رغم إهمالى فى الفترة الخيرة متابعة البرامج الحوارية نتيجة رغبة شخصية فى تجنب إستيراد التوتر الموجود داخل الساحة المصرية من صراعات بين من يسمون أنفسهم النخبة المثقفة وهى المصطلح الذى كرهته مؤخرا فقل منهم يخرج علينا ليتحفنا بأفكاره وآرائه فيما يجب أن تقوم به مصر خلال الفترة القادمة بالنسبة للإنتخابات أولا لا بل الدستور أولا ورغم أهمية القضية لكن لا أجد افضل مما كتب المدون محمد أبو الغيط فى مدونته التى ذاع صيتها ( الفقراء أولا يا ولاد الكلب ) ردا مناسب على تلك النقاشات البيزنطية التى تتناولها النخبة فلا أحد يريد أن يتفق مع أحد الكل يتحدث الكل يكتب ولا أحد يريد أن يصل الخيوط المتباعدة من أجل نسج الثوب الذى يناسب الفترة القادمة
لكن رغم هذا الإهمال كنت أتابع بلا إهتمام عناوين الأخبار فشد إنتباهى تلك الأزمة التى حدثت بين أطراف ثلاث التليفزيون المصرى والدكتور عمرو خالد والدكتور محمد البرادعى وللأسف الشديد هذه الأزمة تعبر بشكل واضح لما يحدث على الساحة المصرية ولنتابع معا تسلسل الأحداث
د/ عمرو خالد يريد إستضافة د/ محمد البرادعى وهو شئ مطلوب كى يتعرف الناس أكثر على الدكتور البرادعى بصفته مرشح قائم لإنتخابات الرئاسة وما يزيد من أهمية هذا الحوار هو عملية التشوية المتعمدة التى قام بها النظام السابق ضد الدكتور البرادعى لكن التليفزيون المصرى كما كتب الدكتور البرادعى على تويتر رفض ظهوره على شاشة التليفزيون المصرى وأن عملية التشويه ضده لا زالت مستمرة فهاج عدد كبير من أنصاره ضد هذا القرار فعقدت نهال كمال رئيسة التليفزيون المصرى مؤتمر صحفى توضح فيه أنه لا يوجد رفض لظهور الدكتور البرادعى إلا فى حالة رفض د/ عمرو خالد إستضافة مرشحين آخرين فى برنامجه حتى يكون هناك عدالة فى طرح الرؤى والبرامج الإنتخابية لكل مرشح و بكل حيادية هذا طلب مشروع والله أعلم إن كان ذلك حق يراد به باطل أم لا لكن هذا الطلب على سبيل المثال طالب به د/ أيمن نور تعقيبا على هذه الأزمة إلا أن د/ عمرو خالد قال في تصريح مقتضب: الأستاذة نهال كمال مُتهمة بعرقلة هذه الحلقة، ولكني أحترم رأيها فيما يخص تكافؤ الفرص!!!!؟؟؟؟
وهذا ما يقودنا إلى تساؤل لماذا أصبحت العادة هى تهييج الرأى العام؟
لماذا الكل لا يرى سوى مصلحته ويحاول الوصول إليها دون مراعاة لمصلحة الوطن؟
لماذ أصبح كل مقدم برنامج يسعى فقط إلى الترويج إلى أفكاره الشخصية وليس إلتزام الحياد؟
فى رأيى الشخصى أن الكل أخطأ فى هذه الواقعة ويدل على أن من يسمون أنفسهم النخبة لا يفرقون كثيرا عن المواطنون العاديون فى التعاطى مع الأمور وكما قال بعض الكتاب إن مصر بأكملها من كبيرها إلى صغيرها لا زالت تحبو فى سنة أولى ديمقراطية
فى النهاية لا يوجد لدى سوى رسائل قصيرة لكل من أضلاع مثلث الأزمة
التليفزيون المصرى
أرى أن من حق كل مرشح محتمل للرئاسة أن يظهر على شاشة التليفزيون كى يتعرف عليها من لازال يشاهد التليفزيون أصل للأسف بطلت أشاهد قنوات التليفزيون المصرى من سنين طويلة
د/ عمرو خالد
أنت لك شعبية كبيرة لدى الشباب وتدعوهم دائما إلى الأعمال التى تنمى المجتمع وهذا شئ يسعد كل مصرى أن يجد هناك من يحاول إيجاد حلول لكن مع هذا ليس مقبولا من أحد أن يحاول التأثير على المشاهد بغستضافة مرشح دون الآخر وبما أنك عزمت على إستضافة أحدهم فكان يجب أن تستضيف الآخرين حتى وإن لم يروقوا لك من باب الحيادية وغذا كنت ترى أن هناك من لا يصلح فأمامك الأسئلة التى تطرحها عليه وتكشف قصوره أمام الناس حتى لا ينخدع به البعض
د/ محمد البرادعى
أعلم إنك ظلمت ظلم بين من قبل النظام المخلوع لكن مع ذلك تحملت ذلك خلال تلك الفترة ولم تسعى إلى أى إثارة وتركتهم ينبحون وهذا ما يجعلنى ألتمس لك بعض العذر عندما علمت برفض إستضافتك فكتبت ذلك على تويتر مباشرة وكنت أرغب أن يكون رد فعلك أكثر هدوءا وحكمة بأن تسعى لمعرفة أسباب المنع بطريقة رسمية والحصول على رد كتابى بتلك الأسباب كى لا يجد أحد مخرجا يهرب منه إذا كان فعلا هناك حملة تشويه مستمرة لصورتك كما قلت على تويتر
دكتور محمد لا يستطيع سوى جاهل أن ينكر دورك فى تحريك المياه الراقدة فى الحياة السياسية فى مصر لكن هذا لا يمنع مطلقا أن ننتقدك مادام هذا النقد بعيدا عن شخصك ومتمثلا فى بعض آرائك وتصوراتك