هل يبقى الحب الأول بداخلنا أم لا ؟
كنت أود أن أطرحه كسؤال إلى كل من أعرفه كى أستطيع أن ألم بمافهيم وآراء شخصيات مختلفة ومتنوعة ولكن كالعادة وجدت نفسى تبحر مع السؤال باحثة عن شاطئ إجابة له وقد رست سفينة الأجوبة مؤخرا وفتحت أبوابها قائلة
يا ولدى إن الحب الأول هو البذرة التى نلقيها فى تربة القلب فتنبت شجرة موفورة بأوراق الحب فدائما يبقى الحب الأول فى ذاكرتنا لكن يختلف تعامل كل إنسان مع هذا الحب طبقا لما أسفر عنه من نتائج فهناك من يدفن هذا الحب بين طيات قلبه بعد أن لمس تلك المشاعر الراقية خلال حبه الأول رغم عدم إكتمال مشوار هذا الحب وتكليله بالزواج كما كان يتمنى نظرا للتغيرات الفكرية والثقافية والتباعد المكانى الذى يحدث خلال مشوار الحياة وهناك البعض الأخر الذى يحاول أن ينتزع كل ذرة من هذا الحب من داخل قلبه ويسعى جاهدا كى يطهر قلبه من مشاعر كانت تحركها الغرائز وهناك من ترك هذا الحب عائم بلا شطئان ربما قد تصل سفينته إلى مرسها يوما لكنه مهما حاول وأطال الأمل فسيجد نفسه مسلما بنهاية الحلم على أبواب الواقع فيجد نفسه تائها لا يدرى ماذا يفعل
أجد صوتا داخلى يهتف قائلا أن علاج فشل الحب هو خوض قصة حب جديدة تنسيه قصته السابقة
فرددت على هذا الصوت أتعنى أن يعمل بما قال ابو النواس " داونى بالتى كانت هى الداء "
قال الصوت : نعم فلا يفل الحديد إلا الحديد
فجلست أفكر فيما دار من حوار ووجدت أن الموضوع به وجاهة لا تتسرع عزيزى القارئ فى حكمك ودعنى اشرح الفكرة لك
أن الإنسان الخارج من قصة عاطفية يكون بحاجة إلى فترة نقاهة كى يستجمع شتات قلبه ويسيطر عقله على مقاليد قراراته فلا يندفع خلف نزوة عاطفية أو رغبة فى إثبات الذات بأنه يستبدل الحبيب بحبيب آخر كأنما يستبدل ملابسه لكن عليه أن لايطيل فترة النقاهة أكثر من اللازم فربما يجد حبا طارقا لأبواب قلبه راغبا أن يتوحد معه فيما يمر به فى مشوار الحياة وفى نفس الوقت عليه ألا يستعجل فى دخول علاقة حب قد يظلم معه من طرق بابه أو يجد أنه ظلم نفسه نتيجة تسرعه
ما هو الحل؟
الحل هو أن تأخذ ما يناسبك من وقت قد يكون شهرا أو أسبوع أو أكثر أو أقل كلا تبعا لحالته النفسية والعقلية بعدها عليه أن يفتح أبواب قلبه فالإنسان بطبعه لا يقوى أن يعيش بلا حب بلا أمل
فالنصيحة التى أود أن أقولها هى أحبوا الحب بمعنى أن نحب ما نمر به من مشاعر رومانسية راقية تسمو بالنفس وتجعلها محلقة فى الفضاء الفسيح ولا تبك على من تركك أو حالت الظروف دون لقائك به بل تمنى له التوفيق والخير ولا تبتئس وأعلم أنه إذا كان مقدور لك لوجدت اليسر والتوفيق من الله فى خطواتك وإذا وجدت العكس فأعلم بأن الله يحتفظ لك بما يراه فيه خير لك