تتميز العلاقات الإنسانية بأنها مثل السهل الممتنع فرغم سهولتها إلا أن الإنسان يسعى إلى إعطائها صبغة التعقيد والتشابك لأسباب قد تكون مجهولة أو معلومة ،الأسباب المعلومة طبعا كلنا عارفينها التعاليم الدينية والعادات والتقاليد بالإضافة للطابع الشخصى لكل فرد أما الأسباب المجهولة قد تكون الرغبة بالشعور بالإنتصار عن طريق فرض قيود وسلاسل وضعها الإنسان نفسه ثم يوهم نفسه بانه إستطاع كسرها فيشعر شعور بالإنتصار الوهمى
من أجمل الأشياء فى العلاقات الإنسانية أن تحدد الإطار الخاص بتلك العلاقة وهذا يحرر عقل وقلب الإنسان من أى ظنون أو هواجس أو مشاعر قد تكون حقيقية أو تخيلية مما يكبل الإنسان ويعيق عيونه عن رؤية طريقه الذى طالما حلم به لكن تلك المشاعر والتخيلات كانت تدفعه إلى طريق آخر كثيرا ما شعر أنه لا يستطيع أن يسير خطوات معدودة فيه ومع ذلك يجب على الإنسان أن يشعر بالإمتنان والعرفان على تلك الإنعطافة التى حدثت له لأنه دائما ما يكون الإنسان بحاجة إلى أن يتذوق طعم وحلاوة مختلفة عن ماقد إعتاد عليه وقد تطول أو تقصر تلك الإنعطافة عن المسار الذى رسمه الإنسان لنفسه وقد تسبب له بعض الخدوش أو الجروح أو الآلام وهنا تكمن حكمة تصاريف القدر فقد يكون الهدف من تلك الإنعطافة ان تحصل على خبرة فى مجال لم يكن لديك أى معرفة به تستفيد بها مستقبلا لذلك عليك أن تشكر هذه المشاعر والأشخاص الذين جعلوك تتذوق هذه المشاعر وتذكرهم دائما بكل خير وأدعو لهم الله أن يرزقهم من يسعد ايامهم ويجعلهم يتذوقون طعم الفرحة والسعادة الأبدية واجعل صورهم معلقة دائما بقلبك على أن تكون تلك الصورة هى التى قمت أنت برسمها بنبضات قلبك ولونتها بخيال عقلك لأن هذه الصورة هى التى تبحث عنها وتصورت أنهم عليها ومهما طال البحث وندر وجود هذه الصورة على أرض الواقع لا تيأس ومهما قيل عنك من بأنك مجنون وخيالى ولا يوجد ما تبحث عنه لا تلتفت لهم وأعلم بأن الله دائما عند حسن ظن العبد به فأحسن ظنك بالله وستجد ما تحلم وأكثر بإذن الله فى طريقك ولا تشغل نفسك وترهق عقلك بمثل هذه الأقاويل فمهما تحاول أن ترضى الناس لن يرضوا عنك حتى تتبع مذهبهم وفكرهم ومعتقداتهم فحرر نفسك وكن أنت كما أنت تريد أن تكون
على البعض ان يعى ويفهم أن هناك قلوب مثل الجزر طيبة رقيقة تهفو إلى نسمات من المحبة وتطربها لمسات من الحنان ولذلك فهى محاطة بخندق من البراكين كحارس إلهى لتلك القلوب ولكنها عندما تشعر بسمو المشاعر وصدق النوايا تتحول تلك البراكين إلى جسور تستطيع أن تسير عليها لتحظى بالدفء الذى طالما بحثت عنه فى لياليك الباردة ومع هذا إذا أردت يوما الرحيل فلا تشتعل البراكين لتمنعك من الخروج بل على العكس تظل كماهى جسور تستطيع أن تسير عليها إلى أن تصل خارج مجالها بكل سلامة وعندها تشتعل تلك البراكين مرة أخرى رافضة إستقبالك مهما حاولت جاهدا أن تعيد الكرة
قد يقول البعض كيف تكون القلوب محاطة ببراكين !!؟؟ وينسى هذا القائل بأن الحب مثل النار يحتاج من وقت لآخر أن تصب عليه زيت المحبة والحنان فوقه كى يظل مشتعلا وبدون تلك الزيوت يخفت إلى أن يصبح رماد تذهبه أى رياح وهنا أستغرب ممن يقول أن الحب الحقيقى هو أن تحب شخصا ولا تستطيع يوما نسيانه حيث أرى أنها مبالغة وعدم تمعن فى خلق الله فالقلب سمى قلب نتيجة تقلبه وكثيرا منا يدعو الله قائلا يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك فإذا كان هذا هو وضع القلب مع الدين فما بالنا ببشر يتفاعلون ويؤثرون ويتأثرون نتيجة هذا التفاعل بالإضافة لعوامل وظروف خارجية كثيرة من حولهم
كلمة أخيرة اجعل قلبك مساكن شعبية يتسع لمن تهتم بهم ويهتموا بك ويحاولون دائما وأبدا الحفاظ على خطوط الإتصال المتبادلة وانشر البسمة على وجوههم واسعد بهم ومعهم وإذا تاخر أحد فى دفع إيجار غرفته بقلبك اصبر عليه بعض الوقت بعدها أفرغ غرفته لمن يستحق التواجد فيها