطر عليها الإنسان تعلم فى قرارة نفسها إلى أن النصيحة الحقة قد يجدها عند (س) وليس (ص) ولكن إتباع الهوى هو ما أدى به إلى الذهاب إلى (ص) !! ولأن (س) رأيه سيكون مخالفا له وسيقول له القول الذى لايريد سماعه وهذا يقودنا إلى كثرة المتصلين بالبرامج الدينية والحياتية كى تدلهم على الطريق فى أبسط أمور حياتهم ويجعل شرح الموقف من وجهة نظر واحدة غالبا ما تكون غير محايدة عند الشرح وهذا ليس نابع من جهل وحيرة حقيقية من الأمر بقدر ما هى عملا بمبدأ علقها فى رقبة عالم واطلع سالم !! مع أن الأصل هو أن تستفى قلبك ولو أفتوك كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم
أكاد أسمع أصواتا تقول أن من ينصحون الناس هم أحوج لنصيحة أنفسهم من غيرهم! وهذا صحيح أحيانا لكن من أدراك أن لا يكون نطق الناصح بكلماته ما هو إلا ترديد ما يجب أن يقوله لنفسه بصوت مرتفع أوقد جعلك الله فى طريقه كى يراجع موقفه من أمر ما وتراجعه أنت أيضا أو لعل الله يقيم عليه الحجة بلسانه يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون !
لهذا أنصح نفسى وإياكم بمراجعة ما نقوله للغير لعلنا أولى نحن بتلك النصيحة ونحن لا ندرى فتصبح حجة علينا وليست لنا وهذا لا يعنى أن نمتنع عن الإدلاء بالنصيحة ولكن بعد أن يدلوا كلا منا بدلوه أن يراجع ما قاله لغيره ويتدبر حاله هل هذا ينطبق عليه أم لا؟! فإذا انطبق عليه فليطبق نصيحته كى يكون داع بفعله وقوله وإذا لم ينطبق فعليه أن يحمد الله ويأخذ العبرة فلا يقع أسير ما وقع فيه غيره لأن الحياة مهما طال أمدها لا تكفى كى تقع فى كل الأخطاء لتتعلم من تجربتك الخاصة والتى تكون دائما درس لا ينسى !
اللهم لا تجعلنا ممن ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا اللهم امنحنا ولا تمتحنا