الأحد، 19 يونيو 2011

ساعات من التأمل 21 - الشعب المصرى والعنصرية




قبل أن نناقش عنوان الموضوع يجب أولا معرفة معنى العنصرية وهى الافعال والمعتقدات التي تقلل من شأن شخص ما كونه ينتمي لعرق أو لدين أو لجنس مختلف أو بمعنى آخر التمييز ضد مجموعة من البشر على أساس صفات تنسب إليهم بشكل محق أو زائف ومن المفارقات أن المجتمعات والأفراد بشكل عام ينفرون من العنصرية ويعتبرونها مسيئة للعلاقات الإنسانية ومع ذلك يمارس البعض تلك العنصرية بطريقة لاإرادية ويصعب عليه الإعتراف حتى لنفسه بأن بعض أفكاره وردود أفعاله تتسم بالعنصرية.

السؤال الذى أود طرحه هو هل الشعب المصرى عنصرى؟
الإجابة بدون شك هى للأسف الشديد نعم والأشد آسفا أن عنصرية الشعب المصرى ليست ضد أعراق أخرى بل هى ضد نفسه وقبل أن تشكك فى مصريتى وأفكارى الغريبة عزيزى القارئ أرجو أن يتسع صدرك لما ستقرأه والحكم لك فى النهاية إذا كان رأيى صواب أم خطأ.

العنصرية موجودة عندما نقول هذا مسلم وهذا مسيحى على الرغم من أن الإثنين مصريين وإذا كنت لا تفرق بين مسلم ومسيحى أرجع للإعلام سواء كان مقروء أو مسموع أو بصرى وستجد رغم أن نيتهم هى نبذ التعصب إلا أنهم يرسخونه كم مرة قرأت عن حادثة حدثت بين مصريين أحدهم مسلم والآخر مسيحى وتتصدر عناوين الصحف والبرامج الحوارية الحادثة على أنها بين طرفين وليس بين مصريين!!! أليس هذا دليل على العنصرية وبعد ذلك نتحدث عن فتنة الطائفية ونحن من نرسخها !!!
وإذا أمعنا النظر أكثر ستجد العجب العجاب داخل كل دين المسيحى يقسم إلى كاثوليكى أرثوذكسى بروتستنتى وإن كان ذلك قد يكون مقبول لأن به نزعة للتفريق بين العقائد والممارسات الدينية نتيجة إختلاف جوهرى فى العقيدة نفسها فما بال المسلم الذى يفرق بين أبناء دينه إلى سلفى صوفى سنى مع أن كلهم يؤمنون بالله وبأركان الإسلام الخمسة ولا ينكرون منه شئ !!!!!

نعود مرة أخرى للشعب المصرى نفسه العنصرية موجودة بدليل تصنيف الشعب المصرى نسبة إلى أقاليم أو محافظات مثال بسيط هذا فلاح وذاك قاهرى وثالث صعيدى ورابع ساحلى وخامس سيناوى من منا لا يتحدث بمثل هذه المفردات من منا لا يتحدث عن بخل الدمايطة وسفه الشرقاوة وبخل ودهاء المنايفة وقلة أصل القاهرى وكلاحة الإسكندرانى وتدنى ذكاء الصعيدى وكثرة فشر البورسعيدى وما أكثر النكت والأمثال التى ترددها الألسن وتدل على مدى عنصريتنا !!!


قد يقول قائل أن مثل هذه النكات والأمثال ما هى إلا طبيعة شعب يحب الفكاهة ويتندر على ما يحدث له من مواقف وليس بها أى معنى للعنصرية لأنها مزاح وينسى قائل هذه العبارة أن خلف كلمة إنى أمزح جزء من الحقيقة وأرجو أن نمعن النظر أكثر فى ما نقول وما نردد ونقول أنه مجرد مزاح ألا يسبب هذا بعض الضيق لدى بعض أبناء هذا الوطن؟؟؟!!! ألا يسبب ذلك دون أن ندرى تمييز البعض والحط من البعض الآخر؟؟؟!!! ألا يسبب ذلك شيوع القبلية والتعصب كلا لمحافظته أو إقليمه؟؟؟!!

يا سادة الموضوع خطير ويهدد أمننا الداخلى ويعطى الغير فرصة للوقيعة بين أبناء الشعب المصرى ويزيد من تفتت المجتمع وإنعدام روح الفريق بين أفراده فالكل يعمل لمصلحة شخصية أولا ثم عائلية ثم قبلية ثم فى نهاية المطاف الوطن مع أننا جميعا نقول ونردد الشعارات التى تقول الدين لله والوطن للجميع ونقسم بأن الله أولا والوطن ثانيا فأنظر مما سبق أين آتى الوطن لم يأتى ثانيا بعد الدين ولكنه جاء فى آخر أولويتنا أرجو وأتمنى أن نفيق أن نعى ونستوعب ما يحدث وما قد تسببه بعض الكلمات أو المزاح دون أن ندرى ، أتمنى أن نتخلص من هذه العادة السيئة وأن نثور عليها وتكون من ضمن ما يجب أن تمحيه الثورة المصرية.