خلال الأيام الماضية شعرت بفرحة وسعادة كبيرة تجتاحنى على غير العادة قد يظن البعض أن هناك أحداث سعيدة حدثت لى هى السبب فى ذلك ولكن الغريب أن لا شئ تغير فى حياتى على الإطلاق بل هى كما هى بنفس رتابتها وروتينها اليومى المعتاد إنما الذى تغير بعض الشئ هو الرغبة فى الفرحة و السعادة أصبحت أكبر من ذى قبل!! إذن ماذا تغير حتى تزيد تلك الرغبة وتشحن بطاريات التحفيز لديها!؟؟
لا أدرى سوى أنها الرغبة فى تغيير النظرة للحياة وعدم قصور الإحساس بالفرحة إذا لم ألمسها فى حياتى لقد تغيرت نظرتى للكثير من الأمور وتسائلت لماذا لا أحاول البحث عن تلك الفرحة فى العيون حتى وإن لم تكن تلك الفرحة لى بل فرحة لشخص آخر !؟
قد يقول قائل كيف أشعر بفرحة غير ملموسة لدى!؟
كيف يمكن أن أفرح ولدى كم هائل من الظنون والهموم والإخفقات!؟ سأرد عليه قائلا
هل فعلا لا يوجد فى حياتك سوى كل تلك الأشياء التى تعتصر القلب وتدميه!؟
يا عزيزى قلب فى دفاترك القديمة وابحث داخل صناديق ذكرياتك عن ذكريات سعيدة حتى ولو كانت لحظات أو نظرات أو كلمات راجع تلك المشاهد مرة أخرى وأنظر بإمعان فيها ستجد كم مررت ببعض الأمور والمواقف السعيدة حتى وإن كانت قليلة وعش فيها كأنها حقيقة الآن واستمتع بها ألا تقوم بذلك التنقيب دائما مع تلك الأشياء الحزينة حتى ترسخت بداخلك وأصبحت تصحى معك من نومك وتتعايش معك لحظة بلحظة ماذا ستخسر إذا حاولت عكس الآية!؟
حاول أن تردد ما قالته الروائية الانجليزية الشهيرة أجاثا كريستي في مقدمة مذكراتها:
لقد تذكرت ما أردت أن أتذكره وغمست قلمي في مغطس سعيد ليخرج منه بحفنة من الذكريات المحلاة بطعم السكر
أخرج من تلك العزلة التى تغلف بها حياتك وابحث عن أصدقاء قدماء واتصل بهم تذكر معهم مامضى ،وأنت سائر فى طريقك ابحث عن الفرحة فى العيون بمساعدة أحد يحتاج إلى مساعدة ،ابتسم لطفل صغير داعبه بنظراتك ،ومهما كانت صعوبة الحياة حاول ان ترسم البسمة على وجهك تذكر موقف كوميدى شاهدته وابتسم ،استمتع بنسمة هواء باردة فى يوم حار ،أفرد ذراعيك واحتضن جمال الطبيعة
إعلم أن التفاؤل إرادة وعزيمة وإذا شعرت أنك تحن إلى الحزن اهرب من ذلك الشعور أما إذا كنت تخاف أن يبتعد عنك الحزن فلا تخف فهو يعرف مكانك سيأتيك مهرولا بمجرد طرفة من عينك وأعلم أن الحياة قصيرة وثقيلة فلا تثقلها أكثر من ذلك
وعلى رأى عمنا صلاح جاهين: