الخميس، 9 يونيو 2011

ساعات من التأمل 18 - قلوب متحجرة



إن القلب هو نبع الحب وهو مسكن الرحمة والمودة والعطف وعندما أتذكر ذلك أجد عقلى يتسائل كيف تتحول القلوب إلى حجارة أو أشد قسوة ؟؟!!! ألا تحض الأديان جميعا على المودة والرحمة والمحبة ؟! أين نحن من ذلك؟؟!! من الواضح أن ممارستنا لشعائرنا الدينية ماهى إلا تأدية لصلوات وطقوس وقراءة فى الكتب السماوية دون أن تترك أثرا فى الروح والنفس والقلب فتطهرهم وهذا أوحى لى منذ يومين بعض الكلمات ألا وهى" ليت الحياة كلها حب ومودة ومشاعر راقية سامية  لكنها أحيانا تحتاج بعض القسوة حتى نحمى ما تبقى لدينا من تلك المشاعر الإنسانية " نعم فما نجده خلال تعاملاتنا مع البشر أحيانا يجعلنا نفقد تلك الصفات التى فطرنا عليها ويظهر صفات أخرى دفينة تحت جلودنا يحاربها كل منا تبعا لطاقته وقدرته ألا وهى القسوة وقوى الشر فالإنسان كما يحمل الخير فأيضا يحمل الشر بنفس القدر ويمكن أكثر حيث توجد عوامل مساعدة لهذا الشر من وساوس شيطانية وأحيانا وساوس من النفس فالنفس أمارة بالسوء بالإضافة لردود أفعال بعض البشر ممن نتعامل معهم فتقوى الشر بداخلنا لكن الرادع لهذه القوى الشريرة هو تمسكنا بروح الطفل الكائن بداخل كلا منا وكذلك بالتقرب إلى الله سواء بالخشوع فى الصلاة أو بالذكر الدائم له خاصة حينما تنتابنا تلك القوة الشريرة  فنعيش فى صراع داخلى بين قوى الخير وقوى الشر.
                 
               قد يقول البعض أن القسوة ليست من طباعنا كبشر وعندما نقسو على الغير فإننا نقسو على أنفسنا أيضا وأرد قائلا على الجزء الأول من قال أن القسوة ليست من طباعنا كبشر؟!!! أنظروا حولنا فى أى مكان ستجد المشاحنات والقسوة والعنف فى التعامل سواء كان ذلك فى الشارع أو العمل أوالأصدقاء أو حتى بين الأقارب حتى صرنا نعيش فى جزر منعزلة عن بعضها البعض لا يوجد بينها أى صلات سوى بعض المجاملات من أجل الصورة الإجتماعية السطحية عملا بمبدأ اضحك الصورة تطلع حلوة وكأن الغاية أصبحت فى إرضاء الناس وليست أن هناك صلة أهم وأبقى إن كنا نعى ولكن لا يمكن فى ظل هذا أن نطالب طرف دون الآخر بأن يقوى هذه الصلات فأى علاقة  عبارة عن بناء متعدد الطبقات كى تزيد البناء ارتفاعا تحتاج إلى أساس متين وقوى كى تبنى عليه وتشيد هذا البناء طبقة طبقة فلا يمكن أن تبنى طابق دون طابق ولهذا أصبحت العلاقات هشة بسبب نفوس خربة لا تحمل سوى الأحقاد والضغائن وللأسف هذا السوس الذى نخر فى أوصال مجتمعنا زحف نحو روابط العائلة الواحدة ثم بدأ يزحف داخل الأسرة الواحدة فأصبح كل شخص بمثابة جزيرة لها عالمها وتفكيرها المستقل بذاته فأصبحت العلاقات سطحية فاترة وما يزيد الطين بله هو الصراع الأزلى بين الأجيال من أباء وأمهات كجيل قديم والأبناء كجيل حديث والأحفاد كجيل أكثر حداثة فتتشابك الخيوط مما يصعب على البعض التمييز بين الخيوط وبعضها ولا يقدر على إحتواء الموقف بصورة تتمثل فيها الأنانية والكبرياء الوهمى الذى لا يضع المصلحة العامة نصب عينيه أما الجزء الثانى هو حقيقة فلا يمكن أن يكون هناك دخان بلا نار وكذلك هى القسوة فعندما نقسو على غيرنا نقسو على أنفسنا أيضا نقسو ونخنق تلك الطيبة والرحمة الموجودة بداخلنا ونحجب عنها الهواء فدائما وأبدا كى تجنى وتحصد يجب أولا أن تزرع وإذا نجحت فى الزراعة عليك بالإهتمام والرعاية للنبتة التى زرعتها حتى تستطيع أن تجنى ثمارها

ختاما لآ أجد سوى الدعاء لله "اللهم رقق قلوبنا لذكرك ونسألك السنة تلهج بشكرك اللهم إنى أشكو إليك ضعف قوتى وقلة حيلتى وهوانى على الناس أنت رب المستضعفين وأنت ربى إلى من تكلنى؟ إلى بعيد يتجهمنى؟ أم إلى عدو ملكته أمرى؟! إن لم يكن بك سخط على  فلا أبالى غير أن عافيتك هى أوسع لى أعوذ بنور وجهك الكريم الذى أضاءت له السموات والأرض واشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن يحل على غضبك أو ينزل على سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة لنا إلا بك "