الاثنين، 18 مارس 2013

حوار تويترى 3- الطبقية

"قابلت اليوم مزارعاً من مغاغة، أخذ يشكو ممارسات الحكومة وقال بالنص: الزرعة هتموت عشان مش لاقيين جاز للجرارات اللي واقفة من اسبوعين ولما تيجي الميه مانلاقيش الجاز وأما نلاقي الجاز مانلاقيش الميه، الزرعة بتموت والأرض بتبور وماحدش بيسمعنا، تعرف يا أستاذ إن البلد دي اللي تعبان فيها وهيفضل تعبان هو اللي شقيان ومش لاقي زي حالاتنا... صمت انتهى" 

هكذا حكى هانى جمال عن موقف حدث له وكتب معلقا على الموقف السابق ذكره: لما باتقابل مع ناس بتشكي بيتعبني كلامهم نفسياً لأنه مفيش مبرر يخليهم يشتكوا همومهم لحد ما يعرفهوش إلا إذا كان بينه وبين انه يكلم نفسه شعرة واللي بيتعب نفسياً مش الشكوى نفسها لكن الاحساس إن الواحد ايده مغلولة ومش قادر يعمل حاجة للناس دي!
سامح: أحيانا أشعر غير المبتلى أكثر إبتلاءاً لعجزه عن الفعل واقع مرير للأسف وبعد هذا يتم لومهم واﻹستعلاء عليهم!
هانى: الاستعلاء على الطبقات الكادحة سمة السلطة الرأسمالية المستبدة اللي مع الأسف اسمها سلطة "منتخبة"!
سامح : الطبقية متغلغلة داخل الشعب منذ زمن لدرجة أنها أصبحت داخل الطبقة الواحدة ولا أجد تفسير مقنع لذلك ! ربما يكون أحمد مراد فى تراب الماس محقا "استبدلنا ملك بألف ملك " فهذا هو الواقع من تخلق طبقة جديدة ذات تشعبات وعلاقات فاسدة!
هانى: في رأيي الشخصي أعتقد باستحالة تكوين مجتمع لا طبقي لكن ممكن تضييق الفوارق بين الطبقات إلى أقصى حد ممكن لم أقرأها، لكن الحقيقة أن غلاة الشيوعية ومخترعوها فشلوا في تحقيق لا طبقية المجتمع.
سامح: "ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فى ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيما" الأنعام 165 " نحن قسمنا بينهم معيشتهم فى الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا" الزخرف 32 فالطبقية سنة كونية فالله فاوت بين خلقه فيما أعطاهم من الأموال والأرزاق والعقول والفهم ليحتاج بعضهم إلى بعض لكنها الطبقية القائمة على الجد واﻹجتهاد وليست طبقية الواسطة والمحسوبية وسطوة المال والتمييز بناء على جهة التخرج دون الكفاءة!
هانى: فعلاً كنت باتكلم مع صديق آناركي عن تطور الرأسمالية الغربية بتدعيمها بقيم اشتراكية لكن الاشتراكية في اعتقادي لم تتطور
سامح: اقتصاد حر مع مراعاة البعد اﻹجتماعى هو الخيار اﻷفضل وآلياته كانت لدينا فى القطاع العام بحيث تضبط به الدولة اﻷسعار لكن تم خصخصته! مشاكلنا مثل بكرة الخيط المتشابكة التى تحتاج إلى فك خيوطها وكل يوم يزداد تعقيدها للأسف
هانى: حتى لو لم تتخصخص، غياب الرقابة السليمة وفساد الهيئات الرقابية كان كفيل بتحويلها لعبء على دولة تدعم من لا يستحق
سامح: فى رأيى الدعم المباشر أفضل لكن مع وجود رقابة على اﻷسعار ومواجهة جشع التجار بكل قوة
هانى: الإجراءات لابد تشمل تقنين الاستيراد والتصدير ووضعهم في الحد الأدنى لحين تحقيق الاكتفاء الذاتي وضمان سلامة الرقابة وفاعليتها
سامح:  فترة اﻹنغلاق اﻹقتصادى وشجع المنتج المصرى فات وقتها نتيجة العولمة وتغير طبيعة اﻹستهلاك المصرى كم أضاعنا من فرص بأيدينا!
هانى: والله مع حجم مشاكلنا لكن بالإمكان حلها، كل ما نحتاجه الكثير من النظام والاتحاد والعمل واعتماد الكفاءة معيار للتقييم لم يفت أوان أي شيء، مش فكرة تشجيع الانتاج بقدر تحسينه فإذا كان المنتج ذا جودة أعلى من نظيره المستورد فأكيد هيستحوذ على السوق
سامح: المعضلة توازن الجودة مع السعر فى ظل التنافس الوارد إلينا من الصين كما أن العمل الجماعى لدينا هو جماعية فى إشارة إلى الذات وتوحد فى اﻷنا لنسب النجاح
هانى: ماهو معيار الجودة بأقل تكلفة هو القدرة التنافسية لكن بلا عمل جماعي لا يمكن تحقيق أي شيء أصلاً ولقد طرقت البقعة الساخنة، نحن لا نعرف ثقافة العمل الجماعي، كلٍ منا يعمل منفرداً وأعتقد إن أسلوب التربية والتعليم السبب المباشر لذلك
سامح: التعليم هو السر لكن من يُعلم يحتاج إلى من يٌعلمه!
هانى: التعليم كلمة عندنا تعني الجامعة أو محو الأمية في حين إن التعليم الفني عند الدول الغربية هو أهم أنواع التعليم
سامح: هذا يعيدنا إلى الطبقية ونظرة المجتمع ومفاهيمه التى اختلط فيها الحابل بالنابل

شكراًهانى جمال على هذا الحوار الذى تم على موقع تويتر يوم 24/02/2013