الاثنين، 7 مايو 2012

مشهد 1



تواعدا على اللقاء وفى الوقت المحدد التقى كلا منهما الآخر فارتبكا لا يدريان ماذا يقولان؟!
دعاها للجلوس فجلست أمامه أخذا يرتجلان حديثا متشعب الطرقات فما أن يخرجا من طريق حتى يدخلا طريق آخر كأنهما يهربان !
لا يعلمان أن الهروب منه لن يفيد فهو أمر واقع لا محالة وماهى إلا لحظات حتى صادفت عينه عينها فغاصت نفسه داخل بحورها الخمرية فثمل العقل وتراقص القلب على أصوات موسيقى فرحة كأنهما حبيبين تقابلا بعد فراق ! 
بينما هو فى هذا الغرق انتشله الصمت وأخذ يسهب فى كلمات لم تقوى شفتاه على نطقها " أشعر بإنى أول مرة أراك مع أنى أشاهد طيفك منذ أزمان سحيقة أشعر كأنك منى لا تسألينى كيف ذلك ونحن لأول مرة نلتقى؟! فأنا لا أدرى !! "
من صدق حديثه الذى لم يقال اكتسى وجهها خجلا  فإزداد وهج جمالها وهوجا وخفق قلبها طربا تارة وشجنا تارة مع كل همسة وتنهيدة فمدت يدها لتربت عليه بحنية ورقة فى محاولة لخمد ناره المشتعلة فزادت النار نيرانا فذاب كلاهما فى أحضان دافئة جعلته يشعر بضخامة جسده وصغر وخفة جسدها فتكسرت أقفال سجونه التى صدأت منذ أزمان حابسة إياه داخل جدران العتمة والوحدة فشعر بأن الدنيا كلها سلام وأمان وبأن العالم لا يوجد به نقطة أحزان أفاقت هى من ذلك الجنون فسحبت يدها من يده فتاه الطفل الكبير ووقف ليجد نفسه وحيداً وسط البستان